العواصف الشمسية الخارقة ستتسبب بـنهاية الإنترنت في العالم
آخر تحديث GMT08:31:41
 العرب اليوم -

"العواصف الشمسية الخارقة" ستتسبب بـ"نهاية الإنترنت" في العالم

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - "العواصف الشمسية الخارقة" ستتسبب بـ"نهاية الإنترنت" في العالم

العواصف الشمسية
واشنطن ـ العرب اليوم

عرف العلماء منذ عقود من الزمان أنّ العواصف الشمسية الشديدة، أو انبعاث الكتلة الإكليلية (coronal mass ejection) - وهو انفجار هائل من الرياح الشمسية وغيرها من بلازما النظائر الخفيفة، والمجالات المغناطيسية التي ترتفع فوق الهالة الشمسية - يمكن أن تلحق الضرر بالشبكات الكهربائية، وربما تسبب انقطاع التيار الكهربائي لأوقات طويلة.
 
والتداعيات لهذه العواصف والانفجارات ستشمل كل مكان من سلاسل التوريد العالمية والنقل، إلى الإنترنت والقدرة على الوصول إلى نظام تحديد المواقع العالمي (GPS).
ولكن مع ذلك، لم يُستكشف التأثير الذي يمكن أن يحدثه مثل هذا الانبعاث الشمسي في البنية التحتية للإنترنت على وجه التحديد، إذ يُظهر بحث جديد أنّ الأضرار قد تكون كارثية، لا سيما على الكابلات البحرية التي تدعم الإنترنت العالمي.
وقدّمت سانجيثا جيوتي من جامعة كاليفورنيا، في مؤتمر اتصالات البيانات «سيجكومن 2021» (SIGCOMM 2021)، بحثاً بعنوان «العواصف الشمسية الخارقة: التخطيط لنهاية الإنترنت في العالم»، وهو فحص للضرر الذي يمكن أن تسبّبه سحابة سريعة الحركة من الجسيمات الشمسية الممغنطة على شبكة الإنترنت العالمية.
ويشير بحث جيوتي إلى أنّ هناك فارقاً بسيطاً إضافياً في العاصفة الشمسية التي قد تتسبب في حالة التعتيم، وهو السيناريو الذي يستمر فيه انقطاع الإنترنت الجماعي، حتى لو عادت الطاقة الكهربائية في غضون ساعات أو أيام.
ولكن هناك بعض الأخبار الجيدة. فقد وجد بحث جيوتي أنّ البنية التحتية لشبكة الإنترنت المحلية والإقليمية ستكون معرّضة لخطر منخفض حتى في حالة حدوث عاصفة شمسية ضخمة، لأنّ الألياف الضوئية نفسها لا تتأثر بالتيارات المستحثة جغرافيًا.
كما يتمّ تأريض (وهو مصطلح يشير إلى اتصال كهربائي أُنشئ عن قصد بين جهاز كهربائي أو شبكة أجهزة من جهة، وكتلة الأرض من جهة أخرى) مسافات الكابلات القصيرة بشكل منتظم جدًا. ولكن المخاطر على الكابلات الطويلة تحت البحر التي تربط القارات ستكون أكبر بكثير.
فقد تتسبب العاصفة الشمسية التي عطلت عددًا من هذه الكابلات في جميع أنحاء العالم، في خسارة فادحة في الاتصال، عن طريق قطع البلدان عن المصدر، حتى مع ترك البنية التحتية المحلية سليمة، وسيكون هذا مثل قطع التدفق إلى مبنى سكني بسبب انقطاع مصدر المياه الرئيسي.

هل نحن مستعدون للعواصف الشمسية؟

قالت الباحثة جيوتي لمجلة «ويرد» (WIRED) إنّ «ما دفعني حقًا إلى التفكير في هذا، هو أننا مع وباء كورونا رأينا كيف كان العالم غير مستعد»؛ لم يكن هناك بروتوكول للتعامل معها بشكل فعّال، وهو الشيء ذاته مع مرونة الإنترنت، فبنيتنا التحتية ليست مستعدة لحدث شمسي واسع النطاق، لدينا فهم محدود لمدى الضرر».
وتأتي فجوة المعلومات هذه في الغالب من نقص البيانات، فالعواصف الشمسية الشديدة نادرة، لدرجة أنّه لا يوجد سوى 3 أمثلة رئيسة يمكن أن تحدث في التاريخ الحديث.
وأظهرت الأحداث الكبيرة في عامي 1859 و1921 أنّ الاضطرابات المغناطيسية الأرضية يمكن أن تعطّل البنية التحتية الكهربائية وخطوط الاتصال مثل أسلاك التلغراف.
وخلال عام 1859 في ما يُعرف بـ«حدث كارينغتون» الهائل، تأرجحت إبر البوصلة تأرجحاً كبيراً وغير متوقع، وكان الشفق القطبي مرئيًا عند خط الاستواء في كولومبيا، ولكن تلك الاضطرابات المغناطيسية الأرضية حدثت قبل إنشاء الشبكات الكهربائية الحديثة.

وتسببت عاصفة شمسية متوسطة الشدّة في عام 1989 في تدمير شبكة «هيدرو-كوبيك» (Hydro-Québec) وفي انقطاع التيار الكهربائي مدة 9 ساعات في شمال شرقي كندا، ولكن هذا وقع أيضًا قبل ظهور البنية التحتية الحديثة للإنترنت.
وعلى الرغم من أنّها لا تحدث في كثير من الأحيان، فإنّ الانفجار الجماعي الإكليلي يمثل تهديدًا حقيقيًا لمرونة الإنترنت، كما تقول جيوتي. وبعد 3 عقود من انخفاض نشاط العاصفة الشمسية، أشارت هي وباحثون آخرون، إلى أنّ احتمال وقوع حادثة أخرى آخذ في الازدياد.

لماذا الإنترنت مهدّد بالانقراض؟

من المحتمل أن تكون كابلات الإنترنت تحت سطح البحر عرضة لأضرار العاصفة الشمسية لأسباب متعددة.
فللتثبت من أنّ البيانات التي تنتقل عبر المحيطات سليمة، تمّ تزويد الكابلات بأجهزة إعادة الإرسال على فترات يراوح مداها من 50 إلى 150 كيلومترًا تقريبًا اعتمادًا على الكابل، وتعمل هذه الأجهزة على تضخيم الإشارة الضوئية، مع التأكّد من عدم ضياع أي شيء أثناء النقل.

وفي حين أنّ كابل الألياف الضوئية ليس عرضة بوجه مباشر للاضطراب الناتج من التيارات المستحثة مغناطيسيًا، فإنّ الأجزاء الداخلية الإلكترونية لأجهزة إعادة الإرسال معرّضة للتلف، وستؤدي حالات التلف إلى تعطيل كابل كامل تحت سطح البحر. فضلاً عن ذلك، لا يتمّ تأريض الكابلات الموجودة تحت سطح البحر إلّا على فترات طويلة تفصل بينها مئات أو آلاف الكيلومترات، وذلك يترك المكونات الضعيفة مثل أجهزة إعادة الإرسال، أكثر عرضة للتيارات التي يسببها المغناطيس الأرضي، كذلك يختلف تكوين قاع البحر أيضًا عن سطح الأرض، ويجعل هذا الاختلاف بعض نقاط التأريض أكثر فعالية من غيرها.
وفضلاً عن كل هذا، يمكن لعاصفة شمسية كبرى أن تقضي على أي معدات تدور حول الأرض، من تلك التي تتيح خدمات مثل الإنترنت وتحديد المواقع العالمية عبر الأقمار الصناعية.
ويقول توماس أوفرباي، مدير مركز الشبكة الذكية في جامعة «تكساس إيه آند إم» (Texas A&M)، إنّ مشغلي الشبكات حققوا بعض التقدّم في تخفيف المخاطر على مدى السنوات العشر الماضية، لكنه يؤكّد أنّه نظرًا إلى أنّ الاضطرابات المغناطيسية الأرضية نادرة جدًا وغير مدروسة نسبيًا، فإنّ التهديدات الأخرى من عوامل، مثل الأحداث المناخية الشديدة أو الهجمات الإلكترونية، تحظى بالأولوية على نحو متزايد.
ويقول أوفرباي إنّ «جزءاً من المشكلة هو أننا لا نمتلك كثيراً من الخبرة في التعامل مع العواصف»، ويضيف: «هناك بعض الناس الذين يعتقدون أنّ الاضطراب المغناطيسي الأرضي سيكون سيناريو كارثياً، وهناك آخرون يعتقدون أنّه سيكون أقل من حدث كبير. أنا أعتقد أنّه شيء نرغب بالتأكيد في الاستعداد له، وكنت أعمل على تطوير أدوات لتقييم المخاطر. ولكن مع ذلك، هناك كثير من الأشياء الأخرى التي تحدث في الصناعة وتعدّ مهمة وأولوية أيضا».
ويحتوي جانب البنية التحتية للإنترنت على مزيد من الأشياء المجهولة. وتؤكّد جيوتي أنّ دراستها هي مجرد بداية لبحوث ونمذجة أكثر شمولًا ومتعددة التخصصات يجب القيام بها، لفهم حجم التهديد فهماً كاملاً؛ ففي حين أنّ العواصف الشمسية الشديدة نادرة، إلّا أنّ المخاطر كبيرة جدًّا، ومن شأن انقطاع الاتصال العالمي بهذا النطاق والحجم أن يؤثر في كل صناعة وكل شخص على وجه الأرض تقريبًا.

قد يهمك أيضا

إطلاق 4 أقمار اصطناعية لدارسة أثر العواصف الشمسية

 

أوروبا تسهر على مراقبة العواصف الشمسية

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العواصف الشمسية الخارقة ستتسبب بـنهاية الإنترنت في العالم العواصف الشمسية الخارقة ستتسبب بـنهاية الإنترنت في العالم



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 07:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا
 العرب اليوم - تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا

GMT 07:25 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية
 العرب اليوم - وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات
 العرب اليوم - كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات

GMT 21:12 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
 العرب اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 08:12 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

التغذية السليمة مفتاح صحة العين والوقاية من مشاكل الرؤية
 العرب اليوم - التغذية السليمة مفتاح صحة العين والوقاية من مشاكل الرؤية

GMT 19:32 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا فريد شوقي تكشف سبب ابتعادها عن السينما
 العرب اليوم - رانيا فريد شوقي تكشف سبب ابتعادها عن السينما

GMT 02:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات
 العرب اليوم - المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 02:40 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

القهوة والشاي الأسود تمنع امتصاص الحديد في الجسم

GMT 06:59 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فلسطين و«شبّيح السيما»

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 09:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

كفاءة الحكومة

GMT 06:45 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يقترب من وقف النار

GMT 10:19 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

جهود هوكستين: إنقاذ لبنان أم تعويم «حزب الله»؟

GMT 16:54 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا

GMT 02:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

11 شهيدًا في غارات للاحتلال الإسرائيلي على محافظة غزة

GMT 06:56 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فرصة إيرانية ــ عربية لنظام إقليمي جديد

GMT 19:23 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ميادة الحناوي تحيي حفلتين في مملكة البحرين لأول مرة

GMT 03:09 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

عدوان جوي إسرائيلي يستهدف الحدود السورية اللبنانية

GMT 07:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان

GMT 07:53 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

ألمانيا تحاكم 4 أشخاص بزعم الانتماء لـ "حماس"

GMT 06:54 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

النموذج السعودي: ثقافة التحول والمواطنة

GMT 07:10 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

تحذير أممي من تفشي العنف الجنسي الممنهج ضد النساء في السودان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab