بكين ـ شينخوا
أولت الصين، بصفتها ثاني أكبر دولة من حيث مواقع التراث العالمي، المزيد من الاهتمام بالتنمية المستدامة لمناطق المناظر الطبيعية أو التاريخية الصينية. إذ تحظى مواقع التراث العالمي الواقعة في الصين بحماية أفضل وأحدث مع جهود السلطات المحلية في تحقيق التوازن بين الحماية والاستغلال .
وفي بلدة بينغياو القديمة بمقاطعة شانشي شمالي الصين، أصدر مؤخرا دليل توجيهي بشأن تجديد وصيانة الأماكن القديمة في البلدة، بهدف إفادة السكان المحليين وحماية الملامح الأصيلة في البلدة.
وقد استغرق الأمر 3 سنوات ليستعد أساتذة العمارة في جامعة تونغجي بشانغهاي ومهندسين متخصصين من خارج البلاد ويكملوا تأليف الدليل الذي تحددت فيه مقاييس صيانة المنازل التقليدية.
وأطلقت المشروع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) وحكومة بلدة بينغياو.
وقالت بيتريس كلدون، مديرة قطاع الثقافة لمكتب المنظمة لدى بكين، إن البلدة التاريخية واجهت تحديات معقدة مع حاجة المشروع إلى التماشي مع عملية التحضر والظروف المعيشية المحسنة للسكان المحليين.وأشارت إلى أن "الدليل يهدف إلى ضمان وحماية مواقع التراث العالمي للأجيال المقبلة".
وقد أدرجت قرية هونغتسون بمحافظة يي في مقاطعة آنهوي شرقي الصين إلى قائمة مواقع التراث العالمي لـ14 عاما، وتعد أول قرية قديمة تشارك شركات خاصة في إدارتها وتنجح في تقديم طلبها لتدرج ضمن قائمة التراث العالمي.
واشتهرت قرية هونغتسون بنموذج تعاونها بين الحكومة والشركات والمواطنين المحليين، حيث أشرفت الحكومة المحلية على إدارتها والشركات مسؤولة عن تشغيلها بمشاركة السكان المحليين في أعمالها .
وبحسب إحصاء معين، في عام 2013، استقبلت القرية 1.52 مليون زائر وبلغ إجمالي الدخل السياحي حوالي 800 مليون يوان.
وقال يوي تشي هواي، خبير ثقافة محلية، إن شركة إدارة القرية تعيد 33 بالمائة من دخل التذاكر للقرية إلى السلطات المحلية كل سنة، مع استخدام الأموال الباقية في حماية التراث القديمة وصيانته وتطوير السياحة. وحظيت القرية بالتنمية المستدامة بفضل التعاون بين الحكومة والشركة والمواطنين المحليين".
أما بلدة بينغياو القديمة بتاريخها الذي يعود إلى ما قبل 2700 سنة ، فأضيفت إلى قائمة مواقع التراث العالمي لليونسكو في عام 1997 لمناظر مناطقها الحضرية في عهدي أسرتي مينغ وتشينغ بين القرن الـ14 والـ20.
وذكر مسؤول محلي أن في البلدة 3797 مكانا تقليديا ومواقع تاريخية أخرى داخل جدار طوله 6.4 كيلومتر. غير أن 400 منها فقط محفوظة بشكل جيد وكثيرا منها على وشك الانهيار بسبب نقص الحماية الكافية.
وفي عام 2012، أطلقت حكومة البلدة مشروع الصيانة للأماكن التقليدية, وقد أكملت صيانة 53 منزلا.
وكلفت أعمال صيانة وتجديد منزل وباحة للمواطن تشاو هونغ فان حوالي 130 ألف يوان (20800 دولار أمريكي) مع الحصول على ثلثي الأموال من قبل الحكومة .
وقال تشاو, وهو في الثمانينات من العمر, إن العمل اتبع لوائح صارمة،" حتى انه لتغيير عمود احتاج لموافقة فريق الإشراف ".
وقال شاو يونغ، وهو من محرري الدليل، إنهم سيصدرون كتيبا آخرا لمواطني بينغياو لتعزيز معارفهم عن حماية البلدة.
وذكر لوه تشيونغ، نائب مدير قسم حماية ودراسة الأثار بمصلحة الدولة للآثار ، أن السلطات المحلية في الصين قد حققت منجزات في تجديد أساليب الإدارة وحماية الآثار القديمة، وفي الوقت نفسه، وضعت الصين سياسات وطنية معينة لحماية التراث العالمي في البلاد وحفز التنمية المزدوجة للتراث العالمي والمجتمع المحلي.
كما كشف تسو شياو بينغ، مسؤول في وزارة الإسكان والبناء الحضري والريفي، أن الوزارة قد أسست لجنة خبراء التراث العالمي في أبريل من هذا العام مكونة من خبراء بارزين متخصصين في الجامعات والمعاهد الشهيرة داخل البلاد ، وذلك من أجل تعزيز وتنظيم أعمال تقديم الطلبات والحماية والإدارة لمواقع التراث العالمي.
هذا وأدرجت لجنة التراث العالمي التابعة لليونيسكو "القناة الكبرى" في الصين و"طريق الحرير" الذي بربط بين كل من الصين وقازاقستان وقيرغيزستان إضافة إلى كارست جنوبي الصين إلى قائمة التراث العالمى في الدورة الـ 38 للجنة التراث العالمي المختتمة في العاصمة القطرية الدوحة. وبهذا ارتفع عدد المواقع الصينية المسجلة في قائمة التراث العالمي لليونسكو من 45 إلى 47 موقعا حتى الآن، محتلة المركز الثاني على مستوى العالم بعد إيطاليا.
أرسل تعليقك