كشف تقرير جديد صادر عن شركة "مايكروسوفت" كيف تقوم روسيا والصين وإيران بشكل متزايد بتجنيد شبكات إجرامية لإجراء عمليات تجسس إلكتروني واختراق ضد دول تعتبرها معادية، مثل الولايات المتحدة.
وخلصت مجلة "نيوزويك" في تقرير إلى أن ما كشفته "مايكروسوفت" يؤكد "طمس الخطوط الفاصلة بين الأنشطة التي توجهها الدولة والملاحقات غير المشروعة لمجرمي الإنترنت، مما يسبب القلق لمسؤولي الأمن القومي وخبراء الأمن السيبراني في الولايات المتحدة".
ويكشف تقرير "مايكروسوفت" كيف تستفيد الحكومات الاستبدادية من مهارات المتسللين المجرمين لتعزيز قدراتهم السيبرانية من دون تكبد تكاليف إضافية.
وبالنسبة لهذه الدول، تزيد الشراكة من نطاق وفعالية العمليات السيبرانية، في حين توفر للمتسللين فرصاً جديدة للربح ومظهراً من الحماية الرسمية.
وعرضت "مايكروسوفت" في تقريرها بعض الحالات الإجرامية التي استخدمت القرصنة الإلكترونية ضد الولايات المتحدة، ومن بين هذه الحالات جماعة إجرامية مرتبطة بإيران نجحت في التسلل إلى موقع مواعدة إسرائيلي، في محاولة لبيع أو طلب فدية للبيانات الشخصية التي حصلت عليها.
وقال التقرير: "يبدو أن هذه العملية لها دوافع مزدوجة، وهي إحراج الإسرائيليين وتحقيق مكاسب مالية في نفس الوقت".
وفي حادثة أخرى، تمكنت شبكة إجرامية روسية من الوصول إلى أكثر من 50 جهازاً إلكترونياً يستخدمه الجيش الأوكراني في يونيو الماضي، وذلك على الأرجح سعياً للحصول على معلومات استخباراتية لدعم الغزو الروسي المستمر. ولكن يبدو أن المجموعة لم تكن مدفوعة بالمكاسب المالية، باستثناء المكافأة المحتملة من الحكومة الروسية.
وقال توم بيرت، نائب رئيس أمن العملاء والثقة في مايكروسوفت: "نرى في كل من هذه البلدان هذا الاتجاه نحو الجمع بين أنشطة الدولة القومية والأنشطة الإجرامية الإلكترونية". ومع ذلك، أكد أنه لا يوجد حالياً أي دليل على تقاسم الموارد بين روسيا أو الصين أو إيران في تعاونها مع الشبكات الإجرامية.
وكشف تحليل مايكروسوفت للتهديدات الإلكترونية من يوليو 2023 إلى يونيو 2024 أن عملاءها يواجهون أكثر من 600 مليون حادث إلكتروني يومياً، باستخدام تكتيكات مثل القرصنة والتصيد الاحتيالي والبرامج الضارة.
واستهدفت العمليات الإلكترونية الروسية أوكرانيا في المقام الأول، مع التركيز على الأنظمة العسكرية والحكومية مع نشر معلومات مضللة تهدف إلى تقويض الدعم الدولي لجهودها الحربية.
وتصدت أوكرانيا لهذه المبادرات بشكل نشط، حيث أطلقت عملياتها السيبرانية الخاصة لتعطيل وسائل الإعلام الحكومية الروسية.
وبالإضافة إلى ذلك، استهدفت الشبكات المرتبطة بروسيا والصين وإيران الناخبين الأميركيين من خلال مواقع الويب المزيفة وحسابات وسائل التواصل الاجتماعي المضللة، وخاصة فيما يتعلق بالانتخابات القادمة في عام 2024، بحسب التقرير.
ويؤكد محللو "مايكروسوفت" تقييمات الاستخبارات الأميركية بأن روسيا تركز على حملة نائبة الرئيس كامالا هاريس، بينما يُقال إن إيران تحاول تقويض ترشيح الرئيس السابق دونالد ترامب.
كما اخترقت إيران جهود حملة ترامب، سعياً لاستغلال المعلومات ضد الديمقراطيين. واتهم المسؤولون الفيدراليون إيران بدعم الاحتجاجات في الولايات المتحدة سراً فيما يتعلق بصراع غزة.
ويتوقع بيرت تسارع العمليات السيبرانية من كل من روسيا وإيران التي تستهدف الولايات المتحدة مع اقتراب يوم الانتخابات.
وفي الوقت نفسه، ركزت الصين جهودها في مجال التضليل بشكل أساسي على سباقات الاقتراع، واستمرت في أنشطتها السيبرانية التي تستهدف تايوان ودول إقليمية أخرى.
ورفض متحدث باسم السفارة الصينية في واشنطن هذه المزاعم ووصفها بأنها لا أساس لها من الصحة، واتهم الولايات المتحدة بنشر معلومات مضللة حول تهديدات القرصنة الصينية، بحسب ما نقلت "نيوزويك".
وقال المتحدث باسم السفارة الصينية ليو بينجيو: "موقفنا ثابت وواضح. تعارض الصين بشدة وتكافح الهجمات الإلكترونية والسرقة الإلكترونية بجميع أشكالها".
كما رفضت كل من روسيا وإيران الاتهامات المتعلقة بأنشطتهما الإلكترونية التي تستهدف الأميركيين.
قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :
رئيس مايكروسوفت يؤكد احتكار غوغل لسوق البحث على الإنترنت
مايكروسوفت تُطلق تحديث Moment 4 الجديد لويندوز 11
أرسل تعليقك