ضرب أطفالك أمام الآخرين يحطمهم نفسيًا
آخر تحديث GMT08:23:42
 العرب اليوم -

ضرب أطفالك أمام الآخرين يحطمهم نفسيًا

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - ضرب أطفالك أمام الآخرين يحطمهم نفسيًا

ضرب أطفالك أمام الآخرين يحطمهم نفسيًا
القاهرة - العرب اليوم

يوّلد ضرب الطفل كراهيةً تجاه من ضربه؛ ما يقتل المشاعر الإيجابية المفترض أن تجمع بينهما وتقربهما من بعض، ويجعل العلاقة بين الطفل وضاربه علاقة خوف لا احترام وتقدير، إلى جانب أنّه ينشئ أبناء انقياديين لكل من يملك سلطة وصلاحيات أو يكبرهم سناً أو أكثرهم قوة، وهذا الانقياد يضعف الشخصية لدى الأبناء، ويجعلهم شخصية أسهل للطاعة العمياء، لا سيما عند الكبر مع رفقاء السوء، كما يقتل التربية المستندة على الاقتناع وبناء المعايير الضرورية لفهم الأمور، والتمييز بين الخطأ والصواب والحق والباطل، ويلغي الحوار، والأخذ، والعطاء في الحديث والمناقشة بين الكبار والصغار، ويضيع فرص التفاهم وفهم الأطفال ودوافع سلوكهم، ونفسياتهم، وحاجاتهم، كما يفقر الضرب الطفل ويحرمه من حاجاته النفسية للقبول، والطمأنينة، والمحبة، ويعطيه أنموذجاً سيئاً للأبناء ويحرمهم من عملية الاقتداء، ويزيد حدة العناء عند غالبية الأطفال، ويجعل منهم عدوانيين، وقد يضعف الطفل ويحطم شعورهم المعنوي بقيمته الذاتية؛ فيجعل منه منطوياً على ذاته خجولاً لا يقدر على التأقلم والتكيف مع الحياة الاجتماعية، كما يبعده عن تعلم المهارات الحياتية من «فهم الذات»، و»ثقة بالنفس»، و»طموح»، و»بحث عن النجاح»، ويجعل منه إنساناً عاجزاً عن اكتساب المهارات الإجتماعية، فيصعب عليه التعامل مع الآخرين أطفالاً كانوا أم كباراً. ويعتبر اللجوء إلى الضرب هو لجوء لأدنى المهارات التربوية وأقلها نجاحاً، حيث يعالج ظاهر السلوك ويغفل أصله، ولذلك فنتائج الضرب عادةً ما تكون مؤقتة ولا تدوم عبر الأيام، فهو لا يصحح الأفكار، ولا يجعل السلوك مستقيماً، بل يقوي دوافع السلوك الخارجية على حساب الدافع الداخلي الذي هو الأهم دينياً، ونفسياً، فهو يبعد عن الإخلاص ويقرب من الرياء، والخوف من الناس، فيجعل الطفل يترك العمل خوفاً من العقاب، ويفعله بالعمل من أجل الكبار، وكلاهما انحراف عند دوافع السلوك السوي الذي ينبغي أن يكون نابعاً من داخل الطفل اقتناعاً، وحباً، وإخلاصاً، وطموحاً، وطمعا في النجاح وتحقيق الأهداف، وخوفاً من الخسارة الذاتية، وقد يدفع الضرب الطفل إلى الجرأة على الأب والتصريح بمخالفته والإصرار على الخطأ. قال «د.خالد باحاذق» -استشاري أسري وخبير نفسي-»يمر الأطفال بمراحل متعددة في حياتهم يحتاجون فيها إلى الكثير من المشاعر الجياشة، بما يوازي الحب الذي يحتاجوه في بقية حياتهم، وبعد سن البلوغ يحتاجون أكثر، وفي سن (18) سنة تزيد الحاجة، إلاّ أنّ الابن قد يستقيها في بقية حياته، وهذا يعني أنّ الأطفال في أمس الحاجة للحب من الوالدين حتى أثناء أخطائهم، وعادةً ما نلاحظ أنّ الطفل عندما يحبو قبل مرحلة اعتماده على المشي نجده أنّه قبل وصوله للشيء الذي يريد الإمساك به ينظرإالى والديه، فإذا وجد التشجيع منهم ذهب وبكل ثقة»، مبيّناً أنّ الطفل أكثر إرضاءً لوالديه في مرحلة الطفولة منه في مرحلة الكبر، وجل سلوكياته في الطفولة همها الأساسي الحصول على الانتباه من الوالدين، فإذا كان الإنتباه ايجابياً زاده ذلك دعماً، وتشجيعاً، وثقةً، وحدوث الأخطاء عادة تتم نتيجة حتمية لعدم المعرفة، ولذلك يجب أن يكون الوالدان أصدقاء للطفل، مشيراً إلى أنّ الطفل وحتى سن (11) لا يعرف الكذب، ولكن عندما يحدث هذا السلوك منه فهو عبارة عن آلية دفاعية في نفسه خوفاً من عاقبة الخطأ. وأضاف: «أحياناً ينسى الأطفال إذا كبروا العقوبة التي تعرضوا لها، ولكن تظهر كردود فعل أخرى كآثار جانبية من هذة العقوبة ومنها العقوبة اللفظية، والبدنية، والتي تصنف كعنف يظهر في فترة لاحقة من العمر بما يسمي (رهاب الاجتماعي)، وهذا يظهر في مرحلة الكبر، وقد يتطور إلى درجة أنّ الطفل عندما يكبر لا يستطيع التعبير عن مشاعره مع أبنائه وزوجته، وذلك نتيجة انتقاص الوالدين له في الصغر، وبعضهم يصاب ب(التأتأة)؛ نتيجة العنف اللفظي في محاولة ارغام الطفل، وتحتاج للعلاج لإعادته للكلام الطبيعي، كما أنّ مقارنة الصغار برفاقهم أو توبيخهم أمامهم تحدث لديهم نقمة تجاه والديهم وأصدقائهم»، مطالباً بعدم إهانة الطفل مهما حصل منه، بل يجب أن يغدق عليه الحب لأنّ الإهانة ستجعله يكبر ضعيف الشخصية، وستترك داخله أعراض جانبية في المستقبل؛ مما يعيق قدرته على الدراسة والعطاء، لذلك تربيتهم يجب أن تكون بالحب، فالأولاد يحتاجون الحب بدرجة كبيرة، وعندما يكبرون تقل المواقف المزعجة في فترة البلوغ نتيجة الحب الذي وجدوه، وسيعتبر الطفل والديه أصدقاءً له ويخجل من فعل الأمور التي تزعجهم. 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ضرب أطفالك أمام الآخرين يحطمهم نفسيًا ضرب أطفالك أمام الآخرين يحطمهم نفسيًا



GMT 22:38 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

طرق تعليم الأطفال لنظافة الشخصية

GMT 22:35 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الإساءة اللفظية لها تأثير على نمو دماغ الأطفال

GMT 22:20 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

كثرة الاستحمام قد تصيب الأطفال والرضع بمشاكل جلدية عديدة

GMT 21:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الابتسام أثناء تناول الطعام يشجع الأطفال على الأكل

GMT 21:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

معاناة الأبوين من الإجهاد تعرّض الأطفال للقلق والاكتئاب

GMT 21:00 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

فوائد الحليب الاصطناعي للأطفال الصغار

GMT 20:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات يجب تجنبها أثناء الرضاعة الطبيعية

GMT 20:47 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

خُطوات سهلة لتعويد أطفالكِ على المساعدة في المنزل

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 12:55 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

دينا الشربيني ورانيا يوسف تستعدّان للقائهما الأول على المسرح
 العرب اليوم - دينا الشربيني ورانيا يوسف تستعدّان للقائهما الأول على المسرح

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 08:12 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

التغذية السليمة مفتاح صحة العين والوقاية من مشاكل الرؤية

GMT 06:06 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

راجعين يا هوى

GMT 19:32 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا فريد شوقي تكشف سبب ابتعادها عن السينما

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 02:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 07:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab