نازحات عراقيات شمال بغداد يجدن في الأعمال اليدوية مصدراً للرزق
آخر تحديث GMT22:52:28
 العرب اليوم -
أخر الأخبار

نازحات عراقيات شمال بغداد يجدن في الأعمال اليدوية مصدراً للرزق

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - نازحات عراقيات شمال بغداد يجدن في الأعمال اليدوية مصدراً للرزق

نازحات عراقيات شمال بغداد يجدن في الأعمال اليدوية
بغداد ـ العرب اليوم

تضع لميعة رحيم على الأرض أمامها علبا من البلاستيك، وتبدأ بانتقاء الخرز لشكه في خيوط متينة، حالها حال رفيقاتها بإحدى مدارس سامراء التي تحولت مأوى لنساء نازحات وجدن في الأعمال اليدوية بابا لإعالة عائلاتهن بعدما شردها الجهاديون.

قبل نحو عام، قررت إيمان أحمد كاظم (51 عاما) جمع نسوة غالبيتهن من محافظتي نينوى وصلاح الدين، كن نزحن من بيوتهن هربا من المعارك التي كانت تخوضها القوات العراقية ضد تنظيم الدولة الإسلامية، وبدء مشروع ليعود عليهن بربح مادي يمكّنهن من تأمين مصاريف الحياة.

داخل مدرسة أطوار بهجت بحي المثنى في سامراء شمال بغداد، تفترش النسوة الأرض داخل قاعات الدراسة التي أصبحت مشغلا تحييه ألوان الخرز الموزعة في المكان.

داخل إحدى الغرف التي غطيت جدرانها بقماش أزرق ورمادي، وفرشت أرضها بالسجاد، تمتد أعمال النساء قرب جهاز تدفئة كبير متوقف عن العمل، في رحلة تبدأ من ملوية سامراء، وهي منارة تعود إلى العصر العباسي، وصولا إلى برج إيفل في باريس.

تقول إيمان، وهي ناشطة مدنية، "بدأنا بشيء ووصلنا إلى شيء آخر. كنا نريد أن نقتل الفراغ (لدى النازحات) لأن الفراغ يولد المشاكل".

وتضيف "استدرجنا العائلات بالأعمال اليدوية الحرفية، وخصوصا شك الخرز، ودربنا 125 امرأة على هذه الحرفة التي تعتبر فريدة وقليلة في العراق".

-"طال النزوح"-

من بين أولئك النسوة، لميعة رحيم (41 عاما)، التي نزحت من جنوب تكريت بعدما سوى الجهاديون منزل عائلتها بالأرض.

تقول لمراسل وكالة فرانس برس "لقد طال النزوح، وزوجي لا يعمل. تم احتضاننا هنا وتعلمنا حرفة (...) صارت معونة للعائلة".

إلى جانبها، تجلس خولة جار الله (41 عاما)، التي فرت من المنطقة نفسها في العام 2013 إلى بغداد، حتى انتهى بها المطاف في سامراء بعدما واجهت وعائلتها ظروفا حياتية صعبة.

وتقول "المشروع ساعدنا على توفير حاجياتنا. الحمد لله ظروفنا صارت أحسن".

تتوزع كل عائلة داخل قاعة من قاعات المدرسة. في إحداها أيضا، يعلو صوت ماكينة التطريز الخشبية القديمة، المشابه لصوت رشقات الرصاص.

لكن ذلك الصوت الذي تعرفه جيدا آذان النسوة الموجودات، لم يكن إلا حافزا للأبداع في الخياطة.

قرب النساء اللواتي يتجولن ويتفحصن الأثواب المطرزة الملونة والمعلقة على الجدران، تشير فوزية عزاوي إلى أن التطريز كان واحدة من هواياتها.

-بحثا عن السوق-

تقول الأربعينية الآتية من أطراف سامراء "دورات الحياكة هنا سمحت لنا بتطوير مهاراتنا، وبدأنا نخيط ملابس وبدلات بسيطة وأثواب حفلات تخرّج وغيرها".

نازحات عراقيات شمال بغداد يجدن في الأعمال اليدوية مصدرا للرزق 

رغم الدقة والوقت والمجهود الذي يحتاجه عمل مماثل، فإن تسويق تلك المنتجات وبيعها ليس بالأمر السهل في بلد خرج لتوه من معارك ضروس.

كل المواد التي يصنع منها النسوة إنتاجهن تأتي من تمويل خاص، وتعتمد أيضا على المشاركة في معارض وبازارات داخل العراق وتبرعات من بعض أبناء المدينة.

وتوضح إيمان في هذا السياق "نحن نعتمد على أنفسنا وعلى الخيّرين".

وتضيف "نحن في حاجة فقط إلى تسويق البضاعة، من قبل منظمات دولية أو مستثمرين. في كل دول العالم، للأعمال اليدوية ميزة خاصة، نريد ذلك في العراق خصوصا وأن أسعارها ليست مرتفعة".

توضح صاحية المشروع أن الانتاج صار يعتمد حاليا على نحو 40 امرأة، بعدما عاد جزء من المتدربات إلى مناطقهن التي استعادتها القوات العراقية.

وتتابع "في البداية كانت الإيرادات قوية، أما اليوم، ففي أعمال الخرز مثلا ورغم أن الإنتاج أسبوعي، المردود لا يتخطى 300 دولار. أما في الخياطة فيصل إلى 600 دولار شهريا، لأن المنتوج لا يصرف بسبب منافسة البضائع الصينية الأقل سعرا".

لذا، تعتمد النازحات العاملات حاليا، إلى جانب المردود الضئيل، على تبرعات من طعام وشراب ووقود.

ترفع رحيم الصوت أيضا، قائلة إن "هذه فرصة عمل ومورد لنا ولعائلتنا. لكن المنتج لا تسويق له. لا قيمة له في العراق رغم أنه عمل نادر".

وتضيف بابتسامة خفيفة "نريد مستثمرا يشتري بضاعتنا، ونكون له من الشاكرين".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نازحات عراقيات شمال بغداد يجدن في الأعمال اليدوية مصدراً للرزق نازحات عراقيات شمال بغداد يجدن في الأعمال اليدوية مصدراً للرزق



إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 22:02 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتجديد المنزل في فصل الشتاء
 العرب اليوم - أفكار لتجديد المنزل في فصل الشتاء

GMT 10:04 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا توضح أسباب غيابها عن رمضان للعام الثالث
 العرب اليوم - شيرين رضا توضح أسباب غيابها عن رمضان للعام الثالث

GMT 06:28 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يدعو مجموعة العشرين لبذل جهود قيادية لإنجاح كوب 29
 العرب اليوم - غوتيريش يدعو مجموعة العشرين لبذل جهود قيادية لإنجاح كوب 29

GMT 05:45 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

علاج جيني مُبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F

GMT 12:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

قمة الرياض: أمن الإقليم مرتكزه حل الدولتين

GMT 02:18 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

قرن البولندي العظيم (الجزء 1)

GMT 12:03 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشف عن تفاصيل مسلسلها الجديد رمضان 2025

GMT 09:36 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 5.1 درجات يضرب جزر ماريانا غرب المحيط الهادئ

GMT 22:02 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتجديد المنزل في فصل الشتاء

GMT 07:54 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

حميد الشاعري يكشف تفاصيل بيع بصمته الصوتية

GMT 13:50 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أبرز موديلات ساعات اليد لإطلالة مميزة وراقية

GMT 02:04 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

الرفاق حائرون... خصوم ترمب العرب

GMT 11:54 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية

GMT 13:54 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل ساعات اليد الرجالي وطرق تنسيقها مع الملابس

GMT 02:14 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

الوفاء غائب ولغة التخوين والحقد حاضرة

GMT 07:41 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مجلس الأمن يصوت على مشروع قرار يدعو إلى وقف النار في السودان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab