دراسة تكشف أن فترة البلوغ تؤثر على الأداء الدراسي للطفل
آخر تحديث GMT21:25:46
 العرب اليوم -

دراسة تكشف أن فترة البلوغ تؤثر على الأداء الدراسي للطفل

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - دراسة تكشف أن فترة البلوغ تؤثر على الأداء الدراسي للطفل

الأداء الدراسي للطفل
القاهرة _ العرب اليوم

تتميز فترة البلوغ بالكثير من التغيرات الكبيرة التي تحدث في جسم الطفل وتحوّله إلى مراهق سواء على المستوى العضوي أو النفسي والجنسي، وهذه التغيرات تؤثر على الطفل بطبيعة الحال وعلى الاتزان النفسي والعاطفي، إضافة إلى الأداء الدراسي للطفل خاصة الفتيات اللائي يبدأن في البلوغ في وقت مبكر عن الذكور تقريباً في عمر العاشرة أو أقل، وهناك الكثير من الهرمونات المسؤولة عن هذه التحولات سواء الشكلية أو الوظيفية، ولعل أهمها في تلك المرحلة هي الهرمونات المسؤولة عن نضج وبداية عمل الأعضاء الجنسية سواء على المستوى الشكلي الخارجي للفتيات واكتساب الجسد الملامح الأنثوية أو على المستوى الوظيفي، حيث تبدأ المبايض في إخراج البويضات وحدوث الدورة الشهرية للمرة الأولى.

ويؤثّر هرمونا "الأستروجين"، و "البروجستيرون"، على الحالة الجنسية والعاطفية للفتيات وحدوث تغيرات فسيولوجية في الأعضاء التناسلية الخارجية أو الداخلية، وبالطبع فإن هذا التحوّل المفاجئ في المظهر، وأيضا على المستوى العاطفي والجنسي يسبب عبئا نفسيا على الفتاة، ولكن يبدو أن حدوث البلوغ يمثل عبئا من نوع آخر على الفتيات تبعا لأحدث الدراسات التي تناولت البلوغ والتي نشرت في دورية "journal Current Biology"، حيث أشارت إلى أن دور هذين الهرمونين ربما يمتد ليؤثر على العملية التعليمية أيضا، ليس فقط لتأثيره على الحالة النفسية والمزاجية، ولكن أيضا ربما بسبب أن بداية البلوغ تؤثر على القشرة المخية الأمامية frontal cortex وهي المسؤولة عن التعلم والإدراك واكتساب الخبرات المختلفة اللغوية والسلوكية والاجتماعية، وبسبب هذا التأثير يمكن أن تعاني بعض الفتيات من صعوبات في التعلم.

وخلصت الدراسة التي قام بها علماء من جامعة كاليفورنيا في الولايات المتحدة، إلى هذه النتائج بعد التجارب التي تم إجراؤها على إناث الفئران والتي يمكن أن يكون لها أثر كبير على الفتيات في العملية التعليمية، خاصة أن بعض الفتيات يبدأن البلوغ في عمر السابعة أو الثامنة في المدن الكبرى، وربما يكون السبب في ذلك هو ضغوط الحياة في المدن الكبرى فضلا عن تفشي ظاهرة البدانة نتيجة للعادات الغذائية الخاطئة والاعتماد على الوجبات السريعة بشكل كبير. والفتيات في هذه المرحلة العمرية في الأغلب ما زلن في المرحلة الابتدائية من الدراسة التي تستدعي شحذ القدرات الإدراكية للفتيات مما يعني تأثير البلوغ بالسلب عليهن، تغييرات في المخ، ولاحظ الباحثون تغيرات ملحوظة على التوصيلات العصبية في القشرة المخية الأمامية لإناث الفئران بعد تعرضها للحقن بهرمونات البلوغ.

وحدثت هذه التغيرات في المنطقة المسؤولة عن التعلم في المخ والانتباه والتعامل مع المواقف المختلفة وهو ما تحتاجه الدراسة على وجه التحديد، وأوضح الباحثون أن هذه الدراسة تعتبر الأولى من نوعها التي تناقش علاقة هرمونات البلوغ بالتوصيلات العصبية وأن القشرة المخية عند الفتيات في بداية البلوغ تكون من المرونة والقدرة على التعامل مع هذه المثبطات التي تتزامن مع هرمونات البلوغ، وهو الأمر الذي يمكن الكثير من الفتيات من استكمال حياتهم الدراسية بتفوّق، وبطبيعة الحال هناك فروق فردية بين كل فتاة وأخرى في التأثر والقدرات الإدراكية، بمعنى أن هذه التغيرات تعمل بمثابة المفتاح الكهربائي، الذي يثبط عمل التوصيلات العصبية، ولكن لأن مخ الأطفال يكون أكثر مرونة من البالغين في التعلم يمكنه التغلب على هذه الهرمونات.

وأوضحت الدراسة أن الفتيات على الرغم من استمرارهن في الدراسة فإن جزءا من القدرة الإدراكية للمخ يتم توجيهه إلى الجانب الاجتماعي، بمعنى أن هذه الفترة هي التي تتحول فيها الفتيات من أطفال إلى مراهقات ويبدأن في تكوين الصداقات والعلاقات الاجتماعية والتصرف بشكل أكبر نضجا. ومع حدوث البلوغ في عمر مبكر وتأثيره بالسلب على التوصيلات العصبية في المخ يضيف عبئًا إضافيًا على الفتيات في هذه المرحلة الحرجة على المستوى الدراسي والاجتماعي، وهو الأمر الذي يجب وضعه في الحسبان في التعامل في المستقبل وتقدير حجم المعاناة التي ربما تتعرّض لها الفتاة في الدراسة، وقام الباحثون بعد حقن مجموعة من الفئران بهرمونات البلوغ بتعطيل عملية البلوغ في مجموعة أخرى من الفئران من خلال استئصال المبيض لهن لمعرفة مقدار التأثير وعمل مقارنة ثم قاموا بقياس النشاط العصبي الكهربائي في خلايا الفئران التي تعرضت للحقن وتجربة البلوغ. ولاحظوا تغيرات هامة في التوصيلات المخية والتي تنظم مرونة المخ وقدرته على التعلم وقاموا أيضا بعمل اختبار للفئران جميعها لمعرفة مكان ثمرات معينة تمت تخبئتها بشكل يتطلب مهارة للحصول عليها، حيث كانت كل ثمرة مرتبطة برائحة معينة ولمعرفة الثمرة المحددة كان يجب أن يتبع الفئران أسلوب "التجربة والخطأ trial and error" وهو ما يعني التعلم.

ووجد الباحثون أن فئة الفئران التي تم حقنها بهرمونات البلوغ استغرقت وقتًا أطول في العثور على الثمرات، وهو ما يعني أنها واجهت صعوبات في التعلم بعكس البقية التي تم استئصال المبايض لها، وهو الأمر الذي تتعرّض له الفتيات في نفس الموقف ويثبت أن تجربة البلوغ بغض النظر عن العمر لها دور في القدرات الإدراكية والعقلية.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

نصائح للآباء لمكافحة مرض السمنة منذ الحمل حتى المرحلة الابتدائية

تعليم عنيزة ينفذ برنامج للموهوبين بالمرحلة الابتدائية

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دراسة تكشف أن فترة البلوغ تؤثر على الأداء الدراسي للطفل دراسة تكشف أن فترة البلوغ تؤثر على الأداء الدراسي للطفل



صبا مبارك تعتمد إطلالة غريبة في مهرجان البحر الأحمر

القاهرة ـ العرب اليوم
 العرب اليوم - اكتشاف تمثال يكشف الوجه الحقيقي لكليوباترا في معبد تابوزيريس

GMT 15:13 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

حريق يطال قبر حافظ الأسد في القرداحة وسط غموض حول الفاعلين
 العرب اليوم - حريق يطال قبر حافظ الأسد في القرداحة وسط غموض حول الفاعلين

GMT 06:13 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

تجربة علاج جيني جديد تظهر تحسناً مذهلاً في حالات فشل القلب
 العرب اليوم - تجربة علاج جيني جديد تظهر تحسناً مذهلاً في حالات فشل القلب

GMT 14:35 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

عادل إمام يكشف كواليس لقائه الوحيد بأم كلثوم
 العرب اليوم - عادل إمام يكشف كواليس لقائه الوحيد بأم كلثوم

GMT 04:44 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا
 العرب اليوم - بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 06:09 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

روبوت كروي ذكي يُلاحق المجرمين في الشوارع والمناطق الوعرة
 العرب اليوم - روبوت كروي ذكي يُلاحق المجرمين في الشوارع والمناطق الوعرة

GMT 16:39 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

التأثير الإيجابي للتمارين الرياضية على صحة الدماغ

GMT 06:13 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

تجربة علاج جيني جديد تظهر تحسناً مذهلاً في حالات فشل القلب

GMT 06:09 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

روبوت كروي ذكي يُلاحق المجرمين في الشوارع والمناطق الوعرة

GMT 20:19 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

الفنان جمال سليمان يبدي رغبتة في الترشح لرئاسة سوريا

GMT 18:20 2024 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

بشار الأسد يصل إلى روسيا ويحصل على حق اللجوء

GMT 02:54 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

480 غارة إسرائيلية على سوريا خلال 48 ساعة

GMT 22:09 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

داني أولمو مُهدد بالرحيل عن برشلونة بالمجان

GMT 08:24 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... محاولة في إعادة ترتيب الآمال والمخاوف

GMT 04:49 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

وزارة الصحة الكينية تسجل 5 حالات إصابة جديدة بجدري القردة

GMT 06:15 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

استئناف عمل البنك المركزي والبنوك التجارية في سوريا

GMT 05:03 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

وزير الدفاع الكوري الجنوبي السابق حاول الانتحار في سجنه

GMT 12:06 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

إجلاء نحو 87 ألف شخص بعد ثوران بركان كانلاون في الفلبين

GMT 22:40 2024 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

الملك تشارلز والملكة كاميلا يصدران بطاقة الكريسماس

GMT 12:28 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

محمد رمضان يكشف أسباب تقديمه الأعمال الشعبية

GMT 05:43 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

سوريا: أفراحٌ... وهواجس

GMT 23:43 2024 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

عائشة بن أحمد وكريم فهمي يجتمعان في فيلم دماغ ألماظ

GMT 10:56 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

قطر تعلن عزمها إعادة فتح سفارتها في سوريا قريباً

GMT 12:51 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

العربية للطيران تستأنف رحلاتها بين الشارقة وبيروت 18 ديسمبر
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab