بيروت - العرب اليوم
أطلقت "جمعية غدي" حملة إعلاميَّة واسعة، يوم الأربعاء، في سياق "التصدِّي لمشكلة المياه ومقاربتها من منظور علميّ استنادًا إلى دراسات خلصت في معظمها إلى أن لبنان لا يعاني مشكلة مياه، رغم تراجع نسبة المتساقطات، وإنما يواجه تبعات سوء إدارة الثروة المائية القائمة في معظمها على الاستسهال والارتجال دون أسس علمية وخطة تستشرف تحديات الراهن والمستقبل على هذا الصعيد، وذلك حسبما جاء في أحد ملصقات الحملة.
جاء ذلك مؤتمر صحافيّ عقدته الجمعية في مركزها الرئيسي في بلدة بمكين – قضاء عاليه، وتلا رئيس الجمعية فادي غانم، بيانًا جاء فيه أن شح المياه وتراجع نسبة المتساقطات يفضح إهمال المسؤولين، على حدّ ذكر البيان، وعدم استشرافهم للتحديات التي تواجه لبنان على مستوى إدارة ثروته المائية، واستسهال المعالجة من خلال مشاريع السدود السطحية، بدلًا من اتخاذ إجراءات لحماية هذه الثروة كترميم وتأهيل شبكات المياه بما يضمن عدم هدر ما يقدّر بنحو 40 بالمئة من المياه بسبب الشبكات القديمة المهترئة، فضلًا عن منع حفر الآبار الاتورازية دون دراسة الأثر البيئي لمثل هذه المشاريع، وتأثيرها على الينابيع الأساسية التي ترفد القرى والبلدات بالمياه، إضافة إلى تنظيف الينابيع وإعادة تأهيلها، وغيرها من الإجراءات التي من شأنها أن تضع حدًّا لاستئثار القطاع الخاص بمصادر المياه.
ولفت غانم إلى أن إنشاء السدود من شأنه أن يغير معالم طبيعية ويشوه مناطق بسبب بيئة لبنان وتنوعها وغناها، على غرار مشروع سدّ جنة في نهر إبراهيم الذي يهدد أحد أهم المعالم الطبيعية في لبنان.
وأكد غانم أنه لا حل لمشكلة المياه إلا بتبني خطة وطنية عامة وشاملة لإدارة الثروة المائية تكون نتاج دراسات علمية.
وأضاف أنه لا يمكن التغاضي عن مشكلة المياه دون مواكبتها وتشريح أسبابها، لأن كل المعطيات تؤكد أن لبنان غنيّ بمصادر المياه، من الجبل إلى الساحل، فضلًا عن أن ثمة ثروة متمثلة في ينابيع المياه العذبة في البحر، وبحسب النتائج الأولية تبين أن منطقتي صور وشكا تحتويان على أغزر الينابيع البحرية.
ولفت إلى أن الحملة مستمرة وستلحظ كل ما هو مرتبط بها، بيئيًّا وجيولوجيًّا وإداريًّا، أي على مستوى الدولة ووزارتها ومراكز الأبحاث الرسمية، وأكد غانم أن الهدف من الحملة ليس رفع الصوت فحسب، وإنما التأكيد على أن ثمة الكثير من العمل ينتظرنا للإفادة من ثروتنا المائية ومواجهة مشكلة التصحر، أي أن الحملة ستستمر وستكون مقترنة بدراسات ورؤى وأفكار قابلة للتنفيذ.
أرسل تعليقك