الشارقة – العرب اليوم
تهدف جماعة البحث العلمي في مدرسة وادي الحلو النموذجية للتعليم الأساسي والثانوي، في الشارقة، إلى تفعيل دور المنهج في الحياة العملية، وتحقيق التعلم الذاتي والتعلم بالمشاريع، والتعلم بالنمذجة، إلى جانب جعل المدرسة بيئة ثرية بالخبرات، وهو ما دفع الطلبة إلى ابتكار "قبّعة ذكيّة" تنبه السائقين عند الغفلة.
ويعدُّ الطالب كائن باحث عن المعرفة ويستطيع أن يعلّم نفسه من خلال المشاركة في مختلف المناشط، ويراعي منشط الاستكشاف العلمي في مدرسة وادي الحلو النموذجية حاجات وقدرات المتعلمين، والتركيز على التعلم عن طريق الخبرة والعمل اليدوي، ويسمح للطالب أن يستكشف الواقع ويجمع المعلومات ويقيس الأمور ويبحث عن الحلول.
ويجهز المنشط العلمي ورشة فنية غنية بأدوات المعرفة، وتستند فيه المشاريع إلى أدوار العلوم في الحياة اليومية والمجتمع والبيئة، فكان آخر هذه المشاريع (إنتاج القبعة الذكية)، هذه القبعة لسلامة مستخدمي الطريق، فهي تنبه السائقين عند الغفلة، لاسيما سائقي الشاحنات الذين يقضون أوقاتاً طويلة خلف المقود، والفكرة أنه إذا غفل السائق أو نام ومال رأسه قليلاً فإن هذه القبعة تحدث صوتاً قوياً أو اهتزازاً ينبه السائق.
وأوضح مشرف المنشط العلمي عبدالحق حامد سيف أنَّ "فكرة القبعة الذكية العلمية تعتمد على دائرة كهربائية حساسة للميل، فعند حدوث أي ميل فإن الدائرة الكهربائية تعمل وتحدث ذلك الصوت".
وأضاف أنَّ "لديهم الكثير من الأنشطة الدامجة للمنهج، والتي تعمل على تفعيل دور المناهج العلمية في الحياة العملية".
وأبرز أنَّ "الفكرة طرحها الطلاب، وهو أمر نشجعه فربط الطالب مع محيطه الذي يعيش فيه، وملامسته للمشكلات التي تحدث جزء من رسالة التعليم".
وتابع "طلبتنا يلاحظون ازدياد الحوادث، وما حصل أخيراً من حادث الوفاة الجماعي لعدد من العمال في حادث مروري في دبي يؤكّد أنّ هناك أسباباً ينبغي أن نعالجها بحكمة وترو، وأن نكون طرفاً مساعداً لا متفرجاً فقط، ننتظر الحلول من الجهات المختصة، فكلنا مسؤول في هذا الوطن، وعلينا واجبات، واستغلال المناهج في ما يفيد نهج نسير عليه في كل ما نقوم به في المدرسة، وليس على مستوى مادة العلوم فقط، فمثلاً لدينا مشروعات تخدم منهج التربية الوطنية، بما يعزز قيم المواطنة الحقيقية والولاء والانتماء".
بدوره، بيّن مدير المدرسة سيف خميس المزروعي "إننا نهتم بالنماذج الواعدة والمشرفة من الطلاب، التي تحافظ على الموارد الوطنية من خلال الحفاظ على الأرواح والممتلكات"، مشيراً إلى أنّ "الطلبة يقدمون ابتكارات مهمة، تخدم مجتمعهم، وتساعد على حل الكثير من الظواهر السلبية، وقد سبق أن ابتكروا مكيفاً صديقاً للبيئة، إضافة إلى العديد من المشايع البناءة، ما يؤكد أننا نسير في الطريق الصحيح ونخرج طلبة قادرين على العطاء والعمل معتمدين على منهج البحث والتقصي والاستكشاف".
وأشار نائب المدير محمد خليفة الزعابي إلى أنَّ "المدرسة تقف مع كل من يقدم خدمات اجتماعية، أو إنسانية، لها دور إيجابي ومؤثر في المجتمع، ونساعد طلبتنا في أيّة فكرة بناءة يطرحونها، ونكون دوماً إلى جانبهم، لأن ربط الجوانب النظرية بالعملية أمر مهم في منهج التدريس المتطور"، مبرزًا أنَّ "القبعة ستساعد على حل مشكلة كبيرة، لاسيما أنّ تقرير شرطة دبي أظهر أن 25% من الحوادث المرورية لمركبات ودراجات نارية تعود إلى غفوة السائقين أثناء القيادة، حيث إن السائق لا يتمكن من السيطرة على المركبة في الوقت المناسب ما ينجم عنه كوارث".
أرسل تعليقك