أبوظبي ـ العرب اليوم
أطلقت وزارة التربية والتعليم "مركز اتصالات لتكنولوجيا التعليم"، الذي أنشأته مؤسسة الإمارات للاتصالات "اتصالات" في مقر وزارة التربية أمس، والذي يعد الأول من نوعه في تقنية التعليم والبحث والتطوير وإجراء التجارب والاختبارات على مستوى المنطقة.
وأفاد معالي حميد محمد القطامي وزير التربية والتعليم أن الوزارة تعتزم تدريب 20 ألفاً و400 تربوي على استخدام وسائل التكنولوجيا الحديثة، وفق خطة زمنية تمتد لأربع سنوات، من خلال مراكز تكنولوجيا التعليم، التي أنشأتها مؤسسة "اتصالات"، وتتولى شركة "مايكروسوفت" العالمية عملية التدريب خلال تلك المرحلة
وأوضح القطامي أن الوزارة وضعت خططا لعدد من البرامج التدريبية، التأهيلية للمعلمين والقيادات المدرسية، لرفع كفاءتهم، تماشياً مع تحول الوزارة نحو التعلم الذكي، مشيراً إلى أنه سيتم إخضاع المدارس الحكومية للتدريب بشكل مستمر، بالتوازي مع تنفيذ المشروع، الذي استهدف العام الجاري 123 مدرسة حكومية في المناطق الشمالية.
وذكر أنه سيتم إضافة مراكز تدريب أخرى، في مناطق متفرقة من الإمارات، لتغطية كافة المدارس بخدمات التدريب، وإنجاز العدد المستهدف في الوقت المحدد.
وقال إن وزارة التربية أصبحت اليوم أمام تحولات فارقة في مسيرة التعليم، إذ تؤكد استحقاق الدولة في تعليم رفيع المستوى، يواكب العصر ويحاكي المستقبل بمناهجه المطورة وتقنياته وبيئته المدرسية الأشد جذباً ببنيتها التحتية ومرافقها التربوية والتعليمية والخدمية، وما يصاحب ذلك من تجهيزات حديثة وتقنيات متقدمة، وطرائق تدريس تقوم عليها كفاءات تربوية وخبرات مميزة.
وأشار إلى أن مركز اتصالات لتكنولوجيا التعليم، سيكون مقراً للتعلم الذكي والأبحاث والتطوير وتكنولوجيا التعليم التجريبي، وسيكون مرتبطاً عبر شبكة "اتصالات" بالمراكز والمقرات التابعة للوزارة، مؤكداً أن المركز، بما يشتمل عليه من تجهيزات فائقة المستوى، يواكب توجهات الوزارة نحو نموذج التعليم الذي تتطلع إليه الدولة، كما ينسجم مع مجموعة المبادرات التي تتبنى التربية تنفيذها، والمتصلة بالمدارس الرقمية والتعلم الذكي.
وذكر القطامي أن المركز يعد أحد الروافد المهمة للتنمية المستدامة، وأن الوزارة تدرك أهمية استشراف المستقبل بأبناء الدولة المؤهلين بعلمهم ومعارفهم وإمكاناتهم للحفاظ على مكتسبات الدولة، ومواصلة ما تحقق من إنجازات على الصعد كافة.
في الوقت نفسه أشار معاليه إلى ما تحظى به الوزارة من شراكات قوية وعلاقات وثيقة مع مجموعة من المؤسسات المعنية وذات الصلة، التي تسهم، بحرص شديد، في جهود التطوير، وتبادر بأفكارها وطرحها البناء، لدعم توجهات التربية، معتبراً ذلك من المقومات الرئيسة لتحقيق الأهداف المنشودة، حيث شهدت وزارة التربية والتعليم امس تحولاً نوعياً غير مسبوق في مجال التعليم الإلكتروني والذكي، وذلك مع إطلاق "مركز اتصالات لتكنولوجيا التعليم"، الذي يعد الأول من نوعه في تقنية التعليم والبحث والتطوير وإجراء التجارب والاختبارات على مستوى المنطقة، وهو يمثل ثمرة التعاون الوثيق بين وزارة التربية وشريكها الاستراتيجي مؤسسة الإمارات للاتصالات "اتصالات" من جهة، وبينها وبين المؤسسة وعملاق التكنولوجيا في العالم "مايكروسوفت" من جهة ثانية، ويهدف لدعم المجال التربوي ودمج التكنولوجيا في التعليم، وتوفير أحدث التقنيات والوسائل التي تخدم في تطوير العملية التعليمية، وعرض أحدث المشاريع والتطبيقات التقنية في مجال التعليم، حيث تم الاتفاق على إنشاء عدد 3 مراكز تخدم كلاً من وزارة التربية والتعليم، ومنطقة رأس الخيمة التعليمية والمنطقة الشرقية بخورفكان، ويوفر المركز التكنولوجي أحدث التقنيات التكنولوجية لموظفي الوزارة والمناطق التعليمية والمدارس ويساعدهم على بناء مهاراتهم وتطويرها، ويشتمل المركز التكنولوجي على أحدث الأدوات والتقنيات من شاشات عرض تفاعلية وقاعة مؤتمرات الفيديو بالإضافة الى دعم أغراض التدريب وتسجيل الدروس التعليمية كما أنه نقطة ربط بين المناطق التعليمية.
مبادرة مبتكرة
ويمثل المركز أحد أهم المشروعات التي تنفذها وزارة التربية ومؤسسة "اتصالات"، فهو مبادرة جديدة مبتكرة في أهدافها ومضمونها ووسائلها التعليمية، حرصت "اتصالات" على طرحها، لتعزيز جهود تطوير التعليم التي تبذلها الوزارة، ولاسيما أن خدمات المركز تمتد إلى المعلمين، من خلال الاستفادة مما ستقدمه "مايكروسوفت" من الخبرات العالمية في مجال تكنولوجيا التعليم، إلى جانب برامجها التدريبية المتخصصة، التي من شأنها تمكين المعلمين من أدوات توظيف التكنولوجيا في عملية تطوير مهارات الطلبة في المدارس الحكومية. كما يعد المركز المشروع الثاني الذي يتم إنجازه مع "اتصالات" خلال فترة وجيزة، بعد إطلاق مشروع "دروسي" الذي يقدم الدروس التعليمية عبر قناة خاصة على موقع "يوتيوب".
ومن جانبه أشار المهندس صالح عبدالله العبدولي، الرئيس التنفيذي لمؤسسة الإمارات للاتصالات إلى أهمية الدور الذي تلعبه "اتصالات" في دعم تحقيق أهداف مختلف القطاعات في الدولة على رأسها قطاع التعليم في إطار الاستراتيجية التي تنتهجها لتقديم خدمات متكاملة لحلول تكنولوجيا المعلومات والاتصال بحيث توفر الخدمات المستقبلية والحلول الذكية وتدعم الابتكار في الدولة.
وأشار إلى أن "اتصالات" وانطلاقاً من الاستراتيجية التي تنتهجها في مجال المسؤولية الاجتماعية تعمل على توظيف أفضل التقنيات وأحدث الوسائل التكنولوجية في خدمة مجتمع الإمارات بما يعكس نهجها في المسؤولية الاجتماعية ضمن مختلف المجالات وبخاصة في مجال التعليم وذلك عن طريق العمل على سد الفجوة الرقمية بين البيت والمدرسة وبين الطالب والمعلم تحقيقا لرؤية القيادة الحكيمة في إحداث نقلة نوعية في النظام التعليمي في دولة الامارات وأخذ الخطوات المطلوبة نحو التدرج الى التعليم الذكي.
وأعرب العبدولي عن فخر "اتصالات" لكونها شريكاً استراتيجياً لوزارة التربية والتعليم في هذه التجربة الفريدة التي تستهدف بناء النظام التعليمي في دولة الامارات على أسس جديدة ونقل التجربة التعليمية برمتها نقلة بعيدة ترتكز على الثورة التكنولوجية والرقمية والمعرفية الهائلة التي غيرت معالم الحياة. واستخدام تطبيقات تكنولوجيا التعليم، الأمر الذي ينعكس مستقبلاً على أداء الطلاب ويدعم خطة الوزارة الخاصة بالتعليم الذكي. وأشاد العبدولي بالنجاح الذي لقيه التعاون السابق مع "جوجل" في مشروع "دروسي" متوقعاً أن يلقى التعاون مع مايكروسوفت في المشروع الجديد نجاحاً مماثلاً، بحيث تلعب الخبرات العالمية دوراً مساهماً في تطوير عملية التعليم محلياً
وبدوره أضاف خليل عبد المسيح، مدير البرنامج الأكاديمي، في شركة مايكروسوفت، لمنطقة الخليج والشرق الأوسط وأفريقيا "تفخر مايكروسوفت بأن تكون جزءاً من هذه المبادرة التي تهدف إلى تعزيز مخرجات التعليم لدى الطلاب وإعدادهم للعمل والحياة المهنية مستقبلاً. وأن دعم طرق الابتكار في التعليم والتعلم داخل وخارج الفصول الدراسية، والتزود بمهارات القرن 21 عبر كادر تدريسي مؤهل، سيهيئ الطلاب لدخول سوق العمل والنجاح مهنياً. كما سيتم استخدام برنامج "شركاء في التعليم" بشكل كامل للمساهمة في تلبية وتحقيق أهداف وزارة التربية والتعليم في الدولة".
يضم مركز "اتصالات" لتكنولوجيا التعليم شاشات تفاعلية ضخمة تعمل باللمس توظف أحدث الحلول الذكية في التعليم، كما يوفر المركز إمكانية إجراء الاجتماعات والجلسات التدريبية والنقاشية عبر الفيديو لما يصل إلى 60 شخصاً معاً في وقت واحد بالإضافة إلى الارتباط بالمراكز الإضافية التي سوف يتم إنشاؤها مستقبلاً.
ويوجد في المركز قاعة إنتاج إعلامي مخصصة لإعداد المواد التعليمية التي تضم الوسائط المتعددة مثل الفيديو والرسوم التفاعلية والتي يمكن مشاركتها عبر الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي أيضاً، كما تحوي لوحاً ذكياً مخصصاً لإعداد المحتوى التعليمي الإلكتروني فضلاً عن دعمها لمشروع "دروسي" من حيث تجهيز الدروس والمحتوى الإلكتروني بالإضافة لدورس المراجعة ونشر هذا المحتوى التعليمي.
أرسل تعليقك