وجدت دراسة جديدة أجرتها وكالة ناسا وعلماء مركز الفضاء الألماني، أن بعض الميكروبات على الأرض يمكن أن تعيش على سطح المريخ.
واختبر الباحثون قدرة الكائنات الحية الدقيقة على تحمل ظروف المريخ، من خلال إطلاقها في طبقة الستراتوسفير للأرض، لأنها تُشبه إلى حد ما الظروف الرئيسية على الكوكب الأحمر.
نُشرت الدراسة، الاثنين، في دورية "فرونتيرز إن ميديسن Frontiers in Microbiology"، وهي تمهد الطريق لفهم العديد من الأمور من ضمنها الكيفية التي قد تُهدد بيها الميكروبات بعثات الفضاء، وأيضاً فرص استقلال الكائنات عن الأرض والتوغل في بيئات كوكبية أخرى.
بيئة المريخ
ووفقاً للباحثة الرئيسية للدراسة "مارتا فيلبيا كورتيسارو"، اختبر الباحثون بنجاح طريقة جديدة لتعريض البكتيريا والفطريات لظروف شبيهة بالمريخ باستخدام منطاد علمي مُخصص لنقل معدات علمية إلى طبقة الستراتوسفير، إحدى طبقات الغلاف الجوي التي تمتد من حوالي 18 كيلومتر ارتفاعاً عن سطح البحر وحتى 50 كيلومتراً ارتفاعاً عن سطح البحر.
وتقول "كورتيساو" إن بعض الميكروبات، ولا سيما جراثيم فطر العفن الأسود، تمكنت من النجاة حتى عند تعرضها لمستويات عالية للغاية من الأشعة فوق البنفسجية.
ولا يمكن العثور على العديد من الخصائص الرئيسية للبيئة على سطح المريخ أو تكرارها بسهولة على سطح كوكبنا، إلا أنه وفوق طبقة الأوزون في الستراتوسفير الأوسط للأرض، تتشابه الظروف بشكل كبير.
وأطلق الباحثون الميكروبات في طبقة الستراتوسفير داخل حمولة حملت اسم MARSBOx. تهدف لتعريض الميكروبات في الغلاف الجوي لتجربة الإشعاع ورصد النتائج البيولوجية لتلك التجربة.
ظروف مشابهة
وتم تعريض الميكروبات إلى ضغط يساوي الضغط المريخي، كما تم محاكاة طقس الكوكب الأحمر بشكل اصطناعي طيلة الرحلة.
وحمل الصندوق نوعين من العينات. الأولى في قاعه مع غلاف إضافي لحمايتها من الإشعاع. تسمح تلك العينة للباحثين بفصل تأثيرات الإشعاع عن الظروف المختبرية الأخرى، كالجفاف وتقلب درجات الحرارة أثناء الرحلة.
أما العينات الأخرى، فتركت دون حماية وتعرضت لألف ضعف من مستويات الأشعة فوق البنفسجية التي يُمكن أن تُسبب حروق الشمس على بشرتنا.
وعلى الرغم من عدم نجاة جميع الميكروبات من الرحلة، إلا أن هناك نوعاً تم اكتشافه سابقاً في محطة الفضاء الدولية، وهو العفن الأسود Aspergillus niger، ظل حياً حتى عاد إلى الأرض.
أهمية الدراسة
ويعد فهم تحمل الميكروبات للسفر إلى الفضاء أمراً حيوياً لنجاح البعثات المستقبلية. فعلى سبيل المثال، عند البحث عن حياة خارج الأرض، نحتاج إلى التأكد من أن أي شيء نكتشفه في الفضاء لن ينتقل معنا إلى كوكب الأرض منعاً لجلب كائنات قد تتسبب في أوبئة أو حدوث خلل خطير في التوازن البيئي لكوكبنا الأزرق.
وخلال المهمات المأهولة طويلة المدى إلى المريخ، نحتاج أيضاً إلى معرفة كيفية بقاء الكائنات الحية الدقيقة المرتبطة بالبشر على الكوكب الأحمر، حيث قد يشكل بعضها خطراً على صحة رواد الفضاء.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تكون بعض الميكروبات كائنات لا تقدر بثمن لاستكشاف الفضاء. إذ يُمكنها أن تساعدنا على إنتاج المواد الغذائية وتأمين إمداداتها بشكل مستقل عن الأرض، وهي عملية ستكون ضرورية عندما نكون بعيداً عن كوكبنا.
قـــــــــــــــــد يهمــــــــــــــــــــــك ايضــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا
أرسل تعليقك