الإعلام الصيني يصف زيارة أوباما الأسيوية بالمحرجة
آخر تحديث GMT12:58:12
 العرب اليوم -

الإعلام الصيني يصف زيارة أوباما الأسيوية بالمحرجة

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - الإعلام الصيني يصف زيارة أوباما الأسيوية بالمحرجة

الرئيس الأميركي باراك أوباما
بكين ـ أ ش أ

وصفت وسائل الإعلام الصينية الرسمية الزيارة الأسيوية الأخيرة للرئيس الأميركي باراك أوباما بأنها كانت محرجة وفاشلة إلى حد ما، حيث سعى من خلالها لتجنب إثارة غضب الصين الشديد، بينما انشغل في تعزيز طمأنة اليابان والفلبين اللتين شهدتا علاقات متزايدة التدهور والتوتر مع الصين جراء نزاعات الدول الثلاث حول الأراضي والسيادة .
وقالت وسائل الاعلام الصينية، الصادرة اليوم الثلاثاء، إن نشاط أوباما الذي كان هدفه مواجهة الصين أثناء زيارته لليابان التي شكلت محطته الأولى في جولته، وهناك أكد في بيان أمريكي - ياباني مشترك أن جزر دياويو المتنازع عليها بين اليابان والصين، واقعة ضمن معاهدة التعاون والأمن الأمريكية - اليابانية المشتركة، يعد أمر أثار احتجاجا كبيرا من قبل الصين .
وأضافت أنه في المقابل، كان من اللافت تغير الخطاب السياسي الأميركي، بعد التصريحات النارية التي أطلقها أوباما في اليابان، حيث جنح الرئيس الأميركي خلال زيارته للفلبين، التي تعد المحطة الأخيرة لجولته الآسيوية، نحو الحذر، بعد أن استشعر نتيجة تصريحاته السابقة المتسرعة، فأدلى بتصريحات ودية تجاه الصين خيبت آمال الفلبين، إذ أعرب عن ترحيبه بنهوض الصين السلمي، ونوه بأهمية العلاقات البناءة بين أميركا والصين، مؤكدا على عدم اتخاذ الولايات المتحدة أي موقف ينحاز إلى أي طرف في النزاع الصيني - الفلبيني في بحر الجنوب الصيني.
وأشارت إلى أن تصريحات أوباما خلال زيارته كانت متذبذبة ووضعته في موقف محرج أدهش العالم، بعد أن غير تماما موقفه إزاء الصين الذي كان قويا جدا، وأن تغير موقف أوباما من الصين بين ليلة وضحاها، يجسد تنامي الثقل الصيني ومكانتها المحورية في تنفيذ أمريكا لما يسمى بسياسة إعادة التوازن المزعومة في منطقة آسيا - الباسيفيك، والتي تنوي واشنطن من خلالها زيادة التأثير الأميركي سياسيا واقتصاديا وعسكريا في المنطقة .
وأوضحت وسائل الاعلام الصينية أن تصريحات أوباما غير العقلانية في اليابان، أثارت استياء شديدا وانتقادا كبيرا من الصين التي لن تسمح بالإضرار بمصلحتها من قبل أي طرف مهما بلغت قوته، الأمر الذي استشعره أوباما وفهمه جيدا خلال زيارته للفلبين، حيث اضطر إلى إصدار إشارة ودية تجاه الصين، ما سبب إحراجا كبيرا للإدارة الأمريكية من جهة، ومن جهة أخرى أكد عدم إدراك وفهم الولايات المتحدة لطبيعة المنطقة وحساسيتها تجاه أي محاولة لفرض وضع دولي جديد.
وقالت إنه يوما بعد آخر، باتت الولايات المتحدة تدرك أكثر فأكثر أن نفوذ وتأثير الصين في المنطقة والعالم أصبح كبيرا في ميادين السياسة والاقتصاد، وأن دخولها في مواجهة مع الصين لن يعود عليها بأي منفعة، ولذلك، كان أوباما حريصاً جداً وراقب عن كثب ردود فعل الصين في زيارته الهادفة إلى طمأنة حلفاء الولايات المتحدة في آسيا، تحسبا لإثارة غضب شديد من الصين.
وأوضحت أنه في محاولة لمهادنة الصين، بعد تصريحاته غير العقلانية، أصدر أوباما تصريحات إلى وسائل الإعلام اليابانية والفلبينية مفادها بأن الولايات المتحدة تعمل على حماية المصالح اليابانية والفلبينية، شرط ألا تؤدي للحرب مع الصين، ما صدم كلا من اليابان والفلبين وكان بمثابة صب الماء البارد على وجهيهما، بعدما أصدرتاه من تهديدات صارخة تجاه الصين.
من جهة أخرى، فسرت وسائل الاعلام الصينية وصفها لزيارة أوباما الآسيوية بـ"الفاشلة" كونه أخفق في التوصل إلى اتفاقية الشراكة عبر الأطلنطي مع اليابان، ولاسيما بعدما أشاد بالذوق اللذيذ للـ "سوشي" الياباني، وفي المقابل أيضاً، لم يفلح أوباما كثيرا في الفلبين، إذ تعرض لاحتجاجات محلية كبيرة على الرغم من توقيع اتفاقية تعاون دفاعي جديد بين البلدين.
وقالت إنه مرة أخرى، وربما لن تكون الأخيرة، لا تبدو الإدارة الأمريكية مدركة بشكل فعلي لنتائج سياستها "المتذاكية" في آسيا، فما تواجهه من مصاعب كبيرة لتحقيق التوازن بين شريكها الاقتصادي الصين وحليفيها السياسيين اليابان والفلبين، يفسر تماما جهلها لطبيعة وحساسية العلاقات في المنطقة ويؤكد مجددا أنها تسير في الطريق الخطأ، لأن استغلالها لنزاعات اليابان والفلبين مع الصين بشأن السيادة والأراضي، لن يعود عليها بالخير من جهة، ولن يحقق المصلحة الأميركية الخاصة من جهة أخرى.
ودعت وسائل الاعلام الصينية واشنطن أن تسلم بأنها لم تعد القوة العظمى في العالم الذي يعيش على تعدد الأقطاب والتكامل، ما يفرض عليها إذا ما رغبت في المحافظة على ماء وجهها على الساحة الدولية أن تحترم مصلحة الصين الجوهرية بما فيها ضمان السيادة، وإذا ما كانت صادقة في سعيها لبناء نوع جديد من العلاقات بين البلدين .
كما طالبت واشنطن أيضاً أن تتوقف عن فرض سياسة التضييق والحصار على الصين، لأن الصين وببساطة لن تتراجع أو تساوم أبداً على ضمان أمنها ومصالحها أمام المواجهة الأمريكية، وفي المقابل، على كل من اليابان والفلبين، إعادة تقييم علاقاتهما مع الصين بشكل جدي ومنطقي، فالحليف الأميركي لن يجرؤ على حمايتهما على حساب مصالحه الهائلة التي سيحصل عليها إذا ما عمل بصدق على تنمية علاقات جيدة مع الصين.


 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإعلام الصيني يصف زيارة أوباما الأسيوية بالمحرجة الإعلام الصيني يصف زيارة أوباما الأسيوية بالمحرجة



أيقونة الموضة سميرة سعيد تتحدى الزمن بأسلوب شبابي معاصر

الرباط ـ العرب اليوم

GMT 06:40 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أسرار أبرز التيجان الملكية التي ارتدتها كيت ميدلتون
 العرب اليوم - أسرار أبرز التيجان الملكية التي ارتدتها كيت ميدلتون

GMT 06:57 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أبرز العيوب والمميزات لشراء الأثاث المستعمل
 العرب اليوم - أبرز العيوب والمميزات لشراء الأثاث المستعمل

GMT 02:00 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

حرائق ضخمة في لوس أنجلوس تجبر الآلاف على إخلاء منازلهم

GMT 11:03 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

فئرانُ مذعورة!

GMT 14:28 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

الجيش السوداني يتقدم في عدة محاور قرب ود مدني

GMT 13:22 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

تسييس الجوع والغذاء

GMT 16:45 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

مايكروستراتيجي تواصل زيادة حيازاتها من البيتكوين

GMT 16:25 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

غارات جوية تستهدف موانئ نفطية ومحطات طاقة في اليمن

GMT 04:09 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

22 شهيدا في غزة وانصهار الجثث جراء كمية المتفجرات

GMT 14:46 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

نونو سانتو أفضل مدرب فى شهر ديسمبر بالدوري الإنجليزي

GMT 04:06 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

مقتل 6 أشخاص وإصابة اثنين بغارة إسرائيلية جنوب لبنان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab