بغداد – نجلاء الطائي
صوتت لجنة التراث العالمي التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة اليونسكو الأحد، على إدراج الأهوار والمناطق الأثرية في العراق على لائحة التراث العالمي، والمناطق الأثرية المسجلة هي أور وأريدو في ذي قار، بالإضافة إلى آثار الوركاء في المثنى، أما لائحة الأهوار فضمت أربعة أهوار تقع في الجزء الجنوبي من العراق، وتضم المنطقة المثلثة الواقعة بين مدينتي العمارة شمالاً والبصرة جنوباً وشرقاً وقضاء سوق الشيوخ غرباً، وقد صوتت الدول الأعضاء بالإجماع على ملف ضم الأهوار إلى لائحة التراث العالمي.
وجاء هذا التصويت بعد جهود حثيثة من عدة مؤسسات حكومية عراقية منها وزارة الثقافة والصحة والبيئة والخارجية وهيئة السياحة والآثار ومحافظة ذي قار، إضافة إلى منظمات المجتمع المدني، وقد كان لوزارة الثقافة الدور الفاعل من خلال استضافة وزيرها فرياد رواندزي للعديد من السفراء العاملين في بغداد إلى مكتبه للحث على التصويت لصالح العراق، وفي تصريح لمدير عام دائرة العلاقات الثقافية في وزارة الثقافة فلاح حسن شاكر قال "الملف كان مميزا لاحتوائه على بعض الملاحظات الفنية والثقافية، التي يقف لها خبراء العالم احتراما، كونه ملفاً مشتركاً بين البيئة والطبيعة بكلّ ما تحتويه من أحياء مائية ومياه وسكان" مشيرا إلى أهمية دور وزارة الثقافة في ديمومة هذا الانجاز من خلال تحقيق زيارات ميدانية إلى هذه المواقع الأثارية لغرض التهيئة الإعلامية والاستعداد لاستقبال جموع السياح والمجتمع العالمي المهتم بالآثار للاطلاع عليها، فهذه المواقع، كما أكد فلاح شاكر، كانت مهملة لسنوات طويلة منذ منتصف التسعينات، فهي بحاجة لعمل كثير وحملات مختلفة للترويج، هي مواقع خالية وينقصها وجود الوسائل الدعائية.
وأضاف شاكر: "الحكومة غير مخيرة، فهذا ليس أول حدث يخص الثقافة بالمنطقة الدولية، فقد قدمنا مواضيع مهمة وكثيرة لعناصر التراث الثقافي وفي القادم لدينا تسجيل عنصرين من العناصر المهمة في اليونسكو، سبق ذلك تسجيل بغداد ضمن شبكة مدن الإبداع الأدبي، وهذا الحدث يعدّ بمثابة امتحان لقدراتنا في المنافسة الدولية وامتحان لقدراتنا في حماية تراثنا وموروثنا الإنساني"، مؤكدا أهمية دور الحكومة في التخطيط لديمومة هذا الانجاز، خاصة وأن هناك جوانب اقتصادية ستفتح أبواب الانتعاش لتلك المواقع. موجها شكره وثنائه إلى كلّ العاملين على إنجاح هذا الملف.
وتضم اللائحة الشهيرة عالميا أربع مواقع عراقية هي: "الحضر 1985، آشور القلعة الشرقية 2003، مدينة سامراء الأثرية 2007 وقلعة اربيل 2014"، وعملت منظمات المجتمع المدني وناشطون عراقيون على حشد الرأي العام العربي والعالمي من أجل إدراج ملف الأهوار، وطبقاً للمواثيق الدولية، تعتبر المواقع المسجلة لدى اليونسكو ملكاً للدولة التي يقع ضمن حدودها ولكنها في الوقت نفسه تحصل على اهتمام ودعم من المجتمع الدولي للتأكد من الحفاظ عليها للأجيال القادمة، من خلال ما يأتي: تخصيص أموال من قبل اليونسكو للحفاظ على الاهوار وتحويلها إلى مناطق سياحية ومنظمة اليونسكو أكثر حرصاً على ثروات الاهوار وموروثها الحضاري لاستثمارها في تطوير اقتصادها والنهوض به ،ومنطقة الأهوار يُمكن أن تكون واحدة من أجمل المنتجعات السياحية في الشرق الاوسط، ووجهة سياحية مفضلة للعديد من دول العالم، إذا توافرت فيها البنى التحتية السياحية ، ويتوجب على تركيا أن تزيد من حصة العراق المائية والتي ستخصص للأهوار ، ومنطقة الأهوار تقبع فوق ثروات نفطية هائلة لم تكتشف بعد وهذا الانضمام سيساعد على اكتشافها، والحصيلة أن أهلنا في الجنوب ستعود الحياة لهم من جديد وسيرددون الاهزوجة التي تتغنى بخيرات الاهوار، وطبقاً لقرار مصادقة اليونسكو، فستكون أهوار محافظة ذي قار تحت الحماية الدولية.
أرسل تعليقك