الكويت ـ كونا
قال خبير نفطي كويتي ان ارتفاع انتاج النفط في كل من العراق وايران وليبيا سيؤدي دورا مهما في انخفاض اسعار النفط خلال عام 2014 لتبلغ ما بين 90 و 80 دولارا للبرميل.
واوضح الخبير محمد الشطي لوكالة الانباء الكويتية (كونا) اليوم ان أسعار نفط الخام الإشارة (برنت) استطاعت المحافظة على مستويات تفوق مائة دولار للبرميل خلال الفترة الماضية مشيرا الى انها تتجه حاليا نحو الانخفاض.
ولفت الى ان اسعار برنت انخفضت من 111.6دولار للبرميل في عام 2012 الى 108.6 دولار للبرميل أي بمقدار نحو 3 دولارات للبرميل موضحا ان المصادر تختلف حول التوقعات لعام 2014.
واضاف انه على الرغم من وجود توافق على الانخفاض في الاسعار لكن الاختلاف دائما حول مقدار هذا الانخفاض مبينا ان هناك من يرى ان مستوى الاسعار سيكون حول 105 دولارات للبرميل في حين يرى اخرون انه اقل من ذلك بكثير.
واشار الى وجود تحول في الاعتقاد بأن الاسعار ربما تنخفض الى ما دون مائة دولار باتجاه 90 دولارا للبرميل وهذا يعكس توقع ارتفاع المعروض خلال عام 2014 عن حجم الزيادة في الطلب.
وذكر انه خلافا للسنوات السابقة فإن عام 2014 سيشهد تعافيا للاقتصاد العالمي بوتيرة ثابتة مدعوما بتحسن في أداء الاقتصاد الأمريكي والأوروبي والآسيوي وسيصل معدل النمو إلى 3.3 في المئة مبينا ان الاسس الاقتصادية في الولايات المتحدة أكثر متانة وأفضل مما عليه في بقية البلدان الصناعية وهي في الوقت ذاته تسير بخطى ثابتة في طريقها للوضع الطبيعي.
وبين ان من المؤشرات الدالة على ذلك تعافي سوق السكن وتوسع النشاط الصناعي وارتفاع الثقة ومعه تراجع البنك المركزي الفيدرالي عن التدابير المصرفية غير التقليدية التي هي قيد التنفيذ مضيفا ان ذلك ينعكس إيجابا على توقعات تنامي الطلب العالمي على النفط خلال عام 2014 لتبلغ 1.6 مليون برميل يوميا وتتناسب مع مرحلة التعافي في الاقتصاد العالمي وانخفاض اسعار النفط الخام.
وقال انه بحسب افتراضات هذه التوقعات ستستمر وتيرة الارتفاع في الامدادات من خارج الاوبك عند 1.7 مليون برميل يوميا مدعومة بالدرجة الاولى بتطوير النفط الصخري في الولايات المتحدة.
وتوقع ان يشهد عام 2014 زيادة في الطاقة الفائضة من النفط الخام التي تمتلكها الاوبك لتبلغ 3.3 مليون برميل يوميا وهو ما يدعو الى خفض الاوبك انتاجها من النفط الخام بمقدار 100 الى 200 الف برميل يوميا لتحقيق التوازن المطلوب.
واضاف انه في كل الاحوال فإن هذه الاجواء تشير الى ضعف اسعار النفط الخام خلال العام ولكن تصعيد العوامل الجيوسياسية يوفر ظروفا للقلق حول امدادات النفط في السوق وكفايتها لاستيعاب الارتفاع في الطلب العالمي.
واوضح الشطي ان معطيات السوق التي أثرت في مسار الاسعار خلال عام 2013 هي ذاتها التي ستحدد مسار الاسعار خلال عام 2014 ويأتي في مقدمتها ارتفاع انتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة التي يتوقع ان تفوق توقعات الصناعة وسيكون دورها في وضع سقف على متوسط الاسعار يمنعها من الصعود والارتفاع عن 115 دولارا للبرميل.
وذكر ان التصعيد السياسي في شمال افريقيا والشرق الاوسط سيؤدي الى المحافظة على متوسط الاسعار عند مائة دولار للبرميل في حين سيؤدي الارتفاع في انتاج النفط من العراق ايران وليبيا الى هبوط الاسعار الى ما بين 90 و80 دولارا للبرميل.
واعرب عن الاعتقاد بقدرة دول الخليج على التأقلم مع هذه التطورات التي ستشجع ايضا بلدان الاوبك الى التوصل الى توافق يضمن توازن السوق واستقرار الاسعار بشكل جماعي لان مسؤولية توازن السوق هي مسؤولية جماعية.
واوضح ان التحول في توقعات السوق نحو خفض الاسعار يأتي نتيجة تعافي الانتاج في عدد من البلدان مبينا ان حجم الانتاج الذي تراجع في عام 2013 يقدره بنحو ثلاثة ملايين برميل يوميا.
واضاف ان هناك بعض الاوراق التي تبقى مهمة وهي التي ترسم مسار السوق خلال اام 2014 وتشمل الورقة الصينية والإيرانية والليبية والعراقية.
أرسل تعليقك