معدلات الفائدة السالبة في السويد على موعد مع خطوة تاريخية
آخر تحديث GMT20:36:36
 العرب اليوم -

معدلات الفائدة السالبة في السويد على موعد مع خطوة تاريخية

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - معدلات الفائدة السالبة في السويد على موعد مع خطوة تاريخية

البنك المركزي السويدي
ستوكهولم ـ العرب اليوم

 بعد 5 سنوات من معدلات الفائدة السالبة كانت السويد على موعد مع خطوة تاريخية كونها أولى الدول المتقدمة التي تخرج من عباءة الفائدة السالبة.

"التضخم قريب من مستهدف البنك منذ بداية 2017 كما أن التوقعات بشأنه على النطاق الصحيح"، هذا ما استندت إليه حُجة البنك المركزي في السويد لرفع معدل الفائدة من مستوى -0.25 بالمائة إلى مستوى "صفر".

وأبقى المركزي السويدي على برنامج شراء الأصول البالغ 45 مليار كرونة سويدية في الفترة من يوليو/تموز 2019 وحتى ديسمبر/كانون الأول 2020.

الخطوة لم تكن مفاجأة للأسواق حيث كانت متوقعة على نطاق واسع بعد أن أشار إليها البنك المركزي السويدي في بيان السياسة الصادرة أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

والسؤال هنا لماذا أقدمت السويد على مثل هذه الخطوة؟ في الحقيقة اختار المركزي السويدي أن يتخلى عن نظرائه في الدول المتقدمة التي تنغمس في الفائدة السالبة أمثال الدنمارك (-0.75 بالمائة)، وسويسرا ( -0.75 بالمائة)، ومنطقة اليورو حيث أن الفائدة على الودائع عند (-0.50 بالمائة) بينما الفائدة الأساسية تبلغ "صفر".

وبدا من الواضح جدًا خلال الاجتماعات الأخيرة أن صانعي السياسة في السويد أصبحوا أكثر حذرًا بشأن أن تظل المعدلات السالبة حالة دائمة أكثر وتتكاثر آثارها السلبية وعواقبها غير المقصودة حيث يلجأ إليها البنك في نهاية المطاف من أجل غرض حميد وهو دعم الاقتصاد.

ويتلخص مغزى ذلك في أن يفرض البنك المركزي فائدة على ودائع البنوك التجارية لديه مما يدفعها إلى زيادة إقراض الأفراد والشركات مما يزيد الإنفاق ويعزز الاقتصاد.

ولكن الأمر لا يتم بهذه السهولة في الواقع، حيث عبر صناع السياسة في السويد علنًا عن مخاوفهم من أن الفائدة السالبة المستمرة تؤثر سلباً على سلوك الأسر والشركات.

 وفضلاً عن تراجع ربحية البنوك واضطرارها إلى خفض الوظائف، فإنها ترفض أن تتحمل نتيجة الفائدة السالبة وحدها بل تمررها إلى المودعين من الأفراد والشركات.

ولكن هل يستمر المركزي السويدي في المزيد من تشديد السياسة النقدية؟ لم يكن من الغريب إشارة البنك السويدي إلى أن زيادة الفائدة خطوة منفردة حيث يتوقع أن تظل تكاليف الإقتراض عند مستوى صفر في غضون العامين المقبلين قبل يتحرك لزيادته في عام 2022.

ويأتي ذلك مع تباطؤ الاقتصاد السويدي مثل غيره من الاقتصاديات العالمية وانكماش مؤشرات مديري المشتريات في الفترة الأخيرة بالإضافة إلى تراجع متواضع لتوقعات التضخم، كل هذا يشير إلى وجود القليل من الزخم لزيادة معدلات الفائدة.

بينما ذكر البنك أنه مع السياسة النقدية التوسعية، فمن المتوقع أن يحقق الاقتصاد توازناً في السنوات القادمة وتبدو الظروف جيدة للتضخم بالقرب من الهدف في المستقبل.

ورفع البنك تقديرات النمو الاقتصادي للعام الجاري إلى 1.3 بالمائة، مقارنة 1.2 بالمائة في التقديرات السابقة ولم يغير توقعاته للعام المقبل عند 1.2 بالمائة.

كما ثبت تقديرات التضخم في العام الجاري عند 1.8 بالمائة ورفعها إلى 1.9 بالمائة في 2020 مقارنة مع توقعاته السابقة عند 1.8 بالمائة.

ومع الإشارة إلى أن السياسة النقدية تتكيف مع التوقعات فمن غير المرجح أن يجري المركزي السويدي أي تحرك للفائدة في تلك الاتجاهين في أي وقت قريب في ظل عدم وجود تغيرات كبيرة على توقعات التضخم والاقتصاد.

في النهاية، يرى الاقتصادي محمد العريان عبر تحليل لوكالة "بلومبرج" أن المركزي السويدي بعث رسالة صاخبة إلى البنوك المركزية الأخرى مفداها أن استمرار الفائدة السالبة لفترة طويلة جدًا يمكن أن يجعلها غير فعالة بل تؤدي أيضًا إلى نتائج عكسية.

وإذا كانت السويد قادرة على الصمود باعتبارها تمثل السياسة النقدية المختلفة عن أوروبا، يمكن النظر إلى هذا على أنه بداية نهاية تجربة السياسة التاريخية، تلك التي نجحت في البداية ولكن تم تقويضها في وقت لاحق بسبب فشل صناع السياسة في تمكين المحور الذي تشتد الحاجة إليه من استجابة أكثر شمولاً للسياسة المؤيدة للنمو.

قد يهمك ايضـــًا :

المركزي السويدي يخفض سعر الفائدة الرئيسي إلى -0.1 %

"المركزي السويدي" يبقي الفائدة عند 1%

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

معدلات الفائدة السالبة في السويد على موعد مع خطوة تاريخية معدلات الفائدة السالبة في السويد على موعد مع خطوة تاريخية



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 19:17 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عبدالله بن زايد يبحث مع جدعون ساعر آخر التطورات في المنطقة
 العرب اليوم - عبدالله بن زايد يبحث مع جدعون ساعر آخر التطورات في المنطقة

GMT 14:00 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي
 العرب اليوم - نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة  بالروسي

GMT 10:38 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

المشهد في المشرق العربي

GMT 07:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 15:07 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

كاف يعلن موعد قرعة بطولة أمم أفريقيا للمحليين

GMT 19:03 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

فيروس جديد ينتشر في الصين وتحذيرات من حدوث جائحة أخرى

GMT 13:20 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

برشلونة يستهدف ضم سون نجم توتنهام بالمجان

GMT 02:56 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

مقتل وإصابة 40 شخصا في غارات على جنوب العاصمة السودانية

GMT 07:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 08:18 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

مي عمر تكشف عن مصير فيلمها مع عمرو سعد

GMT 10:42 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

عواقب النكران واللهو السياسي... مرة أخرى

GMT 09:44 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

الصحة العالمية تؤكد أن 7 ٪ من سكان غزة شهداء ومصابين
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab