القاهرة ـ وكالات
وافق الاتحاد الزراعي السوداني، على تخصيص ٥٠ ألف فدان لمزارعى مصر فى مشروع الجزيرة بالسودان، كمرحلة أولى، على أن يتم تخصيص مساحات إضافية فى مرحلة لاحقة، فيما طالب الرئيس السودانى عمر البشير بتدفق المصريين إلى بلاده للمساهمة فى تنميتها.
وأعلن الاتحاد الزراعى فى مصر والسودان، فى ختام جلسته بالخرطوم، مساء أمس الأول، إطلاق أول اتحاد لمزارعى دول حوض النيل، يضم البلدين كمرحلة أولى يتم بعدها الاتفاق مع دول الحوض الثمانى على الانضمام للاتحاد الجديد.
وقال ممدوح حمادة، رئيس الاتحاد التعاونى الزراعى، خلال الجلسة الختامية لتوقيع ٣ اتفاقيات للتنمية الزراعية والثروة الحيوانية مع الجانب السودانى، إن الاتفاقيات تستهدف توفير فرص العمل الزراعى للمصريين الراغبين فى العمل بالسودان، مقابل الحصول على ٥٠٪ من صافى الأرباح، على أن يلتزم الجانب السودانى بتوفير مستلزمات الإنتاج مثل الأسمدة والتقاوى والمبيدات اللازمة للزراعة، وأضاف أن المساحة المخصصة للاتحاد لتوزيعها على مزارعى مصر يمكن أن تصل لأكثر من ٥٠٠ ألف فدان فى المستقبل، من خلال ضخ المزيد من رؤوس الأموال اللازمة للتوسع الزراعى فى السودان، وتحويل المنطقة إلى سلة غذاء للعالم.
وتابع «حمادة»، فى تصريحات لـ«المصرى اليوم»، عقب إطلاق اتفاقية اتحاد مزارعى دول حوض النيل، أن الاتفاق يتضمن قيام الاتحاد بالتأمين على حياة المزارعين المصريين، بالإضافة إلى توفير التأمين الصحى اللازم لهم، بما يحقق الاستفادة الكاملة من العمل فى السودان.
من جانبه، قال وزير الزراعة السودانى الدكتور عبدالحليم المتعافى، خلال حفل تدشين اتحاد مزارعى دول حوض النيل، إن مصر والسودان شعب واحد وبلد واحد، وبيننا إخاء، واستطرد: «لكن قطعتنا السياسة»، وأضاف: إن خطوة تأسيس اتحاد مزارعى حوض النيل سوف تساهم فى توحيد الاستثمار المشترك، فالخير أكثر مما نظن والنعم أكثر مما نعد، وسوف يسألنا الله لماذا لم يتآخَ الشعبان».
وداعب المتعافى، فى كلمته، أعضاء الوفد المصرى، قائلاً: «سمانى والدى عبدالحليم على اسم فلاح مصرى وهو العمدة عبدالحليم إبراهيم، من دراو بمحافظة أسوان»، مشيراً إلى أن الحى الذى نشأ فيه يسكنه الجعافرة الذين جاءوا من أسوان، واستوطنوا منذ ١٠٠ عام وهم سودانيون مصريون جاءوا إلى النيل الأبيض.
واعتبر «المتعافى» أن ما قام به اتحادا المزارعين فى البلدين يعد خطوة تاريخية لأنهما أخذا مبادرة السبق وبدآ يتوحدان لإطعام شعبى وادى النيل، وشدد على أن الرئيس السودانى المشير عمر البشير يقول دائماً للقيادة فى مصر: «أنتم فى منطقة كثيفة السكان وقليلة الأرض والسودان لديه مساحات كبيرة وسكان أقل، فلماذا لا يتدفق السكان من الشمال للجنوب، مثلما يتدفق الماء من الجنوب إلى الشمال».
وطالب الوزير السودانى بأن يتجاوز التعاون بين البلدين الخطب الرنانة وإطلاق حرية العمل والتنقل للفلاحين من الخرطوم للقاهرة، ومن القاهرة للخرطوم.
فى سياق متصل، قال عبدالرحمن شكرى، نقيب فلاحى مصر، إن الدبلوماسية الشعبية تستهدف تجاوز الإجراءات الحكومية فى علاقاتها مع دول حوض النيل، وتحقيق مصالح الشعوب، لأنها أكثر واقعية وفاعلية من خطط الدول، مشيراً إلى أن التعقيدات الإدارية مازالت تقوم بدور فى «بطء» التقارب بين شعوب دول الحوض.
أرسل تعليقك