صقر إليونورا يتشبث بالحياة في جزيرة موغادور
آخر تحديث GMT19:56:59
 العرب اليوم -

صقر "إليونورا" يتشبث بالحياة في جزيرة موغادور

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - صقر "إليونورا" يتشبث بالحياة في جزيرة موغادور

صقر "إليونورا"
واشنطن - العرب اليوم

وهو يقطع آلاف الكيلومترات، في سعي دائم للبقاء على قيد الحياة، يبسط صقر إليونورا، المدرج ضمن صنف "نادر في أوروبا"، جناحيه فوق أرخبيل موكادور، كما لو أنه يعلن للعالم أنه وجد بالفعل ملجأ "موثوقا" و "آمنا" يضمن استمرار نوعه.

ولأنه يصنف كـ"مهاجر كبير"، يمكن رؤية هذا الطائر المعروف باسمه العلمي "فالكو إليونورا"، بكل أناقة، على مستوى هذا الأرخبيل الذي اختار العيش فيه بكل هدوء، هربا من أخطار الطبيعة والتصرفات الجائرة للإنسان.

وعلى مستوى هذه الجزر العريقة التي أقيمت بشكل طبيعي لحماية مدينة الصويرة من أمواج البحر، يعيش صقر إليونورا ويتوالد كأنه يقول للعالم إن المغرب عموما والصويرة بشكل خاص تظل أرضا مباركة وفضاء للسلام والطمأنينة، حيث لا يتردد البشر في اختياره، كغيرهم من الكائنات الحية الأخرى.

وعموما، يعرف صقر إليونورا برحلاته الطويلة التي يقطع خلالها مسافة تزيد عن تسعة آلاف كيلومتر من مواطن تزاوجه التي تشمل منطقة المتوسط والساحل الأطلسي للمغرب وجزر الكناري، نحو المناطق الشتوية، لاسيما في مدغشقر، مجتازا جميع أنحاء القارة الإفريقية بما في ذلك الصحراء.

وتبدأ فترة التزاوج لدى هذا النوع النادر في شهر يوليوز متأخرا عن الصقور المهاجرة الأخرى، بانتظار وصول أسراب العصافير المهاجرة التي تشكل مصدرا للغذاء بالنسبة لصغارها. وقال حميد الركيبي الإدريسي، الأستاذ في جامعة محمد الخامس بالرباط، في تصريح صحافي، "في المغرب، هناك موقعان لتعشيش صقر إليونورا، وهما جرف سيدي موسى بسلا، وجزيرة موكادور بالصويرة"، مذكرا بأن صقر إليونورا، ذو الحجم المتوسط (بطول 35 إلى 42 سنتمتر وطول جناحين من 85 إلى 105 سنتمتر)، هو طائر أنيق وطويل للغاية.

وبعد تقديمه للمحة عن تواجد هذا الطائر المهاجر في بعض البلدان حول المتوسط وفي أوروبا وكذا أعداد تلك الطيور، أوضح أنه بالنسبة لجزيرة موكادور، تم الإبلاغ عن زيادة ملحوظة مع تواجد 1835 زوجا.

وأضاف أن "هذه المعطيات تكشف بوضوح أن أسراب صقر إليونورا لا تواجه أية مشاكل على مستوى هذا الأرخبيل، وحيث ينعدم تقريبا افتراس الأعشاش".

وأوضح أنه تم تتبع تزاوج صقر إليونورا في جزيرة موغادور ما بين سنتي 2013 و2017، خلال الفترة بين غشت وأكتوبر، مسجلا أن هذا العمل العلمي مكن من متابعة تشكيل الأزواج، مع الإشارة إلى بيولوجيا التزاوج، وتتبع الصغار، والنظام الغذائي.

وأشار إلى أن "الهدف الكمي لهذا التتبع هو تقدير لقيم المعايير الديموغرافية الرئيسية التي تنظم تلك الطيور". وتابع أن التقديرات تفيد بأن نحو مليون ونصف من العصافير المهاجرة تم استهلاكها من قبل مناطق الصقور أثناء قيامهم بإطعام الصغار.

وقال إنه من المحتمل أن يكتسي هذا الجانب أهمية في إدماج هذا البعد بشكل أفضل في تصميم ومواكبة برامج تتبع الصقور في جزيرة موكادور.

وشدد الركيبي الإدريسي على ضرورة تصنيف أنشطة الحفظ التي تم تنفيذها حتى الآن، لاسيما إعلان صقر إليونورا كأصناف محمية، على وجه التحديد أو ضمن الطيور الجارحة، في جميع الدول التي تستضيف مناطق التزاوج، وكذا مع إعلانها من الأصناف "الضعيفة" أو "النادرة" في القوائم الحمراء التي وضعتها بعض البلدان.

كما حدد الركيبي الإدريسي مناطق الولوج التي سيتم حظرها من 01 يوليوز إلى 01 نونبر على مستوى مواقع الإخطار، وتأجيل الصيد إلى ما بعد 01 نونبر بالنسبة لمواقع التعشيش التي لا تتمتع بوضع للحماية، وتشجيع تبادل المعلومات والخبرات بشأن تتبع وإدارة مواقع التعشيش بين الخبراء والمنظمات المختصة، وإنشاء بروتوكولات مراقبة منسجمة.

وأوضح أنه يتعين أيضا العمل على تطوير وسائل لتحسيس عامة الناس بشأن ضرورة حماية صقر إليونورا ومناطق تواجده، وضمان الهدوء في هذه المواقع خلال فترة التزاوج، "إذ يمكن تحقيق ذلك من خلال تقييد تواجد الصيادين بالقرب من الأجراف الساحلية والجزر الصغيرة خلال موسم التزاوج (من يوليوز إلى أكتوبر)"، مذكرا بأن مخطط العمل الوطني يتضمن رصد الأنشطة البشرية وتأثيرها (السياحة والفلاحة والصناعات ...) على مناطق تواجد صقر إليونورا.

وبخصوص الأنشطة البحثية، اعتبر الركيبي الإدريسي أنه من الضروري إجراء تقييم إجمالي لتزاوج صقور إليونورا، من خلال اعتماد بروتوكول للتعداد، وإنجاز تعداد سنوي في عدد من مناطق الصقور المنتقاة، لضمان تتبع النجاح في التزاوج داخلها، وإجراء أبحاث حول الأنشطة البشرية وتأثيراتها السلبية على الجزر التي تضم تلك المناطق المنتقاة، لضمان تتبع النجاح في التزاوج داخلها، وإجراء أبحاث حول الأنشطة البشرية وتأثيراتها السلبية على الجزر التي تضم مناطق تواجد صقر إليونورا.

وفي مجال التواصل والتحسيس، أشار إلى أنه ينبغي تطوير جميع الوسائل في إطار مشروع "صقر إليونورا بموغادور" لإطلاع وتحسيس الفاعلين المحليين والجمهور، مع التأكيد على ضرورة بلورة ملصقات مخصصة للتتبع وكذا لأغراض بيداغوجية، وتنظيم معارض حول هذا الطائر وإرساء أنظمة للفيديو تمكن من رؤية مباشرة أو بعدية لمشاهد حياة الصقور داخل مناطق التزاوج في موكادور.

ويرتبط اسم صقر إليونورا بشكل وثيق بأرخبيل موكادور، وهو موقع ذو أهمية تاريخية وحضارية، فضلا عن أنه يعد كذلك منطقة ذات قيمة إيكولوجية عالية، باعتبارها محمية طبيعية تضم وحيشا ونباتات غنية جدا ومتنوعة، بعضها مهدد ب الانقراض.

وقد يهمك أيضًا:

رصد أسماك قرش الملاك المُهدّدة بالانقراض في إنجلترا

علماء يتوصّلون إلى أن هناك 600 كائن حي مُهدّد بالانقراض

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صقر إليونورا يتشبث بالحياة في جزيرة موغادور صقر إليونورا يتشبث بالحياة في جزيرة موغادور



GMT 09:18 2024 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

زرافة تنتزع فتاة صغيرة من يد أمها وتثير الذعر

GMT 22:11 2020 الإثنين ,06 تموز / يوليو

العثور على مئات الفيلة ميتة في بوتسوانا

GMT 11:26 2020 الجمعة ,12 حزيران / يونيو

التماسيح القديمة كانت تمشي على "قدمين"

GMT 10:35 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

عودة السلاحف وأسماك القرش إلى سواحل تايلاند

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 19:56 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع
 العرب اليوم - البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع

GMT 16:54 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا
 العرب اليوم - روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف
 العرب اليوم - دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 19:23 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ميادة الحناوي تحيي حفلتين في مملكة البحرين لأول مرة
 العرب اليوم - ميادة الحناوي تحيي حفلتين في مملكة البحرين لأول مرة

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 10:18 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الوجدان... ليست له قطع غيار

GMT 09:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

كفاءة الحكومة

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 22:55 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل تتجه نحو اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان

GMT 21:25 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

هوكشتاين يُهدّد بالانسحاب من الوساطة بين إسرائيل ولبنان

GMT 10:02 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

اثنان فيتو ضد العرب!

GMT 11:05 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد صلاح يعبر عن استيائه من إدارة ليفربول ويقترب من الرحيل

GMT 08:16 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"حزب الله" يعلن استهداف قوات إسرائيلية في الخيام والمطلة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab