الخرطوم - العرب اليوم
اعتقد المصريون القدماء أن الإله آمون سكن في جبل البركل الواقع في السودان، والذي يُعرف أيضاً بـ"الجبل الطاهر". وهناك الكثير لاستكشافه في هذه المنطقة الساحرة التي ارتبطت بالتقاليد الدينية. ويشغل جبل البركل ومواقع المنطقة النوبية مساحة يفوق طولها 60 كيلومتراً في وادي النيل، وهي تحتضن آثار الثقافة النوبية، والمروية السائدتين في ظل دولة كوش الثانية، وفقاً لما ذكره الموقع الرسمي لمنظمة اليونسكو.
الجبل الطاهر
ومنذ عصور ما قبل التاريخ، ارتبط جبل البركل ارتباطاً وثيقاً بالتقاليد الدينية والفولكلور، فهو كان مقدساً منذ فترة عصر الدولة الحديثة، بحسب ما ذكرته اليونسكو، التي أدرجت الجبل ومواقع المنطقة النوبية ضمن قائمة مواقع التراث العالمي في عام 2003.وتُترجم واحدة من مسميات الجبل باللغة الهيروغليفية إلى "الجبل الطاهر"، بحسب ما ذكره الباحث الاثري ومستشار الوجهات في شركة "Dunes&Beyond"، محمد أسامة، وأضاف قائلاً: "يعطي الجبل ذلك الإحساس أنه كان مقدساً بالنسبة للمصريين القدماء، وهو لا يزال مقدساً حتى يومنا هذا".وذكر أسامة أن بعض السودانيين لا يزالون يزورونه، ويؤمنون بـ"بركاته".ويحتوي جبل بركل على 13 معبداً تقريباً، ومن أكبرها وأشهرها المعبد المخصص للإله أمون رع.وأشارت منظمة اليونسكو إلى اعتقاد المصريين أن إله آمون سكن في الجبل. ورغم أن الجبل كان مركزاً دينياً مهماً في السودان، إلا أن أهميته التاريخية تتجسد أيضاً في كونه موقعاً أساسياً في عاصمة الدولة الكوشية التي تحظى بتاريخ مشترك مع مصر، أي مدينة نبتة.
كما تحتضن المنطقة المحيطة بالجبل قصوراً ملكية تنتمي للمملكة الكوشية، وكانت نبتة مكان الدفن الملكي لجميع الأمراء الكوشيين خلال فترة حكمهم سواءً في السودان، أو مصر. وأكّد أسامة أن "السياحة في المنطقة لا زالت بِكر". ولذلك، سيشعر المهتمون باستكشاف جبل البركل أنهم في زيارة خاصة بدون أفواج ضخمة من السياح.وأضاف أسامة: "في الكثير من الأحيان، قد تجد نفسك وأنت تتحدث وجهاً لوجه مع بعض الأثريين في البعثات الأثرية التي تنقب عن الآثار في المنطقة".آمن المصريون القدماء بأن الإله آمون سكن فيه.. تعرف على "الجبل الطاهر" في السودانويمكن استكشاف الجبل في عدة رحلات، تكون واحدة منها مخصصة لزيارة المعابد التي تقع في الجزء الشرقي من الجبل.ويجب على الزوار عدم تفويت فرصة مشاهدة شروق وغروب الشمس من قمة جبل البركل.وقد يستغرق تسلق الجبل 20 دقيقة، ولكنه يستحق العناء، إذ أن الزائر سيُكافأ بمشهد المعابد، والطبيعة الخلابة التي تزداد جمالاً عند غروب الشمس.وبشكل عام، يرى أسامة أن السياحة في السودان قد تشهد "طفرات كبيرة جداً"، فهي تجذب المهتمين بالآثار واكتشاف الحضارات، لافتًا إلى أن منطقة جبل البركل ستكون بشكل عام وجهة رائعة لهؤلاء الأشخاص.
قد يهمك ايضا
الجيش الإثيوبي يحبط محاولة لتعطيل أعمال سد النهضة انطلاقاً من السودان
السودان يوافق على إستضافة "مجموعة أفغانية" لفترة مؤقتة
أرسل تعليقك