منحت كلية الإعلام بجامعة القاهرة الباحثة هاجر محمود درجة الدكتوراه عن رسالتها "الخطاب العسكري المصري عبر المواقع الإلكترونية الاجتماعية ودوره في تشكيل وعي الجمهور بقضايا المجتمع" حيث حصلت الباحثة على مرتبة الشرف الأولى مع التوصية بتداول الدراسة مع الجامعات ومراكز العربية والأجنبية تعميمًا لفائدتها.
شملت لجنة الحكم والمناقشة الدكتور بركات عبد العزيز الأستاذ بقسم الإذاعة والتليفزيون مشرفا، والأستاذة الدكتورة هويدا مصطفى، الأستاذة بقسم الإذاعة والتليفزيون وعميدة كلية الإعلام، مناقشا اللواء أركان حرب الدكتور سمير فرج، مدير إدارة الشئون المعنوية بالقوات المسلحة سابقا مناقشا.
مشكلة الدراسة
بالتزامن مع الأحداث المتتالية التي يشهدها الوطن، والتي قد يشوبها الغموض وحالة من عدم الفهم الصحيح؛ يبرز دور المؤسسات الرسمية في التواصل مع الجمهور العام، وإمدادهم بالمعلومات اللازمة لإزالة الغموض وفك شفراته، وبيان الحقائق بشكل يتسم بالشفافية والموضوعية والمصداقية، وإتاحة المعلومات الضرورية؛ لعدم خلق حالة من البلبلة والشائعات تفتح الطريق أمام نشر الأخبار الزائفة وإثارة الفتن.ويشكِّل الخطاب العسكري -وهو الخطاب الرسمي الصادر عن المؤسسة العسكرية- جانبًا أساسيًّا في مخاطبة الجماهير حول قضايا المجتمع، سواء كانت تتعلق بالحياة العسكرية أو المدنية.
ويشمل الخطاب العسكري المصري البيانات التوضيحية التي تصدرها القوات المسلحة في سياق جهودها في مواجهة الإرهابيين ودورها في حماية أمن الوطن، بالإضافة إلى مسئوليتها الاجتماعية في ميادين متعددة، فهناك الأخبار المتنوعة عن الأنشطة التي يقوم بها الجيش في مجالات الطرق والإنشاءات والأمن الغذائي، وهناك الموضوعات العلمية والثقافية، والأخبار المتعلقة بمشاركات القوات المسلحة في المؤتمرات والندوات العلمية.
ويُبَث الخطاب العسكري للجمهور عبر المواقع الاجتماعية على الإنترنت، من خلال الصفحات والقنوات الرسمية للمؤسسة العسكرية، وتشمل:
الصفحة الرسمية للمتحدث العسكري على موقع «فيسبوك»، والتي تأسست في 17 أكتوبر 2012، وتحظى بـ8 ملايين و228 ألف متابع حتى تاريخ إعداد الدراسة.
الصفحة الرسمية للمتحدث العسكري على موقع «تويتر»، والتي تأسست في أكتوبر 2012، وتحظى بـ3 ملايين و100 ألف متابع حتى تاريخ إعداد الدراسة.
القناة الرسمية لوزارة الدفاع على موقع «يوتيوب»، والتي تأسست في 30 مايو 2015، وتحظى بـ548 ألف مشترك، بإجمالي 132 مليونًا و558 ألفًا و831 مشاهدة حتى تاريخ إعداد الدراسة.
ومن هنا تتمثل مشكلة الدراسة الحالية في تحليل محتوى الخطاب العسكري، بما فيه من موضوعات وقضايا، وكذلك رصد وتحليل علاقة المواطنين بهذا الخطاب عبر منافذه الإلكترونية، ودوره في تشكيل الوعي الصحيح بهذه القضايا والموضوعات.
أهمية الدراسة
تنقسم أهميَّة الدراسة إلى شِقَّين أساسييَّن، وهما:
أولًا: الأهمية المجتمعية
تنامي دور الخطاب العسكري الرسمي الذي تبثه الصفحات الرسمية للقوات المسلحة بالمواقع الإلكترونية المختلفة في نقل المعلومات إلى المواطنين، وتشكيل وصناعة الرأي العام حول القضايا المختلفة.
الحاجة الملحة لدراسة وتقييم زيادة المواقع الإلكترونية الاجتماعية، بسبب زيادة اعتماد الجمهور المصري، خاصة الشباب، على الإنترنت.
تكترث هذه الدراسة للكشف عن أهمية الصفحات والمواقع الرسمية للقوات المسلحة على الإنترنت باعتبارها حلقة الوصل والتي تنامي دورها كونها مصدرًا رسميًّا موثوقًا به يحظى بنسبة عالية من المصداقية لدى الجمهور.
تحليل اتجاهات الشارع المصري تجاه الخطاب العسكري الرسمي الذي يتناول قضايا الوطن المختلفة من خلال بياناته اليومية، ودوره في زيادة وعيهم بها وتوظيفها في تحسين المضمون المقدم.
ثانيًا: الأهمية المجتمعية
انها من الدراسات الأولى التي تحاول التعرف على دور الإعلام العسكري الرسمي في معالجة قضايا المجتمع المصري، وأهميته في تزويد الجمهور بالمعلومات الصحيحة حولها، وبالتالي يمكن أن تفتح المجال للبحث في هذا الموضوع.
الخروج بمؤشرات حول مضامين الخطاب العسكري المصري عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وقوالبه الفنية وما يتضمنه من معلومات حول العديد من القضايا المصرية المختلفة، بالإضافة إلى اتجاهات الجمهور نحوه ومدى قدرته على تشكيل وعيهم الوطني.
إثراء البحث العلمي من خلال اختبار فروض نظرية " الغرس الثقافي" وتوسيع تطبيقها على وسائل الإعلام الجديد وبشكل خاص على مواقع التواصل الاجتماعي واستكشاف كيف تؤثر تلك المنصات التي يستخدمها جمهور عريض كمصادر للمعلومات والأخبار في اتجاهات ومعتقدات ومعارف وتصورات المستخدمين.
الوقوف على تحديات الإعلام العسكري وتقديم رؤى مستقبلية للتطوير ورفع مستويات الأداء.
أهداف الدراسة
تحليل سمات الخطاب العسكري الرسمي عبر المواقع الإلكترونية الاجتماعية وعناصره وجميع مكوناته الظاهرة والمستترة بما تنطوي عليه من معانٍ ودلالات وأهداف في سياقها الزمنى والمؤسسي والمجتمعي.
رصد أشكال تفاعلية الجمهور مع الخطاب العسكري عبر المواقع الإلكترونية الاجتماعية.
التعرف على معدلات تعرض الجمهور العام للخطاب العسكري الرسمي عبر المواقع الالكترونية الاجتماعية محل الدراسة.
رصد أسباب ودوافع تعرض الجمهور للخطاب العسكري عبر للخطاب العسكري الرسمي عبر المواقع الإلكترونية محل الدراسة.
تحديد درجة اعتماد المبحوثين على الخطاب العسكري عبر المواقع الالكترونية الاجتماعية في تشكيل وعيهم بقضايا المجتمع.
تحليل اتجاهات المبحوثين نحو للخطاب العسكري الرسمي عبر المواقع الالكترونية الاجتماعية.
نوع ومنهج الدراسة
تنتمي هذه الدراسة إلى البحوث الوصفية، التي تستهدف وصف وتحليل الخطاب العسكري المصري عبر مواقع التواصل الاجتماعي،وتعتمد الدراسة على منهج «المسح» الذي يُعد من أبرز وأكثر المناهج المستخدمة في الدراسات الإعلامية.
مجتمع وعينة الدراسة
أولا: مجتمع وعينة الدراسة التحليلية:
يتمثل مجتمع الدراسة في جميع المنشورات على الصفحات والحسابات الرسمية للقوات المسلحة عبر المواقع الاجتماعية على الإنترنت، وتشمل: (الصفحة الرسمية للمتحدث العسكري للقوات المسلحة على موقع «فيسبوك» - الحساب الرسمى للمتحدث العسكري للقوات المسلحة على موقع «تويتر» - القناة الرسمية لوزارة الدفاع على موقع «يوتيوب»).
واختارت الباحثة العينة منشورات الصفحة الرسمية للمتحدث العسكري للقوات المسلحة على موقع «فيسبوك» لمدة عام، إذ إنه الموقع الأكثر انتشارًا من حيث الاستخدام، وكذلك نظرًا لتشابه وتكرار نشر نفس المواد على المواقع الرسمية الأخرى للقوات المسلحة.
ثانيًا: مجتمع وعينة الدراسة الميدانية:
يتمثل مجتمع الدراسة في الجمهور العام من مستخدمي الصفحة الرسمية للمتحدث العسكري للقوات المسلحة على «فيسبوك»، وتم إجراء الدراسة الميدانية على عينة من المستخدمين قوامها (400) مفردة، من 4 محافظات، بإجمالي (100) مفردة لكل محافظة وهم القاهرة والسوي وسوهاج والاسكندرية.
بالإضافة إلى إجراء المقابلات المتعمقة مع 12 من المعنيين بالإنتاج الإعلامي العسكري شملت رؤساء الأقسام العسكرية بالصحف المصرية ومقدمي البرامج العسكرية.
وتتلخص نتائج الدراسة الميدانية فيما يلي:
النسبة الأكبر من المبحوثين عينة الدراسة وهي 75.2% يتابعون الصفحة الرسمية للمتحدث العسكري على موقع «فيسبوك» دائما، مقابل 20% يتابعونها أحيانًا، وفي المرتبة الأخيرة نجد أن 4.8% يتابعونها نادرًا، أما القناة الرسمية لوزارة الدفاع على موقع «يوتيوب»، فتوصلت الدراسة إلى أن 38% من المبحوثين عينة الدراسة يتابعونها أحيانًا، مقابل 32.2% من المبحوثين عينة الدراسة يتابعونها نادرًا، وفي المرتبة الأخيرة نجد أن 29.8% يتابعونها دائمًا، وفيما يخص حجم متابعة الحساب الرسمي للمتحدث العسكري للقوات المسلحة على موقع «تويتر»، نجد أن النسبة الأكبر وهي 47.3% من إجمالي عينة الدراسة يتابعونه نادرًا، مقابل 32.2% يتابعونه أحيانا، و20.5% يتابعونه دائمًا.
جاءت المواقع والصفحات الرسمية للقوات المسلحة على الإنترنت، في الترتيب الأول لمصادر الحصول على المعلومة العسكرية عند المبحوثين عينة الدراسة بنسبة 96.8%، يليها في المرتبة الثانية التليفزيون بنسبة 66%، ثم المواقع الصحفية الإلكترونية بنسبة 25.8%، ويأتي الراديو في الترتيب الرابع بنسبة 13.8%، ثم الاتصال الشخصي مع الأسرة أو الأصدقاء أو الزملاء بنسبة 13.5%، وفي المرتبة الأخيرة الصحف الورقية بنسبة 11.8%.
جاء المنشور الذي يحلل الحدث ويوضح عناصره وأسباب وقوعه وخلفياته في الترتيب الأول لنوع المنشورات التي يفضلها المبحوثون على الصفحة الرسمية للمتحدث العسكري على «فيسبوك» بنسبة 81.5%، يليه النوع الذي يذكر النتائج المترتبة على الحدث بنسبة 49.3%، ثم النوع الذي يتجاوز ذلك لعرض رؤى مستقبلية حول الحدث بنسبة 33.8%، ثم يأتي النوع الذي يكتفي بوصف الحدث فقط في الترتيب الأخير بنسبة ضئيلة 7%.
جاءت الصورة من موقع الحدث في الترتيب الأول لطبيعة الصور التي يفضلها المبحوثون عينة الدراسة بمنشورات الصفحة الرسمية للمتحدث العسكري على «فيسبوك» بنسبة 80.3%، يليها الجرافيك بنسبة 47.3%، ثم الإنفوجرافيك في الترتيب الثالث بنسبة 34.5%، يليه الصورة الثابتة لشخصية الحدث بنسبة 21.8%، وفي الترتيب الأخير جاءت الصورة الثابتة للمؤسسات بنسبة 17.3%.
النسبة الأكبر من المبحوثين وهي 55% تتابع الأفلام التسجيلية التي تنشرها الصفحة الرسمية للمتحدث العسكري للقوات المسلحة على «فيسبوك» دائما، وفي المرتبة الثانية، فإن 39.2% من المبحوثين يتابعونها أحيانًا، وفي المرتبة الأخيرة نجد أن 5.8% يتابعونها نادرًا، وهذا يعكس الشعبية الكبيرة والانتشار الذي نجحت هذه الأفلام أن تحققه بين جمهور المتابعين للصفحة.
المبحوثون ذوو مستوى الوعي المرتفع بقضايا المجتمع التي تتناولها الصفحة الرسمية للمتحدث العسكري على «فيسبوك» جاءوا في الترتيب الأول بنسبة 59%، ثم المبحوثون ذوو مستوى الوعي المتوسط بنسبة 34.7%، يليهم في الترتيب الأخير المبحوثون ذوو المستوى المنخفض بنسبة 6.3%.
على المستوى الأكاديمي:
الاهتمام بتدريس مقرر الإعلام العسكري في مرحلة البكالوريوس، وتطبيقه في جميع كليات الإعلام المصرية والعربية والأجنبية، لما له من أهمية في تعريف دارسي الإعلام بأهمية هذا التخصص الدقيق ومتطلباته وخصائصه وأدواته.
التعاون بين كليات الإعلام المصرية وإدارة الشئون المعنوية المصرية في عقد ندوات للطلاب يحاضر فيها القادة العسكريون وتنظيم زيارات ميدانية لطلاب الإعلام إلى إدارة الشئون المعنوية للتعرف عن قرب على مراحل الإنتاج؛ كالتصوير، والمونتاج، وآليات العمل بالمركز الإعلامي العسكري.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
بحث إعادة افتتاح فرع جامعة القاهرة في الخرطوم
جامعة القاهرة تتقدم 210 مراكز في تصنيف ويبومتركس بنسبة 28% عالميا
أرسل تعليقك