لندن - العرب اليوم
حول تصحيح المفاهيم العنصرية عن المهاجرين، ووجهة نظرنا في الآخر، تدور قصة فيلم No Man’s Land أو الأرض الفاصلة أو القاحلة التي تتقاطع مع ما شهده ويشهده الشارع الأمريكي من مظاهرات ضد العنصرية وسياسات التمييز تجاه المهاجرين.
وتدور حبكة الفيلم حول حارس الحدود بيل جرير «فرانك جريللو» وابنه جاكسون «جيك ألين» اللذين كانا في دورية اعتيادية عندما قتل جاكسون بطريق الخطأ صبياً مكسيكياً مهاجراً. ويحاول بيل أن يتحمل المسؤولية عن ابنه، ولكن حارساً ثالثاً يكشف الأمر، ما يضطر جاكسون إلى الفرار على ظهر حصانه ويعبر الحدود إلى المكسيك ليصبح «أجنبياً غير شرعي» في مكسيكو.
ويطارد حرس الحدود المكسيكي والسلطات هناك جاكسون وهو في رحلته عبر الصحاري والجبال بحثاً عن عفو من والد الصبي الباحث عن الثأر. ولكنه في رحلته بين الحياة والموت يتعلم أن يحب الأرض التي طالما كرهها أو تعلم أن يكرهها.
الأمر ببساطة يتمثل في شاب لطيف يقتل صبياً لطيفاً، واحد منهما مكسيكي والآخر أبيض، واحد سوف يدفن، والآخر سوف يتعلم درساً مفيداً عن الانحياز والعنصرية.
ربما يتسق موضوع الفيلم مع الجدل الدائر في المجتمع الأمريكي حول اضطهاد غير البيض، والعنصرية التي يمارسها البعض وغذتها سياسات الإدارة السابقة.
يحاول الشقيقان كونور وجيك ألين صانعا الفيلم مواجهة التوترات حول الهجرة وإضفاء الطابع الإنساني عليها في تلك الدراما التي تبدأ في المنطقة الفاصلة بين حدود ريو غراندي وتكساس، متتبعين بطلها وهو في هجرة عكسية جنوباً إلى المكسيك.
بذل المخرج كونور ألين وكاتبا السيناريو جيك ألين وديفيد بارازا جهداً في رسم الشخصيات وتعميقها، ما يدفع المتفرج إلى التعاطف معها في محنتها عبر أحداث الفيلم.
يبدأ الفيلم بقصتين موازيتين ولكنهما يتقاطعان أو يتصادمان، وفي الوقت الذي تحلم فيه الأم «أندي ماكدويل» أن ترى ابنها في نيويورك، تفاجئها الأقدار بعبوره الحدود في هجرة عكسية إلى المكسيك بحثاً عن عفو من أهل الصبي الذي قتله.
على الناحية الأخرى من الحدود هناك أب «جورج جيمينيز» يحلم أيضاً بمستقبل ابنه، بنفس القدر من المحبة.
يزودنا الفيلم ببعض اللحظات المسلية الطريفة، ولكن الكوميديا هنا ليست نابعة من التهريج، بل من الموقف، من رجال مستقيمين، يحاولون التغلب على دراما الحياة بالضحك، وفي هذا يتميز جورج لوبيز الذي يوضح لنا أنه خلف وجهه الجاد، وسلوكه المهني، يميل للتسامح تجاه جيك وعائلته.
بالمقابل، تهدف رحلة جيك جنوباً إلى تحسين المفاهيم الضيقة للمهاجرين المكسيكيين والمكسيك أيضاً في دراما لا تركز على الثأر والمطاردات بقدر ما تسعى لتسليط الضوء على مفاهيم وصور نمطية خاطئة.ويلعب دور البطولة في الفيلم الذي تبلغ مدته 114 دقيقة، جيك ألين، فرانك جريللو، أندي مكدويل، جورج لوبيز، جورج جيمينيز، أزميرالدا بيمنتال، ويخرجه كونور ألين.
أرسل تعليقك