واشنطن ـ العرب اليوم
كشفت صور جديدة سجلها مسبار باركر التابع لناسا عن وهج أحمر شديد الحرارة لسطح كوكب الزهرة يشع من خلال "عباءة" من السحب السامة تلتف حوله. وهذا اكتشاف يمكن أن يساعدنا في فهم المعادن التي يتكون منها هذا الكوكب الصخري والغامض بشكل أفضل. وباستخدام بيانات من جهاز تصوير المجال الواسع لجهاز (WISPR)، تمكن العلماء من النظر تحت الغلاف الجوي السميك للكوكب، واكتشاف الميزات الجيولوجية مثل المرتفعات والهضاب والسهول. ويقول عالم الفيزياء الفلكية وعضو فريق WISPR، برايان وود، من مختبر أبحاث البحرية الأمريكية: "الزهرة ثالث ألمع شيء في السماء، ولكن حتى وقت قريب لم يكن لدينا الكثير من المعلومات حول شكل السطح لأن رؤيتنا له محجوبة بواسطة غلاف جوي سميك. والآن، نرى أخيرا السطح بأطوال موجية مرئية لأول مرة من الفضاء".
وعلى الرغم من قرب كوكب الزهرة نسبيا من الأرض، إلا أنه من الصعب جدا دراسته. ويُعرف باسم "التوأم الشرير" للأرض، لأنه على الرغم من تشابهه مع الأرض من حيث الحجم والكتلة والبنية والتكوين، إلا أنه معاد للحياة بشدة. وتمتلئ سماء كوكب الزهرة بالغيوم السميكة السامة التي تمطر حامض الكبريتيك. وتجعل هذه الميزات الكوكب صعب التحقيق عن قرب.
وفي العام الماضي، التقطت بعض الصور للجانب الليلي من كوكب الزهرة والتي بدت وكأنها تُظهر ملامح السطح من خلال طبقات السحب. وحسّن WISPR الضوء المرئي؛ أي أنه يلتقط صورا بأطوال موجية يمكن للعين البشرية رؤيتها. ولكن اتضح أن الجهاز يمكنه أيضا أن يرى أبعد قليلا، في الجزء القريب من الأشعة تحت الحمراء من الطيف غير المرئي للعين البشرية. وفي جانب نهار كوكب الزهرة، الذي تدفئه الشمس، ستفقد أي انبعاثات للأشعة تحت الحمراء من السطح. ولكن على الجانب الليلي، يبدو أن التغيرات في درجات الحرارة على سطح الكوكب يمكن اكتشافها بشكل غير متوقع بواسطة الجهاز.
ويوضح وود: "يكون الجو شديد الحرارة لدرجة أن السطح الصخري لكوكب الزهرة يتوهج بشكل واضح، مثل قطعة من الحديد تسحب من المسبك". وأعطتنا تقنيات أخرى، مثل التصوير بالرادار الذي أجراه مسبار ماجلان في التسعينيات، والتصوير بالأشعة تحت الحمراء الذي أجراه مسبار JAXA Akatsuki الحالي، خريطة جيدة جدا لجيولوجيا سطح كوكب الزهرة. ويقول الباحثون إن مساهمة WISPR تجعل فهمنا يصل إلى حافة الطيف المرئي.
وتظهر الصور ميزات أخرى، حيث تتميز هضبة Tellus Regio وسهول Aino Planitia أيضا بتغيرات في الارتفاع تجعلها مرئية من خلال السحب بأطوال موجات الأشعة تحت الحمراء. وعلى الرغم من أن الصور لم تكشف عن أي شيء جديد فيما يتعلق بالتضاريس، إلا أن البيانات لا تزال تساعدنا على فهم كوكب الزهرة بشكل أفضل. ونظرا لأن المعادن المختلفة توصل وتطلق الحرارة بشكل مختلف، يمكن استخدام الانبعاثات لمحاولة إعادة بناء معادن سطح الكوكب. ويكمن الهدف الأساسي لباركر في استكشاف الشمس؛ ملاحظاته على الزهرة عرضية تقريبا. ويستخدم المسبار الكوكب لإجراء مناورات تساعد الجاذبية، باستخدام جاذبية كوكب الزهرة لإجراء تعديلات على السرعة والمسار في مهمته الشمسية. ونُشر البحث في رسائل البحوث الجيوفيزيائية.
قد يهمك ايضا
كوكب الزهرة يشهد ظاهرة للمرة الأولى سيتحرك فيها بين الشمس والأرض
ناسا تشارك محاكاة لما سيحدث عندما يهبط مسبار DAVINCI على كوكب الزهرة
أرسل تعليقك