راهبات يحكين مآسيهنّ مِن اعتداءات واغتصاب في كنائس كاثوليكية
آخر تحديث GMT08:58:00
 العرب اليوم -

راهبات يحكين مآسيهنّ مِن اعتداءات واغتصاب في كنائس كاثوليكية

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - راهبات يحكين مآسيهنّ مِن اعتداءات واغتصاب في كنائس كاثوليكية

راهبات يحكين مآسيهنّ مِن اعتداءات
روما - العرب اليوم

لم تعد تذهب الراهبة للاعتراف للقس في إيطاليا، بعد أن اعتدى عليها في أكثر لحظاتها ضعفًا عندما كانت تعترف له بخطاياها في حجرة دراسية في الجامعة منذ 20 عامًا، في هذا الوقت، لم تحكِ الراهبة قصتها سوى لرئيس مقاطعتها ومديرها الروحي فقط، وأُسكتت بموجب ثقافة الكنيسة الكاثوليكية التي تعتمد على السرية، وأيضًا بسبب وعودها التي قطعتها بالطاعة، وخوفها وإحساسها بالخزي والعار.

تقول الراهبة، لوكالة أسوشيتد برس الأميركية: "فتح هذا القس بفعلته جرحًا عميقًا داخلي.. وتظاهرت بأنها لم تحدث".
أصبحت الراهبة إحدى النساء القليلات للغاية اللاتي حكين رواياتهن علنا، مقترحات على الكنيسة الكاثوليكية الاعتراف بحقيقة الاعتداءات الجنسية التي تحدث على الأخوات المتدينات من قبل القس والأسقف في الكنيسة.

وأوضح استطلاع لوكالة أسوشيتد برس، أن مثل تلك الحالات انتشرت في أوروبا، أفريقيا، أميركا الجنوبية، وآسيا، مما يؤكد أن المشكلة عالمية ومنتشرة، وذلك بسبب تقاليد الكنيسة الكاثوليكية التي توحي بأن الراهبات من طبقة ثانية، ويخضعن لمن يدير الكنيسة.

استطاعت راهبات الآن التعبير عما عانينه، متأثرات بحركة "MeToo" والاعتراف الدولي بأن البالغين يمكن أن يكونوا ضحايا اعتداء جنسي عندما يتواجد اختلال في القوى في العلاقة، ونشرت الراهبات قصصهن بسبب سنوات من التقاعس من قبل قادة الكنيسة، حتى بعد الإبلاغ عن الدراسات الكبرى حول هذه المشكلة في القارة الأفريقية إلى الفاتيكان في التسعينات من القرن الماضي.
واشتعلت القضية حسبما تذكر الوكالة في أعقاب ما وصفته بالفضائح بشأن الاعتداء الجنسي على الأطفال، ومؤخرًا على البالغين، بما في ذلك الكشف عن أن أحد أبرز الكرادلة (جمع كاردينال وهي رتبة كنسية عالية) الأميركيين، ثيودور ماكاريك، أساء معاملة الإكليريكيين (طلاب المؤسسة الخاصة بإعداد الرهبان) واعتدى عليهم جنسيا، ولم يتضح بعد مدى سوء معاملة الراهبات، على الأقل خارج الفاتيكان.

وقال خبراء للوكالة الأميركية إن الراهبات امتنعن عن الإبلاغ عن قضايا الاعتداء الحنسي بسبب خوفهن المتزايد من عدم تصديقهن، وامتنع قادة الكنيسة عن الاعتراف بأن بعض الرهبان والأساقفة تجاهلوا الوعود التي قطعوها بتمنعهم عن الجنس، لكونهم يعرفون أن أسرارهم لن يتم فضحها.

ولكن، في شيلي هذا الأسبوع، حكت راهبات في مجمع ديني صغير، قصصهن بشأن الاعتداءات التي تمت عليهن من قبل الرهبان والراهبات أيضًا على التلفزيون الوطني، وكيف أن مشرفهن لم يقم بشيء لإيقاف هذا، وقدمت راهبة شكوى رسمية في الشرطة متهمة أسقف باغتصابها، وهو ما لم يتخيل أحد حدوثه قبل عام واحد.

قصص الراهبات في القارة السمراء، انتشرت بشكل دوريّ، ففي 2013 على سبيل المثال، كتب راهب معروف في أوغندا خطابًا لمشرفه قال فيه إن الرهبان اشتركوا مع الأخوات في علاقات رومانسية، وعوقب الراهب على ذلك بإيقافه عن الخدمة في الكنسية حتى اعتذر في مايو، وتحدثت الأخوات في إيطاليا مع الوكالة لإضفاء مزيد من الضوء على القضية.

كارلين ديماشور، إحدى خبيرات الكنيسة في قضايا الإساءة الجنسية المتعلقة برجال الدين والاستخدام السيء للسلطة، قالت في مقابلة مع أسوشيتد برس: "حزينة للغاية أن الأمر استغرق كل هذا الوقت ليصبح رسميًا، لأن كان هناك تقارير منذ زمن بعيد، وأتمنى أن تكون هناك ردود فعل لرعاية بالضحايا، وإنهاء مثل هذه الاعتداءات والمضايقات".

موقف الفاتيكان
رفض الفاتيكان التعليق على ما اتخذه من قرارات إذا ما تم اتخاذ أي منها، لتقييم نطاق المشكلة عالميًا، أو ما قام به لمعاقبة المعتدين أو حتى الاهتمام بالضحايا، وقال مسؤول فيه إن قادة الكنائس المحلية هم من يقررون معاقبة الرهبان الذين يعتدون على الأخوات جنسيًا، ولكن عادة ما تمر هذه الجرائم بلا عقاب في المحاكم الكنسية والمدنية أيضًا.

وقال المسؤول الذي رفض ذكر اسمه، لأنه لم يسمح له بالحديث، إن قليلا من القضايا فقط وصلت للمحكمة البابوية للتحقيق فيها، وكان ذلك إشارة إلى حقيقة أن الكنيسة الكاثوليكية ليس لديها إجراءات واضحة للتحقيق ومعاقبة الأساقفة الذين يسيئون بأنفسهم أو يسمحون للمسيئين بالبقاء في مناصبهم، وهي ثغرة قانونية تم تسليط الضوء عليها في قضية ماكاريك.

وتابع المسؤول أن الكنيسة رمزت اهتمامها مؤخرًا على حماية الأطفال، ولكن البالغون المعرضون للخطر "يستحقون بعض الحماية"، ويجب تشجيع النساء على التحدث عندما يتعرضن للتحرش، وتشجيع الأساقفة على أن يأخذهن على محمل الجد، والتأكد من معاقبة الرهبان إذا ما أخطأوا".

عقبات أمام الراهبات
العقبة الكبرى التي تواجه الأخوات اللائي اُعتدي عليهن، هي أن يؤخذن على محمل الجد، كما تقول ديماشور، وتضيف: "يستطيع الرهبان دائمًا أن يشككن في صحة روايات الأخوات، قائلين إنهن (الراهبات) هم من أردن العلاقة الجنسية، ومن الصعب التخلص من الرأي السائد بأن النساء هن من يغوين الرجال، وليس العكس".

وتابعت ديماشور "العديد من الرهبان في أفريقيا على سبيل المثال، يعانون من الالتزام بالعزوبية، بسبب المعتقدات التقليدية والثقافية والتي تتمحور حول أهمية إنجاب الأطفال، والأخوات المبتدئات اللائي يكن في بداية حياتهن، أكثر عرضة للاعتداءات الجنسية بسبب كونهن في حاجة إلى خطاب توصية من كاهن رعيتهن ليقبلوا في بعض التجماعات الدينية، وأحيانًا كما تقول ديماشور يجب عليهن أن يدفعن مقابل هذا.

وعندما تصبح تلك النسوة حوامل، تحدث لهن عملية إجهاض، بحسب ديماشور، حتى لو تكرر الأمر أكثر من مرة، ويدفع الراهب ثمن هذه العملية، فالأخوات لا يملكن المال بعكس الراهب، وقد يكون هناك ثمن حتى لإسكات المُبلِغ عن هذه المشاكل.

"ليست مشكلة جديدة"
قبل أن تفيد التقارير الأخيرة بوقوع اعتداءات جنسية على الراهبات من قبل الرهبان، أعد تقارير سرية حول المشكلة، وركزت على أفريقيا ومرض الإيدز في التسعينيات من القرن الماضي، وكانت التقارير بناء على أوامر كبار المسؤولين في الكنيسة، وفي 1994 كتبت الأخت الراحلة ماورا أودونهيو، الدراسة الأكثر شمولًا حول استقصاء مدته ست سنوات في 23 دولة، والتي اكتشفت فيها أن 29 راهبة تم تلقيحهن (تخصيبهن) في تجمع واحد.
وتقول كاتبة الدراسة، إنه تم اعتبار الراهبات شركاء جنس "آمنين" بالنسبة للرهبان، الذين خشوا إصابتهم بفيروس نقص المناعة المكتسبة، إذا ما ذهبوا لعاملات الجنس، أو للنساء من عامة الشعب.
بعد أربع سنوات، وفي تقرير إلى كبار الرؤساء الدينيين ومسؤولي الفاتيكان، قالت الأخت ماري ماكدونالد، إن مضايقات واغتصاب الأخوات الأفريقيات من قبل الكهنة "شائعة"، وفي بعض الأحيان، عندما تصبح الراهبة حاملًا، يصر الكاهن على الإجهاض.

ويقول تقرير ماكدونالد، إن "المشكلة سافرت مع الأخوات عندما اتجهن للدراسة في روما، حيث كن يطلبن مساعدة الرهبان في كتابة المقالات، واضطررن لممارسة الجنس مقابل الحصول على هذه الخدمات".

وتقول الأخت باولا موجي، إحدى عضوات جمعية "كومبوني" التبشيرية - والتي لها حضور مميز في 16 دولة أفريقية - إن الكنيسة الأفريقية قامت بخطوات عظيمة منذ التسعينيات منذ أن قامت بعملها التبشيري في كينيا، ولكن لم يتم حل المشكلة.

وتابعت، لوكالة أسوشيتدبرس، "وجدت في الأخوات من أفريقيا، اللائي يتحررن من القيود الآن، ويقلن ما في جعبتهن إذا ما رغب راهب في ممارسة الجنس معهن، وعلى الناحية الأخرى، وجدت أخوات يقلن "يجب أن تتفهم احتياجات الرهبان، وفي الوقت الذي نمتلك فيه - النساء - دورة شهرية، فالرجال لديهم دورة مستمرة لا تنتهي من الحيوانات المنوية"، في كلمات عفا عليها الزمن من التسعينيات".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

راهبات يحكين مآسيهنّ مِن اعتداءات واغتصاب في كنائس كاثوليكية راهبات يحكين مآسيهنّ مِن اعتداءات واغتصاب في كنائس كاثوليكية



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 22:49 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

غارة إسرائيلية على معبر حدودي بين سوريا ولبنان
 العرب اليوم - غارة إسرائيلية على معبر حدودي بين سوريا ولبنان

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
 العرب اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 08:50 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
 العرب اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 14:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
 العرب اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:28 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية
 العرب اليوم - واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 15:39 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا يوسف تخوض تحديا جديدا في مشوارها الفني

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 14:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 17:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

حماس تعلن مقتل رهينة بقصف إسرائيلي شمالي غزة

GMT 08:28 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية

GMT 08:16 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"حزب الله" يعلن استهداف قوات إسرائيلية في الخيام والمطلة

GMT 08:32 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 22:49 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

غارة إسرائيلية على معبر حدودي بين سوريا ولبنان

GMT 17:46 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الشيوخ الأميركي يطالب بايدن بوقف حرب السودان

GMT 23:03 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة كاميلا تكسر قاعدة ملكية والأميرة آن تنقذها
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab