باحث أثري مصري يكشف الستار عن حكاية مسجد الطباخ
آخر تحديث GMT11:30:49
 العرب اليوم -

باحث أثري مصري يكشف الستار عن حكاية "مسجد الطباخ"

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - باحث أثري مصري يكشف الستار عن حكاية "مسجد الطباخ"

"مسجد الطباخ"
القاهرة _ العرب اليوم

أعلن الدكتور حسين دقيل الباحث المتخصص فى الآثار اليونانية الرومانية، إن «مسجد الطباخ» رغم بساطته، يحمل خلفه تاريخاً طويلاً مثيراً، وقال، "بمجرد خروجك من محطة مترو محمد نجيب في محافظة القاهرة سالكا شارع حسن الأكبر قاصدا باب اللوق؛ تجد على يسارك مسجداً صغيراً رائعاً، مسجداً ربما لا يعرفه الكثير من المتخصصين فضلا عن غيرهم".

نشأة المسجد

تعود نشأة المسجد إلى العصر المملوكي، حيث تم بناؤه على يد الأمير جمال الدين آقوش سنة ‏1243‏م- 640هـ. وسُمي باسمه "مسجد آقوش"، وبعد سنوات من إنشاء الأمير آقوش للمسجد، حدث خلاف بينه وبين السلطان لأمر ما، فاستغل المغرضون الخلاف بينهما وعملوا على استمراره فزادت حدته، ثم قام السلطان على إثره بترحيل الأمير إلى الإسكندرية وحبسه هناك، فتأثر آقوش بتبدل حاله فمات بالسجن، ودفن بتربته التي أنشأها بالقرافة الصغرى (جبّانة الإمام الشافعي) في ربيع الثاني سنة 1368م-667هـ. وبعد موت الأمير آقوش تعرض مسجده للانهيار والهدم.

عهد السلطان الناصر محمد بن قلاوون

وفي عهد السلطان الناصر محمد بن قلاوون قام بتكليف أحد أبرز المقربين منه، وهو طباخه المحبب إلى قلبه المدعو (علي)، وكلفه بتجديد المسجد، فجدده على نفقته الخاصة، وجعل له منبرا غاية في الروعة والجمال، وسُمي المسجد بـ(الطباخ)، نسبة إليه.

والحاج علي؛ كان طباخا ماهراً، كما كان يتولى مهمة الإشراف على مائدة السلطان، ولذا فقد كان شخصية مهمة في القصر يهابه من دونه، وهو مع ذلك كان رجلا تاجرا ثريا .

وأضاف د.حسين دقيل، عندما تولى الحكم السلطان الكامل سيف الدين شعبان بن الناصر قلاوون؛ استمع لوشاية المغرضين الذين كانوا ساخطين على (الحاج علي) لقربه من السلطان، فقام بطرده من المطبخ السلطاني، وصادر أمواله، وأُهمل الجامع مرة أخرى، وتحول إلى أطلال تذكر الناس بمفارقات سيرة الطباخ.

وفي عهد السلطان العثماني سليمان القانوني وبالتحديد في عام 1542م-949هـ، تم إعادة بناء المسجد، وقد وثقت لجنة حفظ الآثار العربية عام 1889 ذلك بإشارتها إلى أنه كان مكتوبا على عتبة المسجد العمومية ما يدل على ذلك، وفي عام 1900 قررت لجنة حفظ الآثار العربية في تقريرها الذي حمل رقم 76 عدم تسجيل المسجد ضمن الآثار!

وفي عام 1931م– 1350هـ؛ وخلال عهد الملك فؤاد الأول، جُدد المسجد على الطراز المملوكي، وخاصة مئذنته، ولا يزال باب المسجد يحمل شريطا كتابيا يشير لذلك، نصه: "جُدد هذا المسجد في عصر صاحب الجلالة فؤاد الأول ملك مصر المعظم سنة 1350هـ".

وبعد الزلزال الذي أصاب مصر عام 1992م-1413هـ، والذي أثر على العديد من المباني الأثرية بالقاهرة التاريخية؛ قامت وزارة الأوقاف بهدم القسم العلوي من المئذنة وأعادت بناءها محاولة الاقتراب من شكلها الطبيعي.

والمسجد مبني من الطوب الأحمر، وله باب واحد رئيس يطل على الميدان، وبه منبر خشبي مزركش ومزخرف بفتحات من الأرابيسك، وهكذا ظل المسجد يحمل أسم بانيه (الطباخ) رغم كل ما فعله السلطان الكامل شعبان من مصادرة أمواله وإزالة اسمه، فلم تفلح مساعيه كما أفلحت مساعي من قبله في إزالة اسم الأمير (آقوش).

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا : 

علماء الآثار يكتشفون مقبرة نادرة لامرأة ثرية في اليونان تعود إلى العصر البرونزي

بريطاني يعثُر على قطعة ذهبية وزنها 312 غرامًا تعود إلى العصر البرونزي

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

باحث أثري مصري يكشف الستار عن حكاية مسجد الطباخ باحث أثري مصري يكشف الستار عن حكاية مسجد الطباخ



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم
 العرب اليوم - مودريتش يوجه رسالة دعم خاصة لمبابي عقب الهزيمة أمام ليفربول

GMT 09:17 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فواكه طبيعية لتحسين وظائف الكلى ودعم تطهيرها بطرق آمنة
 العرب اليوم - فواكه طبيعية لتحسين وظائف الكلى ودعم تطهيرها بطرق آمنة

GMT 12:55 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

دينا الشربيني ورانيا يوسف تستعدّان للقائهما الأول على المسرح
 العرب اليوم - دينا الشربيني ورانيا يوسف تستعدّان للقائهما الأول على المسرح

GMT 08:52 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

كيا EV3 تحصد لقب أفضل سيارة كروس أوفر في جوائز Top Gear لعام 2024
 العرب اليوم - كيا EV3 تحصد لقب أفضل سيارة كروس أوفر في جوائز Top Gear لعام 2024

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 08:12 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

التغذية السليمة مفتاح صحة العين والوقاية من مشاكل الرؤية

GMT 06:06 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

راجعين يا هوى

GMT 19:32 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا فريد شوقي تكشف سبب ابتعادها عن السينما

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 02:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 07:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا

GMT 13:18 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

قطر ترحب بوقف النار في لبنان وتأمل باتفاق "مماثل" بشأن غزة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab