أنتِ ترغبين حتماً في تربية طفلكِ ليكون إنساناً ناجحاً ومكتفياً ذاتياً. لكن، ماذا لو كنتِ تتّبعين، ومن دون أن تدري، أسلوباً خاطئاً لتحقيق هذه الرغبة؟
فالأبحاث والدراسات تؤكّد وجود خطأ وصواب في طريقة التعامل مع نجاح الطفل وأدائه الأكاديمي ومعاملة الأقران له في المدرسة، ولا بدّ من التفريق ما بين الاثنين حتى لا تكون العواقب على مستقبل صغيرك وخيمة!
* أن تقولي لطفلكِ أنّه "حذق جداً"!
تُفيد دراسة حول التلاميذ في المرحلة الإعدادية، بأنّ الإثناء على الطفل ووصفه بالذكي يؤثّر سلباً على قدرته في مواجهة التحديات ويُخفّف من عزيمته لبذل أيّ جهد في سبيل استكمال دروسه والتفوّق في أداء اختباراته.
ففي المرة المقبلة التي يأتيك صغيركِ بعلامات مرتفعة وأداء جيد في المدرسة، أثني على الجهود الجبارة التي قام بها من أجل تحقيق هذا الإنجاز، فتكون كلماتكِ بمثابة تشجيع غير مباشر على المثابرة والاستمرار في تذليل الصعوبات لتحقيق المزيد والمزيد من الإنجازات.
* أن تُغري طفلكِ بالمال حتى يحصل على علامات مرتفعة!
قد يكون المال إغراءً مهماً وأساسياً لنا نحن الكبار، ولكنّه ليس كذلك بالنسبة إلى الصغار. فهؤلاء غير قادرين على الربط بين المال والعلامات. فأنتِ تدفعين لطفلكِ اليوم كي يحصّل علامات جيدة لاحقاً، وهذا ما لا يقوى على فهمه. فتضيع أموالك سدىً!!
لذا وبدلا من أن تستمري على هذه الحال غير المجدية مع طفلك، اتبعي نصيحة الباحثين وحاولي أن تُغريه بالمال للقيام بإنجازات صغيرة تُمهّد على المدى الطويل لتحسّن أدائه وعلاماته في المدرسة. كأن تؤمّني له مبلغاً رمزياً في مقابل كل كتاب علمي مفيد يقرأه أو كل واجب مدرسي يقدّمه.
* أن تأخذي عن طفلكِ إدارة وظائفه المدرسية!
إن بدا طفلكِ غير مهتم بالتحضير والتخطيط للوظيفة المدرسية التي بات تقديمها وشيكاً، لا تتحمّسي وتحاولي إنقاذه من الرسوب عبر لعب دور المساعدة الخاصة له والمسؤولة عن كل ما لا يريد القيام به بنفسه. فهذا التصرّف سينسف رغبتكِ في تربية طفل ناجح، وسيُعوّده الاتكال عليكِ بدلاً من العمل على تقوية ذاته وتحسين قدراته.
ولتفادي ذلك، دعي طفلكِ يقوم بوظيفته المدرسية من دون التركيز عليها كما يجب. وعندما يعود إلى المنزل بعلامة منخفضة، حاولي أن تستفسري منه وتُفسّري له كيف بإمكانه تفادي هذه النتيجة السيئة لو خطط جيداً لوظيفته وحضّرها!
* أن تقولي لطفلكِ هذه مشكلة الآخرين وليست مشكلتك!
إن توقف زملاء طفلكِ في المدرسة عن التعاطي معه وعاد إليكِ في أحد الأيام شاكياً، لا تلومي أحداً سواه على ذلك ولا تقولي له: "هم يغارون منك، لا تأبه لهم"! من دون أن تحاولي فهم الموضوع بكامل جوانبه وتتأكّدي على مَن يقع الخطأ لتصحّحيه إن أمكن.
فلو كان الخطأ في سلوك طفلك، علّميه كيف يُحسّنه وكيف يكون نعم الزميل والصديق والتلميذ في المدرسة. أما إن كان الخطأ من الأطفال الآخرين أو المعلمة، انتهزي الفرصة لتُعلّمي صغيركِ كيفية التصرف مع أصحاب النوايا السيئة وهم كثر!
أرسل تعليقك