مجموعة من اللاجئيين السوريين يدشّنون حياتهم العلمية في المكسيك
آخر تحديث GMT16:54:16
 العرب اليوم -

مجموعة من اللاجئيين السوريين يدشّنون حياتهم العلمية في المكسيك

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - مجموعة من اللاجئيين السوريين يدشّنون حياتهم العلمية في المكسيك

سيلفا حسن نامو وعائلتها
مكسيكو سيتي – العرب اليوم

تجتمع سيلفا حسن نامو وعائلتها كل مساء حول التلفزيون لمشاهدة أحدث حلقات المسلسلات المكسيكية المفضلة لديهم، وذلك عندما كانت تعيش في ديريك، شمال سورية، وحتى بعد أن أجبرتهم الحرب الأهلية على الفرار إلى العراق، شاهدت الأسرة مسلسلاتها كلما استطاعت، هربًا من رتابة الحياة القاتمة في مخيم اللاجئين، لذلك عندما حصلت على منحة للدراسة في المكسيك، كانت عائلتها غير مستقرة بشأن انتقالها إلى بلد لا تعرف عنها أي شيء سوى روايات الانتقام، والخلافات العائلية ورؤساء المافيا الموجودة في مسلسلاتها.

وأوضحت سيلفا، أنّه "كان حلم أبي دائما لي أنا وأشقائي أن ندرس ونصبح شيئا كبيرا، لكنه كان خائف من مجيئي إلى المكسيك لأنه يعتقد أنها دولة المجرمين والماريغوانا - وهذا ما يراه في المسلسلات التليفزيونية والأخبار"، وسيلفا حسن هي واحدة من 10 شباب سوريين جاءوا للمكسيك بفضل مشروع هابيشا - وهي منظمة صغيرة غير هادفة للربح ترتب منح جامعية للشباب الذين تعطل تعليمهم بسبب الحرب الأهلية.

وقتل ما يقرب من نصف مليون سوري، وشرد 11 مليون آخرين قسرا، فقط عدد قليل من اللاجئين يقدر بـ 39 شخصًا منذ عام 2014، وفقا لأرقام الهجرة - وصلت المكسيك بشكل مستقل، ولكن من المرجح أن يتغير ذلك بفضل مشروع "هابيشا"، ووصلت حسن، الطالبة الثانية التي يتم اختيارها حتى الآن، في مارس/آذار مع زوجها، جاك محمد "24 عامًا" ولم يتحدث أي منهما بكلمة إسبانية، لكنها وصفت التجربة بأنها "مولد جديد".

وأشارت حسن إلى أنّه "تخيل أنك ميت وشخص يعطيك علاج معجزة، هذا ما حدث بمجيئنا إلى المكسيك، كأننا ولدنا من جديد"، ومنزلها الجديد، في مدينة أغواسكاليينتس، وهي مدينة مليونية صناعية في شمال وسط المكسيك ، معروفة بمصنع نيسان موتورز لتصنيع السيارات، وبالحرارة الصحراوية القاحلة، ويعيش الزوجان في شقة تم تجديدها حديثا في منطقة سكنية مع طرق لديها بوابات، والذي أصبح المحور الاجتماعي للمجموعات.

ووضعت حسان حجابها قبل فتح الباب أمام زين وحازم، وهما من الطلاب الذكور الذين وصلوا الصيف الماضي ويعيشون في المدينة، بدأت ترتدي الحجاب بعد الزواج، وبالنسبة لها انه جزء لا يتجزأ من كونها امرأة مسلمة، وقالت حسن إنها "المرأة الوحيدة التي ترتدي الحجاب بين الملايين من المكسيكيين والناس ينظرون إلي، ولكنه من الأشياء المهمة لديني"، في هذه الليلة تقاسم الطلاب أكلة "المكدوس" - الباذنجان المحشو بالجوز والثوم والفلفل الحار، والمخلل في زيت الزيتون - في حين حلب و دمشق لديها أفضل المأكولات، فهم يحزنون لعدم وجود أكلات الحلال حيث أن الأكلات الشعبية في الشارع المكسيكي هي لحم الخنزير ، الغذاء هو موضوع متكرّر من المحادثة، السياسة ليست كذلك.

ويأتي الطلاب العشرة من خلفيات اقتصادية واجتماعية ودينية متنوعة. هناك الأكراد والعلويين والسنة والمسيحيين، بعضهم يصلي 5  مرات في اليوم، والبعض الآخر لا على الإطلاق، الثرثرة والتبديل بسهولة بين العربية والكردية والإنجليزية - ولكن ليس الإسبانية بعد، وقال جاك الذي التقى سيلفا وتزوجها في مخيم للاجئين إنّ "هذا ما كانت عليه سورية قبل الحرب، واختلطنا معا"، وقد نجت مدينة أغواسكالينتس إلى حد كبير من العنف الذي يغذي المخدرات الذي هز الكثير من المناطق في المكسيك في السنوات الأخيرة، وأعرب الطلاب عن تصديقهم لاستنتاجات تقرير صدر مؤخرا  من قبل المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية (IISS) الذي اختتم ان المكسيك كانت ثاني أكبر دولة دموية في العالم بعد سورية.

وأفاد جاك بأنّه "أمشي إلى المحل في الساعة الثالثة صباحا وحدب ووكل شيء على ما يرام، لا أحد سيقتلني بسبب ديني أو جنسيتي. هناك مافيا في كل بلد، لا يمكنك مقارنة المكسيك في سورية أو العراق، فان الأخطار مختلفة جدا "، والجدير بالذكر ان مشروع هابيشا هو فكرة "أدريان ميلينديز"، وهو محام من المدينة، الذي التقى محمد أولا في عام 2013 بينما كان يعمل في العراق لمنظمة غير حكومية دولية.

واستغرق الأمر عامين لإقناع الحكومة المكسيكية بعدم فرض عقوبات على 30 تأشيرة طالب، وهذا هو الجزء السهل، وقد شكل تنظيم وثائق السفر، وإقناع الجامعات بتقديم أماكن مخفضة، وإيجاد دورات اللغة وأماكن الإقامة، وجمع الأموال تحديا كبيرا، ولكن التروس تتحول أكثر سلاسة الآن، والقادمون الثلاثة الأوائل هم في الجامعة في مكسيكو سيتي، و7 آخرين يدرسون الإسبانية في أغواسكاليينتس، وهناك آخرين يستعدون للذهاب إلى المكسيك أو كوستاريكا، حيث مشروع مشابه على وشك الافتتاح.

ويعتبر أحمد الدباك، 23 عاما، الذي وصل الشهر الماضي مباشرة من غرب حلب، أهدأ الجماعة، وقد تركت أسرته السنية المحافظة المدينة لفترة وجيزة في عام 2012، عندما أطلق عليه قناص الرصاص، لكنه قرر العودة إلى ديارهم على الرغم من القتال، حيث أشار إلى أنّه "نحن نحب سورية، عائلتي لا تريد أن تغادر كما أن أجدادي كبار في السن، لكن المجيء إلى هنا كان فرصة لمرة واحدة اضطررت إلى اتخاذها ".

ويعترف الدباك بأنه كان متخوفًا قليلا من سمعة المكسيك العنيفة، "كنت قلقا بشأن سلامتي، كانت عائلتي قلقة أيضا، ولكن حلب خطيرة جدا، أغواسكاليينتس آمنة أكثر"، ويخطط الدباك لاستكمال درجة الماجستير في هندسة الاتصالات، ومن ثم العودة إلى دياره للمساعدة في إعادة بناء مدينته المدمرة، والبعض الآخر غير متأكد تماما من العودة، لا يزال هناك الكثير من عدم اليقين لتصور أن السلام سيأتي إلى سورية.

وتقول المنظمة غير الهادفة للربح، "نحن نعطيهم أفضل ما في وسعهم للمساعدة في إنشاء 30 سوريا من المتفوقين، كلهم ​​ناجحون في مجالاتهم المختارة، وسوف يكون لهم تأثير كبير على الصعيد العالمي".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مجموعة من اللاجئيين السوريين يدشّنون حياتهم العلمية في المكسيك مجموعة من اللاجئيين السوريين يدشّنون حياتهم العلمية في المكسيك



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 16:54 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا
 العرب اليوم - روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف
 العرب اليوم - دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 08:50 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
 العرب اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 08:28 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية
 العرب اليوم - واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 10:18 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الوجدان... ليست له قطع غيار

GMT 09:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

كفاءة الحكومة

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 22:55 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل تتجه نحو اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان

GMT 21:25 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

هوكشتاين يُهدّد بالانسحاب من الوساطة بين إسرائيل ولبنان

GMT 10:02 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

اثنان فيتو ضد العرب!

GMT 11:05 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد صلاح يعبر عن استيائه من إدارة ليفربول ويقترب من الرحيل

GMT 08:16 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"حزب الله" يعلن استهداف قوات إسرائيلية في الخيام والمطلة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab