تعرف على معنى كلمة يا ستّي ومدلولها التاريخي
آخر تحديث GMT10:12:13
 العرب اليوم -

تعرف على معنى كلمة "يا ستّي" ومدلولها التاريخي

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - تعرف على معنى كلمة "يا ستّي" ومدلولها التاريخي

معنى كلمة "يا ستّي" ومدلولها التاريخي
القاهرة - العرب اليوم

هناك كلمات عامية دارجة كثيرة، لا تزال تحتفظ بأصلها الفصيح، كما هو، مع أن بعضها تغيّر معناه، دون أن يتناقض مع أصله. ومنها كلمة "يا ستّي" التي تقال للمرأة، الآن، تبجيلاً وتعظيماً، فيما كان أصلها في التغزّل بالنساء، فيقول الرجل لواحدة منهن: يا ستّي، وهو يعني أنها مهيمنة على قلبه وفكره وحياته، لشدة تعلّقه بها.

ويذكر أن هناك اختلافاً بين اللغويين حول كلمة "سِتّي"، ما بين عامّيتها أو فصحاها، إلا أن قاموسيين كبارا أدرجوها في مصنفاتهم، وأشاروا إلى مدلول الكلمة. وكلمة ستّي، والتي تعظَّم فيها المرأة ذات المنزلة، أو المرأة الآمرة، أو المرأة معشوقة الرجل، يقول القاموس المحيط، فيها، إن "ستّي" للمرأة، تعني: "يا ستّ جهاتي"، ملمحاً إلى أنها قد تكون لحناً (خطأ أو تحويراً) من سيدتي.

ويرى تاج العروس، أن قول يا ستّي، للمرأة، أي يا ستّ جهاتي، و"كأنه كناية عن تملّكها له"، ملمحاً هو الآخر، بأن الكلمة قد تكون لحناً من أصلها في سيدتي، وتمّ حذف بعض حروف الكلمة. ثم يورد بالنقل، وصفاً يقيّم الكلمة: "عامّية مبتذلة"".

أن تكون "يا ستّي" تعني يا ستّ جهاتي، وكما قال التاج إنها كناية عن التملّك، بحيث يقولها الرجل للمرأة، قاصداً أنها ملكت عليه حياته وجهاته، لشدة عشقه، لم تنه القضية، بالكامل، إذ بقيت كلمة الحب هذه والتي تقال في عشق النساء، ثم تحولت الآن، تبجيلا وتقديراً لهن، موضع خلاف.

ويشار إلى أن كلمة " يا ستّي" المبجّلة للنساء، الآن، والمتغزلة بهن، سابقاً، موضع خلاف متواصل على ما يبدو، بين اللغويين، ما إذا كانت عامية مبتذلة كما نقل القاموس المحيط وغيره، أو أنها تحريف لكلمة سيدتي، كما نقل بعض القاموسيين، أو أنها من الجهات الست بقصد هيمنة تلك المرأة الكاملة، على وعي عاشقها، ولهذا تطرّق شاعرٌ عربي إلى تلك الكلمة، مدافعاً عن استعمالها رغم انتقاد النحويين لها، ليحسم الأمر، من وجهة نظره.

وقال الشاعر بهاء الدين زهير، والمتوفى سنة 656 للهجرة، أبياتاً تعرّض فيها للكلمة مدافعاً عنها، خاصة أنه يشير إلى غضب النحويين من استعمال الكلمة، عندما يؤكد أنه كلّما استعمل كلمة "ستّي" رمقه اللغويون والنحاة، بنظرة كراهية وغضب:

بروحي من أُسمّيها بـ"سِتّي"

فترمقني النحاةُ بعين مقتِ.

ولكنْ غادةٌ مَلَكت جهاتي

فلا لحنٌ إذا ما قلتُ: سِتِّي!

وهو بذلك يدفع بكون الكلمة القصد منها الجهات الست، أي أن الرجل عندما يقولها للمرأة، فهو يعني أنها ملكت جهاته كلها لشدة تعلّقه بها وتأثيرها عليه. ولهذا يقول إنه لا يوجد لحن في الكلمة، أي لا تتضمن خطأ لغويا، كون معناها الجهات الست التي أصبحت تحت سيطرة تلك السيدة التي ملكت قلبه.

وعلى الرغم من أن قاموسيين كبارًا، عرضوا لكلمة "ستّي" بمختلف وجوهها، إلا أن الكلمة واصلت الظهور كقضية خلافية، فظهرت في "قاموس ردّ العامي إلى الفصيح" للشيخ أحمد رضا، وقال فيها: "وقالوا للسيدة من النساء، الستّ بمعنى السيدة، ويا ستّي أي يا سيدتي، وهذا يُشعِر بأن ستّي محرّف عن سيدتي".

إلا أن رضا يعود لما قاله لغويون كبار، كابن الأنباري، بشأن كلمة ستّي، فينقل عنه قوله: "يريدون بها، يا ستّ جهاتي".

وسبقه شهاب الدين الخفاجي، المتوفى سنة 1069 للهجرة، في مصنّفه المشهور: "شفاء الغليل فيما في كلام العرب من الدخيل"، إلا أنه يضيف هجومه على الكلمة، ويعتبر الدفاع عن فصحاها، بأنه نوع من "التكلّف والتمحّل". لكن الخفاجي، كغيره من اللغويين العرب، ينقل الرأي المضاد، من باب أمانة النقل، فيقول: "سيدة، وقولهم ستّي بمعنى سيدتي، خطأ، وهي عامية مبتذلة، ذكرها ابن الأعرابي وتأوّلها ابن الأنباري فقال: يريدون يا ستّ جهاتي، وتبعه القاموس فقال: وستّي للمرأة، أي يا ستّ جهاتي، كناية عن تملّكها له".

و"ستّي" الآن، لا تقال إلا تبجيلا وتقديراً في النساء. وعادة ما يشار بها إمّا إلى كبيرات السنّ، من مثل ما ترد في أغنية المطربة اللبنانية طروب: "يا سِتّي يا ختيارة" أي العجوز الطاعنة في السن، أو يقصد بها، المبجلات ذوات الحسب والنسب. وكذلك تقال عفو الخاطر، للنداء والمخاطبة، وهي من مفردات التأدب والتقرّب، وفي جزء من استعمالها تأتي سخرية أو دعابة.

وخرجت "يا ستّي" كلياً، من سياقها الأول الذي كان يأتي في معنى العشق والتعبير عن تملّك المرأة للرجل في جهاته الست، وأصبحت مجرد نداء عفوي أو مجرد تعبير عن مكانة السيدة في المجتمع، بعدما كانت تشير إلى مكانة هذه السيدة أو تلك، في قلب عاشقها المتيّم، فقط، ولهذا قال بهاء الدين زهير: "بروحي، من أُسمّيها بِستّي"، أي أفديها بروحي، تلك التي ملكت عليّ جهاتي الستّ، رغم أنف النّحاة!

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تعرف على معنى كلمة يا ستّي ومدلولها التاريخي تعرف على معنى كلمة يا ستّي ومدلولها التاريخي



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 21:48 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

انسجام لافت بين إطلالات الملكة رانيا والأميرة رجوة
 العرب اليوم - انسجام لافت بين إطلالات الملكة رانيا والأميرة رجوة

GMT 09:23 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
 العرب اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 18:45 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

ولي العهد السعودي يستقبل الرئيس الفرنسي في الرياض
 العرب اليوم - ولي العهد السعودي يستقبل الرئيس الفرنسي في الرياض

GMT 09:23 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

سوسن بدر تخوض تجربة فنية جديدة
 العرب اليوم - سوسن بدر تخوض تجربة فنية جديدة

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

الكشف عن قائمة "بي بي سي" لأفضل 100 امرأة لعام 2024
 العرب اليوم - الكشف عن قائمة "بي بي سي" لأفضل 100 امرأة لعام 2024

GMT 00:18 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

قصة غروب إمبراطوريات كرة القدم

GMT 06:28 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة

GMT 05:56 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

تدمير التاريخ

GMT 01:25 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

الأوركسترا التنموية و«مترو الرياض»

GMT 17:44 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

الجيش السوري يحاول استعادة بلدات في حماة

GMT 06:19 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

اللا نصر واللا هزيمة فى حرب لبنان!

GMT 02:32 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا تعلن عن طرح عملة جديدة يبدأ التداول بها في 2025

GMT 08:33 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

حذف حساب الفنانة أنغام من منصة أنغامي

GMT 20:57 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

عبدالله بن زايد يؤكد موقف الإمارات الداعم لسوريا

GMT 07:30 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

ميركل تكشف السر وراء صورتها الشهيرة مع بوتين والكلب الأسود

GMT 18:25 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

محمد بن زايد ومحمد بن سلمان يبحثان العلاقات الأخوية

GMT 06:25 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

الروس قادمون حقاً
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab