إحياء ذكرى ميلاد الروائية الراحلة رضوى عاشور
آخر تحديث GMT05:09:56
 العرب اليوم -

إحياء ذكرى ميلاد الروائية الراحلة رضوى عاشور

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - إحياء ذكرى ميلاد الروائية الراحلة رضوى عاشور

الروائية الراحلة رضوى عاشور
القاهرة - العرب اليوم

"ماتت مريمة منذ زمان، والعصافير لا تسكن القبور؛ لا بد إذن من الرحيل... قام علي، أدار ظهره للبحر، وأسرع الخطو ثم هرول، ثم ركض مبتعدًا عن الشاطئ والصخب والزحام.. التفت وراءه فأيقن أن أحدًا لم يتبعه، فعاد يمشي بثبات وهدوء، يتوغل في الأرض، يتمتم: لا وحشة في قبر مريمة". وبهذه الكلمات اختتمت الروائية الراحلة د.رضوى عاشور (1946 – 2014)، التي تحل اليوم 26 مايو/أيار ذكرى ميلادها، اختتمت ثلاثيتها الشهيرة "ثلاثية غرناطة"، التي صارت الجملة الأخيرة منها "لا وحشة في قبر مريمة" واحدة من أشهر الجمل التي يتداولها المهتمون بالأدب ورواد مواقع التواصل الاجتماعي.

واحتفل اليوم كذلك محرك البحث "جوجل" بذكرى ميلاد عاشور الثانية والسبعين. وفي 26 مايو/أيار من عام 1946 ولدت رضوى عاشور بالقاهرة، لتدرس اللغة الإنجليزية بكلية الآداب بجامعة القاهرة، قبل أن تسافر – بعد حصولها على الماجستير- إلى الولايات المتحدة الأميركية لتحصل على الدكتوراه من ماساتشوستس في الأدب الإفريقي الأميركي.

وثمة موقف سلبي دائمًا تجاه الـ"بيست سيلر"، الأكثر مبيعًا، أو الكاتب الذي يجمع قطاع كبير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي على قراءته، إذا يرتبط ذلك غالبًا بروايات يراها كثيرون روايات تجارية، تستطيع أن تغازل متطلبات بعينها لدى صغار السن من القراء، غير أن رضوى عاشور تثبت عكس ذلك، فلا تكاد تخلو مجموعة من المجموعات على مواقع التواصل الاجتماعي من ترشيح لإحدى روايتي عاشور الأكثر شهرة: "ثلاثية غرناطة"، و"الطنطورية".

وفي كلية الآداب تعرفت عاشور إلى الشاعر الفلسطيني – الشاب آنذاك- مريد البرغوثي، والذي أثار إعجابها بقصائده أولًا، ثم بشخصيته كفلسطيني مقاوم فارق بلاده منذ الصغر، ومازال يقاتل بحثًا عن العودة، وسرعان ما تحول ذلك الإعجاب إلى زواج دام لعقود، عايشت فيه عاشور تجربة قاسية وهي حرمان البرغوثي من دخول مصر لمدة 17 عامًا تقريبًا، بسبب اعتراضه على زيارة الرئيس الراحل محمد أنور السادات للأراضي المحتلة، فكان على رضوى أن تؤدي دور الأم والأب معًا.

ولعل ذلك الارتباط بالقضية الفلسطينية منذ الصغر، ثم معايشة ما يعانيه الفلسطينيون الذين يهجرون عن أرضهم عن قرب من خلال علاقتها بزوجها، هو ما ساهم في إنتاج عمليها الأكثر شهرة.

وفي 1994 نشرت د.رضوى عاشور ثلاثية غرناطة، التي تتكون من ثلاثة أجزاء: غرناطة، مريمة، الرحيل، وفيها تعود عاشور إلى نهايات القرن الخامس عشر، إلى إسبانيا، أو الأندلس كما كانت تسمى تحت الحكم العربي. واختارت عاشور لحظة فاصلة في تاريخ الوجود العربي في الأندلس، وهي اللحظة التي تسقط فيها غرناطة، آخر معاقل المسلمين، في يد القشتاليين، بعد أن تفرق المسلمون إلى طوائف مختلفة تنازعت فيما بينها، إلى أن انتهى الأمر بتوقيع معاهدة التنازل، بين أبي عبدالله محمد الصغير، آخر حكام غرناطة، وبين القشتاليين.

ولا تتوقف عاشور عند أحداث سياسية بقدر ما تتوقف عند حالة إنسانية، حيث تسرد الرواية من منظور شخصيات عادية لا شخصيات الحكام، عاشوا في تلك البلاد ما يقرب من 8 قرون، فلم يعرفوا وطنًا غيرها، فإذا هم فجأة يجدون أنفسهم ملاحقين، مضطرين للتخلي عن عقيدتهم وإلا واجهوا الموت، ثم مطلوب منهم الرحيل للأبد.

وجرح آخر ترسمه رضوى عاشور، في انتقالها من غرناطة في الأندلس، إلى الطنطورة في بلاد فلسطين، في 23 مايو من عام 1948 هاجمت العصابات الصهيوينة قرية الطنطورة الفلسطينية، وبعد مقاومة من أهلها استطاعوا اجتياحها، ليقميموا مذبحة انتهت باستشهاد عشرات الفلسطينيين الذين دفنوا دفنًا جماعيًا، وتشتيت أبنائهم.

وتتخذ صاحبة "خديجة وسوسن" من ذلك الحدث نقطة انطلاق لروايتها "الطنطورية"، التي تحكي سيرة رقية، الفتاة الطنطورية التي عايشت المذبحة، والتهجير، وخلال عقود أقامت أسرة من فلسطينيي الشتات، تعاني آلام الحنين للعودة لبلادها، وتعاين ما يجد من نكبات.

ولعل هذين العملين هما الأشهر لغرناطة بين أوساط قرائها، الذين وجدوا في العملين معالجة لجرح مازال ينزف منذ 1948، فاستطاعت عاشور أن تقدم لهم عملًا أدبيًا يجمع بين الجودة الفنية، وبين التناول الوطني للقضية. وغير أن عاشور لها عدة أعمال أخرى لا تقل أهمية، وإن كانت أقل شهرة من هذين العملين، من بينها روايات مثل: "فرج" التي قدمت فيها حكاية ثلاثة أجيال من الذين عانوا تجربة السجن، و"أطياف"، و"خديجة وسوسن" التي تروي فيها قصة تشبه قصة الأجيال، غير أنها نسائية خالصة تقريبًا.

وقدمت كذلك د.رضوى عاشور عدة كتابات في مجال النقد، كانت قد بدأتها في بداية مسيرتها بكتاب عن أعمال القاص الفلسطيني غسان كنفاني، الذي استشهد بتفجير دبرته المخابرات الإسرائيلية، وجاءت الدراسة تحت عنوان "الطريق إلى الخيمة الأخرى"، ثم قدمت كتابًا نقديًا عن الرواية في غرب إفريقيا بعنوان "التابع ينهض"، وغيرها.
 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إحياء ذكرى ميلاد الروائية الراحلة رضوى عاشور إحياء ذكرى ميلاد الروائية الراحلة رضوى عاشور



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 10:19 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

يسرا تتفرغ للسينما بعد خروجها من دراما رمضان
 العرب اليوم - يسرا تتفرغ للسينما بعد خروجها من دراما رمضان

GMT 01:25 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

الأوركسترا التنموية و«مترو الرياض»

GMT 06:28 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة

GMT 00:18 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

قصة غروب إمبراطوريات كرة القدم

GMT 00:08 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

تحذير من عقار لعلاج الربو يؤثر على الدماغ

GMT 00:08 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ماذا يحدث فى حلب؟

GMT 01:36 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

عودة ظاهرة الأوفر برايس إلى سوق السيارات المصري

GMT 12:03 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

بدء أعمال القمة الخليجية الـ 45 في الكويت

GMT 02:12 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

السفارة الروسية في دمشق تصدر بيانًا هامًا

GMT 00:03 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

مي عمر أفضل ممثلة في "ملتقى الإبداع العربي"

GMT 10:19 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

يسرا تتفرغ للسينما بعد خروجها من دراما رمضان

GMT 15:37 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab