القاهرة - العرب اليوم
غالبا ما يخشى الآباء والأمهات من فكرة منح ابنهم المراهق نوعا من الاستقلالية ولو حتى فى اتخاذ القرارات خشية منهم على استخدامه لها بشكل سيئ أو لأنه من وجهة نظرهم لازال غير مؤهلا لها، والسؤال.. متى يجب على الأبوين منح قدرا من الاستقلالية لأبنهم أو ابنتهم المراهقين؟ وكيف يعوّدون أبنائهم فى هذة المرحلة الخطرة على استخدام هذة الاستقلالية الممنوحه لهم الإستغلال الصحيح؟
تقول دكتورة فاطمة الشناوى خبيرة العلاقات الزوجية والأسرية والطب النفسى جامعة لندن: "يجب على الأم أن تعود ابنها على الاستقلالية منذ الطفولة، وليس عندما يصل إلى مرحلة المراهقة حتى لا يفاجئ فى مراهقته مثلا بمسؤولية اتخاذ القرار بعيدا عن والديه مع العلم أنه في كل الأحوال سيسعى المراهق حتما إلى الحصول على استقلاليته لأن هذه هي طبيعة هذه المرحلة العمرية، فهو يريد أن يكون عالمه الخاص، ويسعى إلى حرية أكبر فى الرأى والتصرفات، وغالبا ما يصاحب ذلك تمرد ملحوظ على القواعد الموضوعه له وعلى الأهل أيضا".
وتنصح دكتورة فاطمة الشناوى الأمهات اللواتي لم يعوّدن أبنائهن على الاستقلالية منذ الصغر بالأتي:
1-عليها أن تبدأ فى منحه بعضًا من الاستقلالية بشكل تدريجي حتى لا يصطدم المراهق بالواقع مرة واحدة، فيقف عاجزا عن التصرف أثناء تعرضه لمواقف مختلفة تتطلب اتخاذ قرار.
2- تبدأ بالأشياء البسيطة مثل اختيار ملابسه، الكتب والروايات التى يقرأها، الأصدقاء المقربين له، ولا مانع من رقابة غير مباشرة تراقب من خلالها تصرفاته لتطمئن على حسن اختياراته.
3- تمنحه فرصة للسفر فى رحلة مع أصدقائه لمدة يومان، فالسفر يساعد كثيرا فى بناء شخصية الأنسان، وذلك فى حالة معرفتها باصدقائه الذين سيسافر معهم وأسرهم.
نصائح أخرى مفيدة
1- حاولى أن تنمي بداخله ثقة كبيرة فى نفسه وفى قدراته ليستطيع أن يواجه بها المجتمع، ويحقق بها النجاح الذى يتمناه فى الدراسة وحتى فى حياته الاجتماعية خارج نطاق أسرته الصغيرة.
2- احترمى خصوصيته، فلا تتعمدى أن تفتشى فى أغراضه الخاصة، وفى الإيميل الخاص به، وحسابه على الفيسبوك على الأقل أمام عينيه، واقرعي الباب قبل الدخول مباشرة إلى غرفته.
3- خذي مشاكله على محمل الجد، ولا تستهزأي بها ابدا فما تعتقدين أنه تافه يمثل شيئا كبيرا بالنسبة له.
4- لا تجرحى مشاعره أمام الأخرين خاصة اذا ما أردت توبيخه على شيئا ما، وأجّلي هذا إلى حين تصبحان بمفردكما حتى لا تهتز صورته أمام من يحبهم وينتظر منهم أن يعاملوا على أنه شاب كبير، أو فتاة ناضجة.
5- لا تشعريه أبدا أن أختياراته محل أختبار، وأنك تنتظرين نتيجة هذة الاختيارات خاصة اذا ما كنت معترضه على قراره هذا، اتركيه يتعلم من أخطائه بما لا يضره ضررا كبيرا، واختاري الوقت المناسب لتتدخلى وتنصحيه، أو لتصوبي له خطأه دون أن تشعريه أنك تُشككين فى قدراته على حل المشكلة أو اتخاذ القرار.
6- اسمحى له أن يعمل فى عطلة الصيف أو فى عطلة منتصف العام ولو شهر واحد عملا يحبه ويتناسب مع عمره ومهاراته أو هواياته، فمن الممكن أن يعمل مثلا كمصمم جرافيك، فهذا سينمى فيه المسؤولية، وسيسعد كثيرا بما حصل عليه من نقود مقابل هذا العمل، وسيشعره ذلك بالاستقلالية يكفي أنه يستطيع الأن أن يقتني الموبايل أو الأي باد الذى أعجبه من ماله الخاص الذى تعب وبذل مجهود للحصول عليه.
7- فى النهاية، كل ما تتطلبه الاستقلالية حتى تمنح للمراهق، التربية السليمة له منذ الصغر، وتنمية حب المسؤولية والصدق والأمانة به، وتنشأته على الحرية المسؤولة التى لا تضر به ولا تسيء لمن حوله.
أرسل تعليقك