تعرف على أول بيت يعاد بناؤه في الموصل القديمة
آخر تحديث GMT18:06:54
 العرب اليوم -

تعرف على أول بيت يعاد بناؤه في الموصل القديمة

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - تعرف على أول بيت يعاد بناؤه في الموصل القديمة

مدينة الموصل
بغداد - العرب اليوم

في منطقة القليعات بالمدينة القديمة غربي الموصل، يطل منزل يونس أبورجب وسط الركام بلون بنفسجي دهنت به جدرانه بعد ترميمه ليكون أول بيت يعاد بناؤه في المدينة التي شهدت أعنف المعارك بين القوات العراقية وتنظيم الدولة الاسلامية قبل أكثر من عام.

وعادت أسرة أبورجب الى بيتها في القليعات، لتكون أول عائلة تعود الى منزلها في المدينة القديمة وتسكن فيه بعد اعادة بنائه.

وأعاد أبورجب بناء منزله بجهود ذاتية وبمساعدة إحدى المنظمات المحلية ليصبح البيت الوحيد الذي يضيء تلك المنطقة التي انعدمت فيها الحياة، عند النظر إليها من الجانب الشرقي للموصل.
وقال يونس أبورجب، وهو أقدم حداد في سوق الحدادين وسط مدينة الموصل،"عدنا الى منزلنا من أجل أن نعيد الحياة للمنطقة المهجورة، لأن دوران الحياة يجب ألا يتوقف رغم كل الصعوبات".

وأضاف أبورجب، فى تصريحات صحفية،  وقد امتزجت على وجهه علامات الفرح والحيرة، "رغم أن رائحة الموت لاتزال تفوح من المنازل التي تقع حول منزلي، الا أنني عدت بسبب ظروف قاهرة أجبرتني على العودة".

وتابع : "أسكن في منزلي هذا منذ سنين طويلة لكني اضطررت لهجرته أثناء معارك التحرير وانتقلت الى الساحل الشرقي للموصل واستأجرت هناك منزلا".

لكن ظروف الحياة القاهرة أجبرته كما يقول، على ان يقوم بترميم المنزل واعادة بنائه والعودة اليه بسبب ارتفاع أسعار الايجار في الساحل الشرقي لمدينة الموصل.

وأشار الى أنه استدان عشرة ملايين دينار عراقي "8 آلاف دولار" ليعيد اعمار منزله الذي بقي فيه لفترة أثناء المعارك الطاحنة مع تنظيم الدولة الاسلامية.

ويتذكر الرجل تلك الفترة قائلا :"صمدنا أنا وعائلتي أثناء الحصار الذي فرض علينا من قبل داعش ومن قبل القوات العراقية التي حاصرت المنطقة لعدة أشهر، وكنا آخر عائلة تغادر منزلها بعد أن تقدمت القوات العراقية وحررت المنطقة".

ومضى يقول "فقدنا الكثير من محتويات منزلنا الا أننا تمكنا من اعادة بناء المنزل ليكون اللون البنفسجي "اللون الذي طلى به منزله من الخارج"، أول وشاح يزين المنطقة القديمة".

وتابع "رغم صعوبة الحياة استطعنا ان نوصل الكهرباء، وساعدتنا احدى المنظمات الخيرية في مد أنابيب المياه الصالحة للشرب".

ويأمل أبورجب أن تشجع عودته مئات العوائل الأخرى من جيرانه على العودة الى المنطقة لكي تنهض من جديد ويزاح عنها ركام الحرب والدمار الذي خلفه التنظيم.

وقال مخاطبا الجهات الحكومية "لو أخرجوا جثث الموتى من تحت ركام المنازل لعادت الحياة اليها، ولعادت العوائل الى المدينة القديمة لكن الحكومة لم ولن تعمل ذلك".

وتعد عائلة أبورجب من أقدم العائلات التي تسكن في هذه المنطقة.

وورثت العائلة، كما قال يونس، هذا البيت منذ 300 سنة عندما كان أجداد أجداده يسكنون في المنطقة.

ولفت الرجل الى انه قدم معاملة لتعويض منزله الى الدوائر الحكومية منذ أكثر من ثمانية أشهر لكن حتى الآن لم يتلق أي تعويض من الحكومة.

وأعلن رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته حيدر العبادي في العاشر من يوليو العام الماضي استعادة مدينة الموصل بعد معارك عنيفة مع عناصر تنظيم الدولة الاسلامية.

وخلفت المعارك دمارا كبيرا في المدينة وخاصة في جانبها الغربي وخصوصا المدينة القديمة التي كان التنظيم المتطرف يتحصن بها ويحتجز آلاف المدنيين فيها كدروع بشرية.

وبعد عام وثلاثة أشهر على اعلان تحرير الموصل من قبضة التنظيم المتطرف والنصر عليه لايزال الموصليون يترقبون رفع أنقاض مساكنهم المدمرة.

الا أن عملية رفع الانقاض بطيئة جدا وتكاد تكون معدومة بسبب قلة التخصيصات المالية من الحكومة لدعم اعمار المدينة القديمة.

ولم يتم حتى الآن سوى رفع الأنقاض من الشوارع والطرقات والافرع الضيقة فقط.

وقال أحمد الزيدي، أحد سكان منطقة القليعات، ان "المنطقة كانت جميلة جدا قبل احداث تنظيم داعش الارهابي، وقبل المعارك لطرده، مشيرا الى أن "المنطقة تعتبر من أعلى المناطق في المدينة القديمة بالموصل وهي تطل على نهر دجلة من جهته الغربية لتشكل صورة جميلة ومنظرا خلابا".

وأضاف:  "لكن المعارك حولت المساكن الى ركام ولازالت البيوت عبارة عن انقاض دون ان يفعل لهم احد شيئا، وتحولت المناظر الجميلة الى خراب ودمار".

ومضى يقول "أنا منذ أكثر من سنة قدمت معاملة التعويضات عن طريق لجنة التعويضات لكن لحد الان لم يتم تعويضي من قبل الحكومة".

ويسكت الزيدي للحظات ويواصل حديثه "بعض سكان المنطقة يقومون بترميم المنازل وبعضهم لديه عزيمة واصرار كبيت أبو رجب لكن نحن لا نمتلك الاموال الكافية لاعادة بناء منازلنا".

وقبل ثلاثة أشهر، أقر زهير الأعرجي قائممقام الموصل "أعلى مسؤول اداري بالمدينة"، بعدم البدء باعادة اعمار المدينة وعدم تعويض السكان الذين دمرت منازلهم او ممتلكاتهم.

وقال الأعرجي في مقابلة فى تصريحات صحفية سابقه، إن 11500 وحدة سكنية "منزل وشقة" دمرت في المدينة القديمة، فضلا عن تدمير البنى التحتية فيها لمشاريع الماء والكهرباء.

وأشار إلى أن الموصل بحاجة الى مليارات الدولارات لاعمارها، مبينا ان نسب الدمار بعموم احياء الموصل تتراوح بين 10 بالمائة الى 100 بالمائة كما هو الحال في المدينة القديمة.

ودعا الأعرجي المجتمع الدولي والحكومة العراقية الى الاسراع في دعم ومساندة أهالي الموصل التي تعتبر مدينتهم مدمرة وليست فقط منكوبة، مشيرا الى أن عمليات الاعمار التي تحصل في المدينة كلها يقوم بها الاهالي على حسابهم الخاص.

واحتل تنظيم الدولة الاسلامية في التاسع من يونيو عام 2014 مدينة الموصل وتمدد بعدها الى بقية المحافظات العراقية.

وبقى التنظيم في الموصل حتى العاشر من يوليو العام الماضي الى أن أنهت القوات العراقية سيطرته على المدينة التي أعلنها سابقا عاصمة لما يسمى بدولة الخلافة.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تعرف على أول بيت يعاد بناؤه في الموصل القديمة تعرف على أول بيت يعاد بناؤه في الموصل القديمة



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 15:37 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة
 العرب اليوم - أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة
 العرب اليوم - الأسد يؤكد قدرة سوريا على دحر الإرهابيين رغم شدة الهجمات

GMT 17:44 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

الجيش السوري يحاول استعادة بلدات في حماة
 العرب اليوم - الجيش السوري يحاول استعادة بلدات في حماة

GMT 06:28 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة
 العرب اليوم - السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة

GMT 10:19 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

يسرا تتفرغ للسينما بعد خروجها من دراما رمضان
 العرب اليوم - يسرا تتفرغ للسينما بعد خروجها من دراما رمضان

GMT 01:25 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

الأوركسترا التنموية و«مترو الرياض»

GMT 06:28 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة

GMT 00:18 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

قصة غروب إمبراطوريات كرة القدم

GMT 00:08 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

تحذير من عقار لعلاج الربو يؤثر على الدماغ

GMT 00:08 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ماذا يحدث فى حلب؟

GMT 01:36 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

عودة ظاهرة الأوفر برايس إلى سوق السيارات المصري

GMT 12:03 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

بدء أعمال القمة الخليجية الـ 45 في الكويت

GMT 02:12 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

السفارة الروسية في دمشق تصدر بيانًا هامًا

GMT 00:03 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

مي عمر أفضل ممثلة في "ملتقى الإبداع العربي"

GMT 10:19 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

يسرا تتفرغ للسينما بعد خروجها من دراما رمضان

GMT 15:37 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab