موجة انتقادات تلاحق البرامج الرمضانية التونسية وإقبال مكثف على الإنتاجات القديمة
آخر تحديث GMT03:47:03
 العرب اليوم -

موجة انتقادات تلاحق البرامج الرمضانية التونسية وإقبال مكثف على الإنتاجات القديمة

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - موجة انتقادات تلاحق البرامج الرمضانية التونسية وإقبال مكثف على الإنتاجات القديمة

الإنتاجات الرمضانية
تونس - العرب اليوم

لكن هذا العام ومنذ بداية شهر رمضان، لم تسلم الإنتاجات الرمضانية الجديدة من الانتقادات، بسبب ما اعتبره المشاهدون تحريضا على العنف والجريمة، وإهانة لبعض القطاعات الحساسة على غرار الأساتذة والمعلمين والأمنيين ومساسا بحقوق الحيوانات.

وأثار برنامج "السيرك"، (برنامج مقالب) تعرضه إحدى القنوات التلفزيونية الخاصة، غضب المواطنين والجمعيات المدافعة عن حقوق الحيوان، بسبب إزالة أنياب الأسود التي يستخدمها البرنامج في إثارة هلع الضيوف.

ورغم أن قناة التاسعة التي تعرض برنامج الكاميرا الخفية "السيرك"، نفت صلتها بهذا الأمر وشددت على أنها استأجرت أسودا دون ناب من السيرك الإيطالي، إلا أن الجمعيات الحقوقية أكدت أنها ستقدم على مقاضاة الشركة المنتجة، بسبب تحريضها على العنف ضد الحيوانات لغايات ربحية.

كما نشرت الإدارة العامة للحرس الوطني التونسي، بيانا تؤكد فيه أنها ستحقق في المشاهد التي عرضت في مسلسل "الفوندو"، الذي تبثه قناة الحوار التونسي الخاصة ويحظى بنسب مشاهدة عالية، وصفتها بأنها مسيئة للأجهزة الأمنية.

وتظهر المشاهد المعنية تلقي أحد عناصر الحرس الوطني، رشوة مقابل السماح لأحد المهربين بالمرور دون إلقاء القبض عليه.

إهانة للمربيين وتشجيع على العنف

من جانبها، استنكرت الجمعية الوطنية للتعليم بتونس عرض مسلسل "الفوندو"، لمشاهد تظهر تحرش مدرس بتلميذته، معتبرة أن هذه المشاهد غير الأخلاقية تسهم في ترذيل صورة المدرس.

وقال رئيس الجمعية الدهماني اللجمي لـ "سبوتنيك"، إن "هذه اللقطات تتعارض مع الدور التأهيلي والتربوي للمعلمين والأساتذة والمعاضد لدور الأسرة في تأطير جيل جديد يسهم في بناء المجتمع وتقدمه".

واعتبر اللجمي أن "ظاهرة التحرش هي ظاهرة اجتماعية عامة وليست لصيقة بالمدرسين، وأن ترويج صورة سيئة عنهم سيؤدي إلى هدم العلاقة بين التلميذ والأستاذ وبالتالي تعسير عملية التلقي"، مضيفا "ضرب صورة المؤسسة التربوية سينعكس سلبا على بناء المجتمع".

ولفت اللجمي إلى خطورة المضامين التي تعرضها المسلسلات الرمضانية الحديثة من مشاهد عنف وإجرام ومخدرات واغتصاب، قائلا: "لا أنكر وجود ظواهر سلبية في المجتمع، ولكن طريقة نقلها للمتلقي وخاصة للمراهقين تحتاج إلى معالجة".

وأوضح أن مشاهد العنف والإجرام تترسخ بسهولة في ذهن المراهق على اعتبار أنه ليس مهيئا لتقبلها وفهمها ومعالجتها، مستدلا على ذلك بالدراسات التي أثبتت مساهمة المسلسلات التلفزيونية في انتشار الجريمة.

واستنكر اللجمي التركيز المفرط على مشاهد العنف في البرامج الرمضانية والإخلال بالمبادئ العامة للمجتمع، عوضا عن الترويج لقضايا هادفة وإهمال الجانب الخيّر في الإنسان.

© Sputnik

العودة إلى الماضي

في المقابل، لوحظ هذا العام إقبال التونسيين بكثافة على مشاهدة المسلسلات التلفزيونية القديمة، والتي يعود تاريخ ‘نتاجها إلى ما يزيد عن العشر سنوات، مثل مسلسل الخطاب على الباب (عام 1996) ومسلسل جاري يا حمودة (2004) وسلسلة شوفلي حل الكوميدية (عام 2006) التي تصدرت نسب المشاهدة خلال الموسم الحالي.

ويفسر المختص في علم الاجتماع بلعيد أولاد عبد الله في حديثه لـ "سبوتنيك" العودة إلى الإنتاجات القديمة بأبعاد نفسية وأخرى متعلقة بالتنشئة الاجتماعية وبالرغبة في استرجاع الذكريات.

وأوضح عبد الله أن "مضمون هذه المسلسلات ينسجم مع مختلف الشرائح المجتمعية بغض النظر عن مستواها التعليمي أو الثقافي"، مضيفا أن الإنتاجات القديمة نجحت بدرجة كبيرة جدا في استمالة عاطفة المستهلك التونسي على عكس البرامج الجديدة التي تتسم أساسا بطابعها الانتقائي.

وتابع "ما ينقص المسلسلات الجديدة هو القراءة النفسية والاجتماعية للمجتمع التونسي والانسجام مع تركيبته المتنوعة رغم التحولات التي طرأت عليه".

وبيّن "صحيح أن هذه البرامج تعكس ظواهر اجتماعية سلبية انتشرت في تونس، لكن توقيت عرضها غير مناسب وآلياتها لا تتلاءم مع جميع الشرائح العمرية، فضلا عن كونها لا تمثل أطياف المجتمع".

وأوضح خبير علم الاجتماع أن المواطن التونسي يبحث عن البرامج التي ترتكز على الترفيه، ويمكنه مشاهدتها داخل وسط عائلي، خاصة وأن شهر رمضان يعتبر شهر الأسرة.

وقال "تسليط الضوء على الظواهر الاجتماعية السلبية وخاصة منها الجريمة بمختلف أنواعها في البرامج التلفزيونية طريقة معتمدة لتوعية الناس، ولكن أسلوب نقلها إلى المشاهد يحتاج إلى إعادة النظر، خاصة وأن فئة كبيرة من مشاهدي هذه البرامج هم شباب ومراهقون يعيشون في ظل أزمات نفسية واجتماعية عمقها استمرار البطالة".

وبيّن أن الطبيعة النفسية للمراهق تقوم على حب المخاطرة والتجربة، ونقل مشاهد تلفزيونية تتضمن وصفا دقيقا للمخدرات ولطرق استعمالها أو مشاهد عنف حادة ستكون له تداعيات نفسية واجتماعية خطية على بعض أصناف المجتمع، وفقا لقوله.

ويساند عبد الله مبدأ الحرية الفكرية التي حظيت بها تونس بعد الثورة، مع مراعاة الجانب النفسي والاجتماعي للمجتمع في نقل الظواهر السلبية، وعرضها في فضاءات خاصة وليس على التلفاز الذي هو مفتوح للجميع.

قد يهمك ايضا:

وقف بث قناة تلفزيونية بعد ساعة من إطلاقها في أوكرانيا

ننشر تفاصيل أقوى الدراما الرمضانية على القنوات التلفزيونية في مص

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

موجة انتقادات تلاحق البرامج الرمضانية التونسية وإقبال مكثف على الإنتاجات القديمة موجة انتقادات تلاحق البرامج الرمضانية التونسية وإقبال مكثف على الإنتاجات القديمة



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 20:33 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة
 العرب اليوم - فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 20:14 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
 العرب اليوم - أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 02:56 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيرة في إيلات
 العرب اليوم - الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيرة في إيلات

GMT 13:04 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

غوغل تطلق خدمة جديدة لإنتاج الفيديوهات للمؤسسات
 العرب اليوم - غوغل تطلق خدمة جديدة لإنتاج الفيديوهات للمؤسسات

GMT 03:23 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول المكسرات يوميًا يخفض خطر الإصابة بالخرف

GMT 03:50 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

قمة الرياض.. لغة قوية تنتظر التنفيذ

GMT 14:56 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أداة ذكية لفحص ضغط الدم والسكري دون تلامس

GMT 03:43 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ليلة ليلاء؟!

GMT 22:52 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

سامباولي مدرباً لنادي رين الفرنسي حتى 2026

GMT 02:02 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يعلن أن إيلون ماسك سيتولى وزارة “الكفاءة الحكومية”

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

مدربة كندا تفصل نهائيًا بسبب "فضيحة التجسس"

GMT 12:45 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة أنجولو لاعب منتخب الإكوادور في حادث سير

GMT 05:40 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

بايرن ميونيخ يتعرض لغرامة مالية بسبب الالعاب النارية

GMT 06:07 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ماكرون يعتزم حضور مباراة كرة القدم بين فرنسا وإسرائيل

GMT 20:35 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

العاهل البحريني يجتمع مع الملك تشارلز الثالث في قصر وندسور

GMT 22:44 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

غرامة مالية على بايرن ميونخ بسبب أحداث كأس ألمانيا

GMT 05:02 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

غارات إسرائيلية تقتل 46 شخصا في غزة و33 في لبنان

GMT 20:55 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

إلهام علي تكشف عن ملامح خطتها الفنية في 2025

GMT 17:27 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

غارة على أطراف بلدة العدّوسية جنوبي لبنان

GMT 06:59 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

هيفاء وهبي حاضرة في منافسات سينما ودراما 2025

GMT 07:11 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الأميرة آن تُغير لون شعرها للمرة الأولى منذ 50 عاماً

GMT 17:51 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

إسبانيا تستعد للمزيد من الأمطار بعد الفيضانات المدمرة

GMT 19:42 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يستهدف قاعدة جوية جنوب حيفا لأول مرة

GMT 10:46 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

ارتفاع الدولار إلى أعلى مستوياته خلال عام

GMT 01:16 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلاق نار على طائرة ركاب أميركية في هايتي

GMT 01:44 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

قصف أميركي بريطاني يستهدف محافظة الحديدة في اليمن

GMT 02:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

السجن 50 عاما لامرأة أجبرت 3 أطفال على العيش مع جثة في أميركا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab