العواصف الشمسية الخارقة ستتسبب بـنهاية الإنترنت في العالم
آخر تحديث GMT19:52:02
 العرب اليوم -

"العواصف الشمسية الخارقة" ستتسبب بـ"نهاية الإنترنت" في العالم

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - "العواصف الشمسية الخارقة" ستتسبب بـ"نهاية الإنترنت" في العالم

العواصف الشمسية
واشنطن ـ العرب اليوم

عرف العلماء منذ عقود من الزمان أنّ العواصف الشمسية الشديدة، أو انبعاث الكتلة الإكليلية (coronal mass ejection) - وهو انفجار هائل من الرياح الشمسية وغيرها من بلازما النظائر الخفيفة، والمجالات المغناطيسية التي ترتفع فوق الهالة الشمسية - يمكن أن تلحق الضرر بالشبكات الكهربائية، وربما تسبب انقطاع التيار الكهربائي لأوقات طويلة.
 
والتداعيات لهذه العواصف والانفجارات ستشمل كل مكان من سلاسل التوريد العالمية والنقل، إلى الإنترنت والقدرة على الوصول إلى نظام تحديد المواقع العالمي (GPS).
ولكن مع ذلك، لم يُستكشف التأثير الذي يمكن أن يحدثه مثل هذا الانبعاث الشمسي في البنية التحتية للإنترنت على وجه التحديد، إذ يُظهر بحث جديد أنّ الأضرار قد تكون كارثية، لا سيما على الكابلات البحرية التي تدعم الإنترنت العالمي.
وقدّمت سانجيثا جيوتي من جامعة كاليفورنيا، في مؤتمر اتصالات البيانات «سيجكومن 2021» (SIGCOMM 2021)، بحثاً بعنوان «العواصف الشمسية الخارقة: التخطيط لنهاية الإنترنت في العالم»، وهو فحص للضرر الذي يمكن أن تسبّبه سحابة سريعة الحركة من الجسيمات الشمسية الممغنطة على شبكة الإنترنت العالمية.
ويشير بحث جيوتي إلى أنّ هناك فارقاً بسيطاً إضافياً في العاصفة الشمسية التي قد تتسبب في حالة التعتيم، وهو السيناريو الذي يستمر فيه انقطاع الإنترنت الجماعي، حتى لو عادت الطاقة الكهربائية في غضون ساعات أو أيام.
ولكن هناك بعض الأخبار الجيدة. فقد وجد بحث جيوتي أنّ البنية التحتية لشبكة الإنترنت المحلية والإقليمية ستكون معرّضة لخطر منخفض حتى في حالة حدوث عاصفة شمسية ضخمة، لأنّ الألياف الضوئية نفسها لا تتأثر بالتيارات المستحثة جغرافيًا.
كما يتمّ تأريض (وهو مصطلح يشير إلى اتصال كهربائي أُنشئ عن قصد بين جهاز كهربائي أو شبكة أجهزة من جهة، وكتلة الأرض من جهة أخرى) مسافات الكابلات القصيرة بشكل منتظم جدًا. ولكن المخاطر على الكابلات الطويلة تحت البحر التي تربط القارات ستكون أكبر بكثير.
فقد تتسبب العاصفة الشمسية التي عطلت عددًا من هذه الكابلات في جميع أنحاء العالم، في خسارة فادحة في الاتصال، عن طريق قطع البلدان عن المصدر، حتى مع ترك البنية التحتية المحلية سليمة، وسيكون هذا مثل قطع التدفق إلى مبنى سكني بسبب انقطاع مصدر المياه الرئيسي.

هل نحن مستعدون للعواصف الشمسية؟

قالت الباحثة جيوتي لمجلة «ويرد» (WIRED) إنّ «ما دفعني حقًا إلى التفكير في هذا، هو أننا مع وباء كورونا رأينا كيف كان العالم غير مستعد»؛ لم يكن هناك بروتوكول للتعامل معها بشكل فعّال، وهو الشيء ذاته مع مرونة الإنترنت، فبنيتنا التحتية ليست مستعدة لحدث شمسي واسع النطاق، لدينا فهم محدود لمدى الضرر».
وتأتي فجوة المعلومات هذه في الغالب من نقص البيانات، فالعواصف الشمسية الشديدة نادرة، لدرجة أنّه لا يوجد سوى 3 أمثلة رئيسة يمكن أن تحدث في التاريخ الحديث.
وأظهرت الأحداث الكبيرة في عامي 1859 و1921 أنّ الاضطرابات المغناطيسية الأرضية يمكن أن تعطّل البنية التحتية الكهربائية وخطوط الاتصال مثل أسلاك التلغراف.
وخلال عام 1859 في ما يُعرف بـ«حدث كارينغتون» الهائل، تأرجحت إبر البوصلة تأرجحاً كبيراً وغير متوقع، وكان الشفق القطبي مرئيًا عند خط الاستواء في كولومبيا، ولكن تلك الاضطرابات المغناطيسية الأرضية حدثت قبل إنشاء الشبكات الكهربائية الحديثة.

وتسببت عاصفة شمسية متوسطة الشدّة في عام 1989 في تدمير شبكة «هيدرو-كوبيك» (Hydro-Québec) وفي انقطاع التيار الكهربائي مدة 9 ساعات في شمال شرقي كندا، ولكن هذا وقع أيضًا قبل ظهور البنية التحتية الحديثة للإنترنت.
وعلى الرغم من أنّها لا تحدث في كثير من الأحيان، فإنّ الانفجار الجماعي الإكليلي يمثل تهديدًا حقيقيًا لمرونة الإنترنت، كما تقول جيوتي. وبعد 3 عقود من انخفاض نشاط العاصفة الشمسية، أشارت هي وباحثون آخرون، إلى أنّ احتمال وقوع حادثة أخرى آخذ في الازدياد.

لماذا الإنترنت مهدّد بالانقراض؟

من المحتمل أن تكون كابلات الإنترنت تحت سطح البحر عرضة لأضرار العاصفة الشمسية لأسباب متعددة.
فللتثبت من أنّ البيانات التي تنتقل عبر المحيطات سليمة، تمّ تزويد الكابلات بأجهزة إعادة الإرسال على فترات يراوح مداها من 50 إلى 150 كيلومترًا تقريبًا اعتمادًا على الكابل، وتعمل هذه الأجهزة على تضخيم الإشارة الضوئية، مع التأكّد من عدم ضياع أي شيء أثناء النقل.

وفي حين أنّ كابل الألياف الضوئية ليس عرضة بوجه مباشر للاضطراب الناتج من التيارات المستحثة مغناطيسيًا، فإنّ الأجزاء الداخلية الإلكترونية لأجهزة إعادة الإرسال معرّضة للتلف، وستؤدي حالات التلف إلى تعطيل كابل كامل تحت سطح البحر. فضلاً عن ذلك، لا يتمّ تأريض الكابلات الموجودة تحت سطح البحر إلّا على فترات طويلة تفصل بينها مئات أو آلاف الكيلومترات، وذلك يترك المكونات الضعيفة مثل أجهزة إعادة الإرسال، أكثر عرضة للتيارات التي يسببها المغناطيس الأرضي، كذلك يختلف تكوين قاع البحر أيضًا عن سطح الأرض، ويجعل هذا الاختلاف بعض نقاط التأريض أكثر فعالية من غيرها.
وفضلاً عن كل هذا، يمكن لعاصفة شمسية كبرى أن تقضي على أي معدات تدور حول الأرض، من تلك التي تتيح خدمات مثل الإنترنت وتحديد المواقع العالمية عبر الأقمار الصناعية.
ويقول توماس أوفرباي، مدير مركز الشبكة الذكية في جامعة «تكساس إيه آند إم» (Texas A&M)، إنّ مشغلي الشبكات حققوا بعض التقدّم في تخفيف المخاطر على مدى السنوات العشر الماضية، لكنه يؤكّد أنّه نظرًا إلى أنّ الاضطرابات المغناطيسية الأرضية نادرة جدًا وغير مدروسة نسبيًا، فإنّ التهديدات الأخرى من عوامل، مثل الأحداث المناخية الشديدة أو الهجمات الإلكترونية، تحظى بالأولوية على نحو متزايد.
ويقول أوفرباي إنّ «جزءاً من المشكلة هو أننا لا نمتلك كثيراً من الخبرة في التعامل مع العواصف»، ويضيف: «هناك بعض الناس الذين يعتقدون أنّ الاضطراب المغناطيسي الأرضي سيكون سيناريو كارثياً، وهناك آخرون يعتقدون أنّه سيكون أقل من حدث كبير. أنا أعتقد أنّه شيء نرغب بالتأكيد في الاستعداد له، وكنت أعمل على تطوير أدوات لتقييم المخاطر. ولكن مع ذلك، هناك كثير من الأشياء الأخرى التي تحدث في الصناعة وتعدّ مهمة وأولوية أيضا».
ويحتوي جانب البنية التحتية للإنترنت على مزيد من الأشياء المجهولة. وتؤكّد جيوتي أنّ دراستها هي مجرد بداية لبحوث ونمذجة أكثر شمولًا ومتعددة التخصصات يجب القيام بها، لفهم حجم التهديد فهماً كاملاً؛ ففي حين أنّ العواصف الشمسية الشديدة نادرة، إلّا أنّ المخاطر كبيرة جدًّا، ومن شأن انقطاع الاتصال العالمي بهذا النطاق والحجم أن يؤثر في كل صناعة وكل شخص على وجه الأرض تقريبًا.

قد يهمك أيضا

إطلاق 4 أقمار اصطناعية لدارسة أثر العواصف الشمسية

 

أوروبا تسهر على مراقبة العواصف الشمسية

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العواصف الشمسية الخارقة ستتسبب بـنهاية الإنترنت في العالم العواصف الشمسية الخارقة ستتسبب بـنهاية الإنترنت في العالم



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:11 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الأميرة آن تُغير لون شعرها للمرة الأولى منذ 50 عاماً
 العرب اليوم - الأميرة آن تُغير لون شعرها للمرة الأولى منذ 50 عاماً

GMT 11:50 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

ولي العهد السعودي يُدين الإجراءات التي اتخذتها إسرائيل في غزة
 العرب اليوم - ولي العهد السعودي يُدين الإجراءات التي اتخذتها إسرائيل في غزة

GMT 19:33 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران تؤكد على أهمية تنمية العلاقات مع السعودية
 العرب اليوم - إيران تؤكد على أهمية تنمية العلاقات مع السعودية

GMT 14:56 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أداة ذكية لفحص ضغط الدم والسكري دون تلامس
 العرب اليوم - أداة ذكية لفحص ضغط الدم والسكري دون تلامس

GMT 11:11 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

هاني سلامة وياسمين رئيس يجتمعان مجددا بعد غياب 12 عاما
 العرب اليوم - هاني سلامة وياسمين رئيس يجتمعان مجددا بعد غياب 12 عاما

GMT 14:56 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أداة ذكية لفحص ضغط الدم والسكري دون تلامس

GMT 01:33 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

اعتقالات جديدة في أحداث أمستردام وتجدد أعمال الشغب

GMT 13:05 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

مهرجان آفاق مسرحية.. شمعة عاشرة

GMT 06:21 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

مفكرة القرية: الطبيب الأول

GMT 10:50 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

سبيس إكس تعيد إطلاق صاروخ Falcon 9 حاملا القمر الصناعى KoreaSat-6A

GMT 20:05 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

انضمام بافارد لمنتخب فرنسا بدلا من فوفانا

GMT 16:04 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ريال مدريد يكشف طبيعة إصابة فاسكيز ورودريجو في بيان رسمي

GMT 07:23 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أزياء ومجوهرات توت عنخ آمون الأيقونية تلهم صناع الموضة

GMT 08:47 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

تامر حسني يتألق في حفل حاشد بالقرية العالمية في دبي

GMT 14:12 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ليفربول يفقد أرنولد أسبوعين ويلحق بموقعة ريال مدريد

GMT 22:55 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

ليوناردو دي كابريو يحتفل بعامه الـ50 بحضور النجوم

GMT 12:05 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

اليورو يلامس أدنى مستوياته مقابل الدولار منذ أواخر يونيو

GMT 02:27 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

27 شهيدًا ومصابًا في عدوان إسرائيلي استهدف السيدة زينب بدمشق

GMT 01:59 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

إعلان حالة التأهب الجوي في ثلاث مقاطعات أوكرانية

GMT 08:40 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

نيللي كريم مهدّدة بالخروج من دراما رمضان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab