علماء يُحذِّرون مِن أنَّ تغيُّر المُناخ يخلق محاصيل سامَّة
آخر تحديث GMT04:38:04
 العرب اليوم -

علماء يُحذِّرون مِن أنَّ تغيُّر المُناخ يخلق محاصيل سامَّة

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - علماء يُحذِّرون مِن أنَّ تغيُّر المُناخ يخلق محاصيل سامَّة

احتجاجات على تغيير المناخ
لندن ـ كاتيا حداد

كشف العلماء أن تغيّر المُناخ يهدد بتسمم الإمدادات الغذائية للفقراء في العالم إذ تستجيب المحاصيل لارتفاع درجات الحرارة من خلال ضخ مواد كيميائية خطرة، ويشعر الخبراء بالقلق إزاء التأثير المدمر الذي ربما تسببه الظروف الجوية القاسية على المحاصيل الضرورية، فعندما يحدث جفاف تستجيب النباتات مثل الذرة والفاصوليا والكسافا من خلال غمر نفسها بالنترات وسيانيد الهيدروجين، وهي مواد ربما تكون قاتلة للبشر والماشية على حد سواء.

وتنشأ مشاكل أخرى جراء ذلك مثل انتشار الالتهابات الفطرية المُنتجة للسموم والمسؤولة عن الآلاف من حالات سرطان الكبد في أفريقيا سنويا، ورغم أن هذه المشاكل تمثل مصدر قلق وبخاصة في الدول النامية ذات الأجواء الأكثر دفئا فإنه إذا ارتفعت درجات الحرارة كما يتنبأ العلماء فمن المحتمل أن تؤثر تلك المشاكل على الشمال أيضا.علماء يُحذِّرون مِن أنَّ تغيُّر المُناخ يخلق محاصيل سامَّة

وأثارت القضية جاكلين مكجلاد كبيرة العلماء السابقين في برنامج الأمم المتحدة للبيئة، بمحاضرة في كلية جريشام في لندن، وبدأ اهتمام مكجلاد بالمشكلة عند ظهور تقارير من إثيوبيا بشأن وفاة مزارعين فقراء وحيواناتهم في ظروف غامضة، حيث كانت البلاد تعاني جفافا شديدا إلا أن ذلك لم يفسر المشاكل العصبية التي عانى منها هؤلاء الناس بما في ذلك العمى والحركات الغريبة والموت في النهاية، وأدرك الباحثون أن الجفاف أضر محاصيل المزارعين وهو ما دفعهم إلى استهلاك النباتات البرية التي وجدوها على جانب الطريق، وأثار الجفاف آلية دفاعية داخل هذه النباتات ما أدى إلى غمرهم بسيانيد الهيدروجين.

اقرأ أيضا:

10بريطانيين يدخلون إضرابًا عالميًا ضد تغير المناخ

وجمعت مكجلاد كل المعلومات المتاحة بشأن الموضوع في تقرير للأمم المتحدة في عام 2016 حاولت فيه مع فريق من العلماء تحديد المشاكل البيئية الناشئة، وأضافت "حاولت إثارة القضية قبل أن تصبح جزءا لا يتجزأ من المشاكل، كنت أحاول رفع الإنذار، عندما نتحدث عن تغير المناخ فهناك تحدّ حقا لسلامة الأغذية لأن النباتات التي نعتمد عليها تتكيف مع تغير المناخ، وإحدى الطرق التي تتكيف بها خطيرة على الماشية والبشر، بالتالي نحن نحتاج إلى الاهتمام بالأمر".علماء يُحذِّرون مِن أنَّ تغيُّر المُناخ يخلق محاصيل سامَّة

وظهرت أحدث النتائج التي توصلت إليها اللجنة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ التابعة إلى الأمم المتحدة تأثير الاحترار العالمي على الطقس وأنظمة الغذاء في جميع أنحاء العالم، ويعتقد العلماء بأن آثار ذلك ظهرت بالفعل في موجات الحر والجفاف الشديدة التي اجتاحت بداية من كاليفورنيا حتى السويد العام الماضي، وهو ما أثار الذعر بشأن المحاصيل، إذ أوضح المزارعون في المملكة المتحدة أن بعض محاصيل الخضراوات انخفضت بمقدار النصف، وربما تتفاقم المشاكل لأن مادة الأفلاتوكسين التي تنتجها الفطريات التي تنمو على الذرة وغيرها من المحاصيل أثناء الجفاف تنتشر خارج نطاقها الطبيعي، وحذرت وكالة المعايير الغذائية الأوروبية من السموم التي ترتبط بالسرطان والمشاكل المناعية والنمو الضعيف للأجنة، والتي تعدّ مصدر قلق بشأن سلامة الأغذية في أوروبا حتى في حالة اقتصار ارتفاع درجات الحرارة العالمية إلى 2 درجة مئوية.

ورغم مما تشير إليه النتائج من وضع مقلق فإن البروفيسور مكجلاد أوضحت أن الأمل في المستقبل ربما يأتي من أنواع المحاصيل المحلية والبرية التي تحظى بدرجة تحمل عالية للحرارة والمرض، وقال الدكتور كارلو فادا الباحث في مؤسسة Bioversity الدولية إنه عمل على أنواع مختلفة من القمح والشعير والذي تمت زراعته في إثيوبيا لمدة 4 آلاف عام، مضيفا "هذه الأنواع أكثر تحملا لظروف الجفاف، وتحافظ على إنتاجية جيدة حتى خلال الأعوام السيئة، ونادرا ما تكون عرضة للأمراض".

وتأمل البروفيسور مكجلاد أن الاعتماد على هذه الأنواع المرنة وأنظمة مراقبة الجفاف والمرض يسهم في تجنب التأثير السيئ لهذه المحاصيل السامة.

قد يهمك أيضا:

رش مواد كيميائية في الغلاف الجوي لتخفيف حدة تغير المناخ

علماء يُشيرون إلى "قنبلة زمنية بيئية" تُهدّد الأجيال القادمة

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

علماء يُحذِّرون مِن أنَّ تغيُّر المُناخ يخلق محاصيل سامَّة علماء يُحذِّرون مِن أنَّ تغيُّر المُناخ يخلق محاصيل سامَّة



GMT 10:04 2020 الخميس ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

خنزير يقتل ويلتهم الرجل الذي رباه وأطعمه

GMT 10:37 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

النيران تلتهم أكثر من 1000 شجرة مثمرة في ولاية المدية بالجزائر

GMT 07:36 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال يضرب جزيرة سقطرى اليمنية

GMT 07:25 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 5 درجات يضرب أقصى شرق روسيا

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 21:12 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
 العرب اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 02:40 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

القهوة والشاي الأسود تمنع امتصاص الحديد في الجسم

GMT 06:59 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فلسطين و«شبّيح السيما»

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 09:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

كفاءة الحكومة

GMT 06:45 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يقترب من وقف النار

GMT 10:19 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

جهود هوكستين: إنقاذ لبنان أم تعويم «حزب الله»؟

GMT 16:54 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا

GMT 02:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

11 شهيدًا في غارات للاحتلال الإسرائيلي على محافظة غزة

GMT 06:56 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فرصة إيرانية ــ عربية لنظام إقليمي جديد

GMT 19:23 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ميادة الحناوي تحيي حفلتين في مملكة البحرين لأول مرة

GMT 03:09 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

عدوان جوي إسرائيلي يستهدف الحدود السورية اللبنانية

GMT 07:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab