المنامة-بنا
قال استاذ الفيزياء بجامعة البحرين الدكتور وهيب الناصر ان شهب "البرشاويات" ستبلغ ذروتها خلال الأيام الثلاثة 12 و13 و 14 من شهر اغسطس الجاري والتي ينتظرها هواة رصد زخات الشهب كل عام وتعتبر الأشهر من بين زخات شهب تحدث سنويا لكونها تمطر الغلاف الجوي بوابل الشهب، لافتا إلى أن فترة هذا الوابل من الشهب تبدأ من 17 يوليو حتى الأسبوع الأخير من أغسطس، ولكن ذروته تكون في 12 و 13 و 14 أغسطس، وربما تكون هذه الشهب أولى ضحايا القمر العملاق الذي بسبب نوره الشديد ( اكثر 20% من المعتاد ) قد يغطي على ضوء وابل الشهب مما قد يحرمنا من الإستمتاع برصدها هذه الظاهرة وتصويرها.
وأكد الدكتور وهيب الناصر أن هذا العام سيشهد ثلاث وابلات شهب قوية وهي البرشاوش او النثريات – من طالع النثرة- (بيرسيدس Perseids) في حوالي 13 أغسطس، والجباريات (أورنيدس Oriendis) في حوالي 21 أكتوبر، والتوأميات (الجيمنيدز Geminidis) في حوالي 14 ديسمبر حيث يمكن مشاهدة 60 شهاباً في الساعة. وهذه الوابلات من الشهب الثلاث يمكن من خلالها رصد حوالي 60 شهاباً في الساعة الواحدة (أي شهابين كل دقيقة)، وتكون الرؤية أفضل عندما لا يكون القمر متواجداً في السماء إذ في الغالب يكون القمر في طور الهلال المتضائل (نهاية الشهر) أو التربيع الأول المتنامي (من 7 أيام إلى 12 يوماً)، وأفضل رؤية لوابلات الشهب في ساعات الفجر إلى ما قبل شروق الشمس تقريباً.
وتحدث وابلات (زخات) الشهب Meteor Shower، وهي شهب لها نفس مدار الأرض تقريبا وتجرفها الأرض، من مخلفات لمذنبات معروفة قابعة في مدار هذه المذنبات بحيث أن بخر ثلوج هذه المذنبات المتطايرة يقذف بجسيمات صغيرة صلبة من سطح أنويتها (التي تنقسم إلى جزئين أو أكثر)، وعندها تنطلق أجساماً أكبر حجماً من الجسيمات الترابية لتصير شهباً. و في وابل شهب البرشاويات تمر الأرض في مخلفات المذنب سويفت تويتل ، فتتجه تلك المخلفات نحو الأرض فتتأين دون أن تحترق كليا فتبدو على ذلك الشكل المسمى شهبا، حيث تصل أقصى سرعة لها مايقرب من 70 كم في الثانية ويبلغ عددها أحيانا 100 شهابا في الساعة الواحدة . وهذه الشهب تبدو و كأنها منطلقة من المجموعة البرشاوس Perseus ولذلك أخذت منه اسمها ويقرب منها نجوم الثريا ( بنات سبع).
والشهب عبارة عن حطام من المواد، ثلوج أو صخور تشبه رأس الدبوس، أو حبوب رمال تتدفق ناحية غلاف الجو الأرضي بسرعة تصل إلى 40 كم/ث، ويتسبب الاحتكاك الشديد مع جزيئات الغلاف الجوي للكرة الأرضية في احتراقها بالكامل، وإذا كان حجم الشهاب كبيراً فإن ما تبقى منه يسقط على الأرض ويسمى "نيزكاً Meteorite". أما الحطام الموجود في الفضاء فيسمى "النيزك الدائر Meteoroid".
والنيازك التي تمّ الحصول عليها في الأرض منها حديدي (تحتوي على الحديد مع وجود نسب قليلة من النيكل وآثار من المعادن مثل الكوبالت)، ومنها صخري (تحتوي على السليكات)، ومنها حديدي-صخري (خليط من الصخور والحديد). وأكبر نيزك معروف على الأرض هو في منطقة هوبا في ناميبيا، وكتلته 55 طن متري! أما أكبر أثر لحفرة إثر ارتطام نيزك بالأرض فهي موجودة في جنوب أفريقيا وقطرها 985 ميلاً.
وأشار الدكتور وهيب الناصر إلى أن الشــهب المتقطــعة Sporadic Meteor خلال العام تأتي من حزام الكويكبات (Asteroid Belt)، إلا أن هناك شهب تأتي في مجموعة واحدة وفي نفس الوقت، في كل عام محدثة ما يسمى "وابل الشهب" أو "زخات الشهب Meteor Shower"، وهي شهب لها نفس المدار وتجرفها الأرض، وهذه ناشئة من مخلفات لمذنبات معروفة قابعة في مدار هذه المذنبات بحيث أن بخر ثلوج هذه المذنبات المتطايرة يقذف بجسيمات صغيرة صلبة من سطح أنويتها التي تنقسم إلى جزأين أو أكثر، وعندها تنطلق أجساماً أكبر حجماً من الجسيمات الترابية لتصير شهباً. ويميل الشد التجاذبي للكواكب الكبيرة، وكذلك التأثير الاضطراري للإشعاع الشمسي على الجسيمات الصغيرة المنفصلة، إلى طرد الشهب من هذه الأجسام بعيداً عن مصادرها الأصلية، ولهذا تبقى الزخات الوليدة Young Showers وقتاً قصيراً (لمدة ساعة أو أقل)، أما الزخات الهرمة Old Showers فقد تعطي عدداً قليلاً من الشهب كل ليلة ولكنها تبقى على هذا الحال لشهر أو أكثر.
وقال "أحياناً يدخل الغلاف الجوي الأرضي زخات شهب مركزة وقوية تسمى "عواصف شهابية Meteor Storms" والتي يشاهد فيها آلاف من الشهب في الساعة ولمدة لا تزيد عن ساعة ثم تنقطع، وهناك بعض النماذج التي تتقاطع الأرض فيها مع تيار الشهب مرتين في السنة لتعطي زختين شهابيتين منفصلتين.
وأشار الدكتور وهيب الناصر إلى ظاهرة الشهب وردت في أكثر من آية في القرآن الكريم حيث قال تعالى: " وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا " (الجن-8). وقال تعالى: " وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السّمَاءِ بُرُوجاً وَزَيّنّاهَا لِلنّاظِرِينَ * وَحَفِظْنَاهَا مِن كُلّ شَيْطَانٍ رّجِيمٍ * إِلاّ مَنِ اسْتَرَقَ السّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مّبِينٌ * " (الحجر-18). وقال تعالى: " لاَّ يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلإِ الاٌّعْلَى وَيُقْذَفُونَ مِن كُلِّ جَانِبٍ * دُحُوراً وَلَهُمْ عَذابٌ وَاصِبٌ * إِلاَّ مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ " (الصافات 8-10) ، وقال سبحانه وتعالى: " وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ ? فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَصَدًا " (الجن-9). تلك آيات بينات تشير إلى الشهب، علماً بأن هناك آيات أخرى تشير (للمذنبات Comet)، ولكن بمعنى " الْجَوَارِ الْكُنَّسِ " (التكوير-16).
أرسل تعليقك