الأوساط الثقافية السورية الشاعر سميح القاسم جسد الفعل المقاوم
آخر تحديث GMT13:39:39
 العرب اليوم -

الأوساط الثقافية السورية الشاعر سميح القاسم جسد الفعل المقاوم

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - الأوساط الثقافية السورية الشاعر سميح القاسم جسد الفعل المقاوم

الأوساط الثقافية السورية الشاعر سميح القاسم جسد الفعل المقاوم
دمشق-سانا

شهر ونيف مر على رحيل الشاعر سميح القاسم إلى العالم الآخر بعد أن ترك إرثا شعريا يتميز بقوة ديباجته ورقة ألفاظه حينا وقسوتها حينا آخر كما اتسمت أشعاره بالحضور الكامل لقضية فلسطين التي عاش تفاصيلها حتى أواخر أيامه.

المسيرة الإبداعية للشاعر الراحل جعلته قريبا من الأوساط الثقافية السورية ليكون ضيفا دائما في الأمسيات الشعرية بمختلف المحافظات وليكون صداقات عميقة مع عدد من أعلام الأدب والشعر في سورية.

ويشير الأديب عدنان كنفاني في تصريح لـ سانا إلى المرحلة الزمنية التي انطلق فيها القاسم هو وزملؤه محمود درويش وتوفيق زياد حيث كانوا في خندق نضالي واحد يجسدون الفعل المقاوم ضد الكيان الصهيوني إلى جانب التحريض في كل ما يكتبه من شعر وهذا ما تجلى في أغلب قصائده التي شملت شعر الشطرين والتفعيلة.

ويصف كنفاني إبداع القاسم بأنه فلسطيني الروح والفكر ونبض القلب والذي جعله من رجالات فلسطين العظماء فضلا عن مواقف كنفاني التي عمل خلالها على صيانة الأرض وذاكرة الوطن ونمى إبداعه في فلسطين متمسكا بكل قيم الحياة والأصالة ولفظ الخرافات والتمني والترجي ليبقى مع الكبرياء والشموخ والاصالة.

ويتحدث كنفاني عن مساهمة الشاعر الراحل في تأسيس جريدة العرب لتنطق بلسان الشرفاء كصوت أثير يكرس الذاكرة والحقيقة ويحرض على الصمود والتمسك بفلسطين الجغرافية أرضا وسماء وبحرا وبشرا لم يقبل ان ينفصل عنها لأنها عشقه الكبير أما رئيس تحرير مجلة المعرفة الدكتور علي القيم الذي التقى بالقاسم مرات عدة خلال زياراته المتعددة لسورية فإنه يعده شاعرا تميز بحسه الوطني وانتمائه القومي الذي تجلى في مختلف قصائده حيث شكل مع الشاعر محمود درويش ثنائيا وطنيا مقاوما له حضوره على مستوى العالم.

ويوضح القيم الأسلوب الشعري الذي نهجه القاسم بما يتلاءم مع كافة الشرائح الاجتماعية والثقافية ففي قصائده النموذج الشعري الذي يمكن أن تقرأه الشرائح المثقفة وفيه ما يتلاءم مع الشرائح البسيطة والمتوسطة ما جعله يدخل التاريخ من كل أبوابه ويصبح شاعرا موجودا على الألسن بجدارة فائقة.

ويسهب الباحث الدكتور نبيل طعمة مدير دار الشرق في رؤيته لشاعرية القاسم التي تميزت بالتكون الفكري الذي احتوى فلسطين والعروبة والتاريخ فاجتمع مع محمود درويش في قضية واحدة الأرض التي اغتصبها الصهاينة اضافة إلى انه تحداهم فوضعوه تحت الإقامة الجبرية ثم قاوم بالكلمة وناضل من أجل عودة
الفلسطينيين.

ويشير طعمة إلى نضال شاعرنا الراحل السياسي والذي تجلى في رفضه التجنيد ضمن لواء غولاني الصهيوني الذي أراد أن يضمه اليه في المثلث السوري الفلسطيني لأنه لا يمكن لأي قوة إلغاء هويته فاظهر إيمانا نادرا واعلن وطنية وقضية عادلة استمرت حتى آخر رمق وهو يقول للصهاينة..
كل سماء فوقكم جهنم وكل أرض تحتكم جهنم

ويتابع طعمة قائلا .. خمسون عاما مضت وسميح القاسم يناضل بصوته وجسده وفكره إلى آخر لحظة من حياته وتمكن بشعره ان يتوازى مع بدوي الجبل ونزار قباني وسليمان العيسى ويوسف الخطيب وغيرهم من الشعراء الذين كان التاريخ أمامهم مرحبا.

وتعود شهرة الشاعر القاسم كما يرى رئيس فرع اتحاد الكتاب العرب بريف دمشق الدكتور الشاعر نزار بريك هنيدي إلى كونه واحدا من أهم شعراء المقاومة الذين لم يحملوا على عاتقهم قضيتهم الرئيسة فلسطين فحسب بل رفعوا رايات النضال القومي والانساني واجتهدوا ليكونوا الناطقين الرسميين باسم جميع
الشعوب والفئات المضطهدة.

ويشير هنيدي إلى أن ما قدمه الشاعر سميح القاسم على صعيد تحديث البنية الفنية الجمالية لقصيدته لم يلق دوما ما يستحقه من الدراسة بدءا من اشتغاله على البنية الدرامية والملحمية للقصيدة وتوظيف التراث العربي والانساني وصولا إلى اجتراحه أشكالا جديدة من الكتابة الشعرية كتلك التي أطلق عليها تسمية
السربيات التي على النقاد العرب الجادين اليوم أن يعملوا على دراسة هذه الإنجازات الفنية وتبيين دورها في حركة الحداثة الشعرية العربية التي حمل القاسم لواء ريادتها جنبا إلى جنب مع شعراء الحداثة الكبار الآخرين.

فرادة شعر القاسم تعتبرها الشاعرة مرام النسر تجربة فريدة في الأدب العربي بصفته واحدا من أهم شعراء المقاومة الذين قدموا للأمة العربية كثيرا من التضحيات غير آبهين بأي نتيجة يمكن ان تلحق بهم بعد نشرها إضافة إلى أن قصائده أصبحت تقرأ على نطاق واسع لحد باتت تتردد على الألسن في كل المحافل.

في حين قال الدكتور الشاعر سعيد العتيق إن وجود القاسم داخل الأرض المحتلة كان عبئا على شعره وعلى حضوره الاجتماعي لأن الاستيطان الصهيوني لا يمكن أن يتصالح مع الشعراء إلا إذا كانت هناك ثغرات يدخل منها أو يحاول أن يكبح جماحهم موضحا أن شعره تفاوت بين المبتكر الإبداعي كقصيدته التي رثى فيها محمود درويش وبين المباشرة البسيطة كقصيدة تقدموا.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأوساط الثقافية السورية الشاعر سميح القاسم جسد الفعل المقاوم الأوساط الثقافية السورية الشاعر سميح القاسم جسد الفعل المقاوم



هيفا وهبي تعكس الابتكار في عالم الموضة عبر اختيارات الحقائب الصغيرة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 05:31 2025 الثلاثاء ,04 شباط / فبراير

نتنياهو يسعى لتعطيل المرحلة الثانية من اتفاق غزة
 العرب اليوم - نتنياهو يسعى لتعطيل المرحلة الثانية من اتفاق غزة

GMT 13:14 2025 الأربعاء ,05 شباط / فبراير

بريطانيا تطالب بضمان مستقبل الفلسطينيين في وطنهم
 العرب اليوم - بريطانيا تطالب بضمان مستقبل الفلسطينيين في وطنهم

GMT 12:53 2025 الأربعاء ,05 شباط / فبراير

محمد هنيدي يخوض تجربة فنية جديدة في السعودية
 العرب اليوم - محمد هنيدي يخوض تجربة فنية جديدة في السعودية

GMT 03:57 2025 الثلاثاء ,04 شباط / فبراير

الرياض تحتضن دمشق

GMT 07:34 2025 الثلاثاء ,04 شباط / فبراير

زلزالان بقوة 4.7 درجة يضربان بحر إيجه غرب تركيا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab