القاهره ـ العرب اليوم
«خدها عروسة ورجّعها ليا جثة.. منه لله ماشافتش يوم عِدل من يوم ما اتجوزت.. حسبى الله ونعم الوكيل.. جوزها موتها ولّع فيها بسبب عدم خلفتها».. صراخات عالية أطلقتها الحاجة نادية أنور عدوى، والدة الزوجة المجنى عليها "آية محمد عبد التواب" التى توفيت بعد إشعال زوجها النار فيها .. بصوت مبحوح يتوسطه التعب والحزن روت الأم المكلومة تفاصيل مرعبة ومأساوية في حادث اشعال النيران فى ابنتها آية على يد زوجها بمنطقة الظاهر بسبب الخلافات الزوجية بينهما بسبب عدم الإنجاب.
3 سنوات زواج
حكاية الزوجة بدأت منذ 3 سنوات عندما تقدّم الزوج المتهم لطلب يد المجنى عليها للزواج وبعد مرور عدة أشهر بدأت المشكلات الأسرية والمعايرة بعدم الإنجاب وانتهت بحرق الزوجة "آية" على يد زوجها.داخل منزل صغير بسيط بمنطقة روض الفرج تقطن أسرة الزوجة آية أساس المنزل متهالك تظهر على ملامح قاطنيه ملامح قلة الحيلة والطيبة، جلست والدة الفتاة "آية" مُرتدية عباءة سوداء وبجوارها فتيات وسيدات اتشحن بالملابس السوداء.. ملأت الدموع أعينهم، واختلطت الأصوات بين أشقاء وأقرباء، جيران المجنى عليها "حسبي الله ونعم الوكيل.. عايزين حقك يا آية".
ما بتخلفش
وفي بداية حديثها، قالت والدة المجنى عليها، جمال اتقدّم لطلب يد ابنتي آية منذ ثلاث سنوات، وتمت خطبتهماً لمدة 29 يومًا ثم انتقلت للعيش معه في شقة الزوجية الكائنة بمنزل عائلته بمنطقة الظاهر، لم يمر الكثير على فرحة ابنتي، شهور قليلة وتحولت حياتهما شيئاً فشيء إلى جحيم.استكملت الأم المكلومة، بعد مضى عام على زواج نجلتى، ونتيجة للمشكلات الكثيرة بسبب تأخر الإنجاب، اتفقت مع زوجها على إجراء عملية حقن مجهري إلا أن كلمة الله كانت العُليا فلم يرزقهما بأطفال وفشلت العملية، واستمرت المشاكل بين "آية" وزوجها "جمال" حتى وصلت إلى مشارف الطلاق إلا أن والدها رفض ذلك مُعللاً: "معندناش بنات تطلق، هتعيش في بيت جوزها وربنا يوفقهم".شردت الأم في نظرة إلى سقف الغرفة لتسقط عينيها الدموع، وتوقفت لحظات عن الكلام تأخذ نفساً عميقاً نظرًا لإجرائها عملية قلب مفتوح وتعود للحديث مرة أخرى تروى كواليس يوم الجريمة: توجهت أنا وابنتى آية إلى طبيب القلب نظرًا لكونى مريضة قلب، ولكننا علمنا بأن الطبيب لديه عمليتين جراحيتين وسيتأخر في القدوم، فخرجنا في طريقنا للعودة إلي المنزل على أن نعود بعد يومين للكشف، وما أن عدنا إلي المنزل بروض الفرج حتى غادرت آية معللة تأخيرها على زوجها" مرت ساعة وجاءني اتصال هاتفي من آية قالت فيه "ياماما جمال جوزى شتمني وهزقني وطردني من البيت"، وفي هذا الوقت وكانت عقارب الساعة تشير إلى العاشرة مساء.. قرّرت أن أذهب إليها برفقة شقيقها "علي"، وأثناء ذلك جاءنا اتصال من شقيق زوج ابنتى قال فيه: "بنتك اتحرقت وهتروح المستشفى".. وفور وصولى أمام منزلها وجدت الإسعاف والجيران ينقلونها إلى داخل السيارة وظللت أصرخ دون جدوى، فى الوقت الذى كان فيه زوجها جمال ينظر من شرفة منزله ويشعل سيجارته وكأن شيئاً لم يكن.
النار ولعت فيها
تستكمل الأم حديثها: استمرت محاولات إيجاد مستشفي توافق على قبول حالة "آية" نظرًا لإصابتها بحروق تصل إلى 50% حتى عثرنا على مستشفى الجمعية الشرعية بمدينة العبور وتم حجزها وغادرنا إلى المنزل، وفي صباح اليوم الثاني طلب منّا الطبيب المعالج بالمستشفى تحرير محضر في قسم الشرطة التابع للمستشفى بالحالة، وقبل مُغادرتنا أخبرتني ابنتي بأن مريضة بجوارها في الغرفة أعطتها "علبة عصير" وحينما توجّهت لأشكرها، قالت إنها هنا بسبب قيام زوجها بإشعال النيران فيها، فرددت ابنتي "آية" والدموع داخل عينيها وأنا كمان جوزى ولّع فيّا.تسمرت قدامى وتأكدت من ابنتي "آية" أنه وقبل وفاتها أخبرتنى أن زوجها ولّع فيها بعد ما رجعت من عندى اتخانق معاها بسبب الخلفة وتدخلت حماتها وطلبت منها الصعود للمبيت عندها فى شقتها وبعد ساعة عادت ابنتى إلى شقتها لتغيير ملابسها فقام زوجها بإلقاء "سبرتاية" عليها خاصة بعمل القهوة فاشتعلت النيران فيها.. وتوجهت إلى قسم الشرطة لتحرير محضر بالواقعة كما أخبرتنا المستشفى، وعقب عودتنا إلي المستشفي ومغادرتها إلى المنزل، حضر إلينا زوجها "جمال" وبرفقته بعض الأشخاص طالبين منّا التنازل عن المحضر وتغيير أقوال "آية" مقابل أنهم سيقومون بنقلها لتلقى العلاج في أحد مستشفيات فرنسا، واتفقنا على ذلك.
مساومات لتغيير الأقوال
تستكمل الأم حديثها، وفي صباح اليوم الثاني وأمام المستشفى تقابلت مع شقيق "جمال" والذي أخبرني بأنهم رجعوا عن وعدهم بعلاج ابنتى "آية" في مستشفى بفرنسا سوى في حالة تغيير أقوالها في المحضر، وأن طريق المحاضر والتحقيقات لن ينفع ولن يُجدى.
الموت حرقًا
وبكلمات مُتقطعة تسرد الأم اللحظات الأخيرة في حياة ابنتها قائلة: "آية بنتي في آخر يوم ليها، الأطباء تركونا نمضى معها ساعة ونصف، وهو وقت أكثر بكثير من وقت الزيارة، وأخبر الأطباء أشقاءها بأنها لحظاتها الأخيرة وأنهم سيتركونا معها وقتاً أكثر، وبالفعل كانت الزيارة الأخيرة قبل أن تنتقل إلى رحمة ربها، بعد 13 يوماً من إصابتها بالحرق".
يُعايرها بالخلفة
يلتقط أطراف الحديث، "عمرو" شقيق المجنى عليها "آية"، الذي ارتسمت على ملامح وجهه علامات الحزن الشديد، ليبدأ كلماته "أنا كفيف يا أستاذ، أنا حسيت بأختى آية، شوفتها بـ قلبي مش بعيني، أختى شافت أيام أسود من الكحل في حياتها مع جمال، كان بيعايرها إنها مابتخلفش ويقول لها يا أرض بور، وهو ما يعرفش إن الأمر بإيد ربنا وحده".يستكمل شقيق الفتاة حديثه قائلاً: حضر "جمال" منذ 3 سنوات وتقدم لطلب يد شقيقتي ووافقنا حينها وبعد 29 يومًا تزوّجا، ومضى عامهما الأول وبدأت المشكلات بسبب تأخر الإنجاب، تارة يُعايرها زوجها جمال بأنها "أرض بور"، وأخرى تعايرها والدته بأنها لا تنجب ولن يكون لها حق في الشقة ولن تستمر طويلاً في العيش معهم، وكانت شقيقتي تحضر وتخبرنا بذلك ومثلنا مثل أي عائلة كنّا نصلح فيما بينهما.ويسرد شقيق المجنى عليها "آية" تفاصيل الحادث على لسانها قبل وفاتها قائلا: سردت شقيقتي الحادث برمته قائلة بأنها طلبت من شقيقتها تحضير حلة أرز لأخذها معها بعد عودتها هي ووالدتي من عيادة طبيب القلب، وبالفعل قامت بتوصيل والدتى وغادرت وأخبرتهم بأنها أعدت "بطة" في شقتها ويجب أن تذهب لتحضير باقى الغداء لزوجها جمال، ولم تمض سوى ساعة حتى استيقظت على كلمات والدتى وشقيقي علي بأن "جمال" قد سبّ وأهان شقيقتي فقمت بالاتصال على هاتفها وهاتف زوجها "جمال" فلم يُجبني أحد فطلبت من والدتى الذهاب للاطمئنان عليها.ويكشف شقيق المجنى عليها مفاجأة حول التهديدات التى تعرّضت إليها عائلته قائلاً: "في بداية الواقعة كانت هناك مساومة على تسفيرها لتلقى العلاج فى الخارج مقابل التنازل عن المحضر، ومن ثم هدّدنا شقيق جمال قائلاً: "هصرف 5 ملايين جنيه وأخويا مش هيتحبس"، لينهى كلماته "أختي ماشافتش يوم راحة من جوزها وأمه، أخدوها عروسة ورجّعوها جثة".
بداية الواقعة
بداية الواقعة بلاغ تلقته الأجهزة الأمنية بالقليوبية من والدة وشقيق فتاة تدعى آية محمد عبد التواب، بتاريخ 18 نوفمبر الماضي حرّرا فيه محضرًا يفيد بقيام زوجها جمال س بحرقها عن طريق القاء "سبرتاية القهوة" مشتعلة على جسدها، ونقلها إلى مستشفي الجمعية الخيرية بالعبور.شكلت الأجهزة الأمنية فريق بحث ضم مباحث القليوبية والقاهرة لكشف الملابسات حيث انتقل ضباط مباحث قسم الظاهر "محل الواقعة" إلي المستشفي للاستماع لأقوال المجنى عليها وتم تسجيل مقطع فيديو ضم أقوال الفتاة المُصابة.وتبين من التحريات وأقوال الفتاة، أنها كانت مع والدتها لزيارة عيادة طبيب القلب نظراً لمرض الأخيرة، وعقب عودتها إلي المنزل في الظاهر نشبت مشادة بينها وبين زوجها قام فيها بحلف يمين الطلاق عليها وطردها وخرجت الفتاة لشقة والدة زوجها، وبعد قليل عادت لإحضار ملابس لها إلا أن زوجها قام بإلقاء "سبرتاية القهوة" مُشتعلة عليها مما أدى الي اشتعال النيران في جسدها.وكشفت المعاينة الأولية للمجنى عليها وجود حروق بنسبة ما بين 40 و50 % ومُنحصرة في اليدين ومناطق الوجه والصدر والفخدين، مع عدم وجود ثمة أثر للحرق على شعرها وظهرها.وعقب تقنين الإجراءات أصدرت النيابة العامة أمرًا بضبط وإحضار للزوج وقررت حبسه 4 أيام على ذمة التحقيقات، ومن ثم أصدرت قرارها المتقدم بتجديد حبسه 15 يومًا على ذمة التحقيقات.
قد يهمك ايضـــًا :
مقتل سبعة جنود و80 متطرف في هجوم شمال بوركينا فاسو
مقتل 7 مدنين في هجوم مُسلح في بوركينا فاسو
أرسل تعليقك