مائدة قريش والغبقةوأبوطبيلة مظاهر تراثية كويتية في شهر رمضان
آخر تحديث GMT11:46:11
 العرب اليوم -

"مائدة قريش" و"الغبقة"و"أبوطبيلة" مظاهر تراثية كويتية في شهر رمضان

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - "مائدة قريش" و"الغبقة"و"أبوطبيلة" مظاهر تراثية كويتية في شهر رمضان

حلول شهر رمضان المبارك
الكويت ـ أ ش أ

تدور الأيام على مدار العام، وينتظر المسلمون في شتى بقاع الأرض حلول شهر رمضان المبارك، الذى بشرنا الله عز وجل فيه بالرحمة والمغفرة والعتق من النار؛ حيث ينتظره الجميع فى اشتياق وحنين، لما يشهده من تلاحم بين الغنى والفقير، وأجواء من الرحمة والمحبة بين الجميع.

وتتشابه استعدادات ومظاهر الشهر الكريم فى معظم المجتمعات العربية، من خلال زيادة الإقبال على المساجد، وتلاوة القرآن الكريم، والذهاب إلى الأسواق، وإعداد الولائم ومروائد الرحمن، وتبادل الزيارات العائلية، إلا أن المجتمع الكويتى تظل له طقوسه الخاصة فى استقبال الشهر الكريم؛ حيث يحرص الكويتيون على إحياء تقاليد وعادات توارثوها من أزمنة بعيدة عن الأجداد؛ حيث يعتبر أهل الكويت رمضان، فرصة لإحياء العادات والتقاليد الأصيلة، واستعادة القيم التي تعزز التجانس بين أفراد المجتمع.

ورصدت وكالة أنباء الشرق الأوسط استعدادات أهل الكويت لشهر رمضان المبارك من خلال ما يطلق عليه (مائدة قريش)، وهو موروث شعبي يعتبر جزءا من العادات والتقاليد في الكويت؛ حيث جرت العادة أن تقام في أواخر أيام شهر شعبان، احتفاء واستعدادا لبدء الصيام، من خلال المشاركة فى تناول الطعام بطريقة رمزية، باعتبارها آخر وجبة قبل بداية شهر الصوم.

وعندما يحل الشهر الكريم، يبدأ الكويتيون فى ممارسة طقوسهم التراثية، ومن بينها تجمع أعداد كبيرة من المواطنين والأطفال والوافدين يومياً بعد صلاة العصر بالقرب من موقع مدفع الافطار، وعندما ينطلق يهلّلون ويزغردون، ثم يترجلون الى سوق "المباركية" الذى يعد قبلة الكويتيين في الشهر الفضيل، والمواجهة لمدفع الافطار؛ حيث يزدحم السوق الشبيه بسوق "الحسين" المصرى، بالرواد من كل الجنسيات، للجلوس على المقاهى وتناول المشروبات والمأكولات الشعبية الشهيرة، مثل الكباب، والكشري، والفطير المشلتت والمشروبات الساخنة والباردة، فيما يأتى البعض لتناول طعام السحور وآداء صلة الفجر فى مسجد "مبارك الكبير" القريب من السوق.
ومن أبرز مظاهر الشهر الكريم فى الكويت، ما يسمى ب (الغبقة)، وهى إحدى العادات العريقة والتراثية لأهل الكويت، وترتبط فقط بشهر رمضان المبارك، وهي متوارثة من جيل إلى جيل، وتحظى باهتمام بالغ، نظرا لأنها تعزز أواصر الترابط بين أبناء المجتمع، وتكون عبارة عن تجمعات ضخمة تقام بعد صلاة التراويح في الفنادق والصالات الفخمة، حيث يحضرها حشد كبير من الرواد الذين تدور بينهم الأحاديث على أنواعها، مع تناول الأطعمة والمشروبات المتنوعة، ويتم الاعلان عنها فى الصحف اليومية لتكون الدعوة عامة.
ومع حلول منتصف الشهر الكريم، يبدأ الاحتفال بأيام (القرقيعان)، وهو عبارة عن خليط من المكسرات، والملبس، والحلاوة، والشيكولاتة، يتم توزيعه على الأطفال الذين يدقون أبواب الأهل والأقارب والجيران بعد الإفطار ووقت السحور، فيعطي أصحاب البيوت خلطة (القرقيعان) للأطفال في الأكياس التي يحملونها، ليجمعوا أكبر مقدار منها، بينما يرتدي الأطفال في أيام (القرقيعان) الملابس الكويتية التقليدية، ويرددون الأغاني الوطنية وأناشيد معينة.
وتتشابه الكويت في مشهد السحور مع معظم الدول العربية، فى ظاهرة "المسحراتى"، لكنه يطلق عليه فى الكويت (أبوطبيلة)، والذى يجوب الشوارع فى ليالى رمضان، مرددا "لا إله إلا الله محمد رسول الله"، بغرض إيقاظ النائمين وحضهم على تناول طعام السحور حتى أواخر ليالى الشهر الفضيل، فيما يقدم له أهل الكويت الطعام والشراب، بينما يقوم في اليوم الأخير من رمضان، بالتجول فى الشوارع قائلا بضوت خافت حزين " الوداع ... الوداع يا رمضان وعليك السلام شهر الصيام".

ويعود المطبخ الكويتى خلال شهر رمضان إلى بعض الأكلات التراثية الشهيرة، التى تقبل عليها الأسرة الكويتية، ومن أبرزها (الهريس) الذى يعتبر طبقا رئيسيا على السفرة الكويتية فى رمضان، ويصنع من القمح المهروس مع اللحم، مضافا إليه السكر الناعم، والسمن البلدي، والدارسين "القرفة" المطحونة، وأكلة (التشريب) الشبيه بالفتة المصرية، وهي عبارة عن خبز الخمير أو الرقاق، مقطعاً قطعاً صغيرة، ويسكب عليه مرق اللحم الذي يحتوي غالباً على القرع والبطاطس وحبات من الليمون الجاف؛ حيث يفضل الصائم تناول (التشريب) لسهولة صنعه وخفة هضمه على المعدة ولذة طعمه فى الوقت ذاته، وهناك (الجريش) الشبيهة ب"لقمة القاضى" المصرية، وهى حلويات كويتية تصنع من القمح، والحليب، والهيل "الحبهان"، والسمن، والزعفران، والعجين المختمر؛ حيث تقطع الى لقيمات أو قطع صغيرة دائرية، ثم يتم طهيها فى الزيت المغلى حتى الاحمرار، قبل أن توضع في سائل السكر.

ويتميز شهر رمضان المبارك فى الكويت، بحراك اجتماعي ملحوظ؛ حيث تنتشر الديوانيات التي تجمع مجالس الكويتيين، وتكون عامرة بالرواد، وتقام فيها حفلات الإفطار الجماعي، ليتسامر الحضور وتدور النقاشات حول القضايا التي تمس حياتهم اليومية، كما تجرى بعض المسابقات الخفيفة بينهم، فتضفي على الأجواء متعة ومرحا.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مائدة قريش والغبقةوأبوطبيلة مظاهر تراثية كويتية في شهر رمضان مائدة قريش والغبقةوأبوطبيلة مظاهر تراثية كويتية في شهر رمضان



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 08:33 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

حذف حساب الفنانة أنغام من منصة أنغامي
 العرب اليوم - حذف حساب الفنانة أنغام من منصة أنغامي

GMT 07:30 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

ميركل تكشف السر وراء صورتها الشهيرة مع بوتين والكلب الأسود
 العرب اليوم - ميركل تكشف السر وراء صورتها الشهيرة مع بوتين والكلب الأسود

GMT 01:25 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

الأوركسترا التنموية و«مترو الرياض»

GMT 06:28 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة

GMT 00:18 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

قصة غروب إمبراطوريات كرة القدم

GMT 00:08 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

تحذير من عقار لعلاج الربو يؤثر على الدماغ

GMT 00:08 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ماذا يحدث فى حلب؟

GMT 01:36 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

عودة ظاهرة الأوفر برايس إلى سوق السيارات المصري

GMT 12:03 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

بدء أعمال القمة الخليجية الـ 45 في الكويت

GMT 02:12 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

السفارة الروسية في دمشق تصدر بيانًا هامًا

GMT 00:03 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

مي عمر أفضل ممثلة في "ملتقى الإبداع العربي"

GMT 10:19 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

يسرا تتفرغ للسينما بعد خروجها من دراما رمضان

GMT 15:37 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab