ريبيكا بنديك توضح حقيقة التنبؤ بالزلازل في العام المقبل
آخر تحديث GMT17:33:54
 العرب اليوم -

ريبيكا بنديك توضح حقيقة التنبؤ بالزلازل في العام المقبل

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - ريبيكا بنديك توضح حقيقة التنبؤ بالزلازل في العام المقبل

الزلازل المدمرة
لندن -العرب اليوم

ريبيكا بنديك العالمة الجيوفيزيائية في جامعة مونتانا قد تكون قرأت المقالات التي تُحذِّر مِن "سلسلةٍ من الزلازل المدمرة"، التي يُزعَم أنها ستضرب الكوكب خلال العام المقبل بفضل تباطؤ دوران الأرض. وهي تشعر بالسوء للغاية إذا ما كان قد أصابك الجزع جرَّاء هذا الأمر. وتريد منكَ ألا تُصاب بالذعر.

تستند هذه التهديدات الخطيرة وفق موقع ScienceAlert إلى أبحاث ريبيكا بخصوص أنماطٍ معينة ربما يمكنها التنبؤ بحدوث الزلازل. ولكنَّ مزاعم حدوث سلسلة متوقعة من الزلازل المدمرة هي غالباً من قبيل الإثارة فقط.

وإليك ما يقوله العلم فعلاً.

لا توجد طريقة للتنبؤ بحدوث زلزال معين. فالزلازل تحدث عندما تُطلَق الطاقة الكامنة المُخزَّنة بطول الشقوق الموجودة في القشرة الأرضية، مُرسلةً الموجات الزلزالية من خلال الأرض.

القوى التي تُسهم في تراكم الطاقة وتُحفز انطلاقها

وبما أنَّ العلماء يعرفون أين توجد هذه الشقوق والطريقة التي تهتز بها، يصبح بإمكانهم وضع توقعات للتهديدات العامة في أي منطقة. لكن القوى التي تُسهم في تراكم الطاقة وتُحفز انطلاقها منتشرة عبر الكوكب بأكمله ومعقدة، ولا نستطيع أن نحدد بالضبط كيف يمكن لهذه القوى أن تتصرف عند انطلاقها.

وفي الورقة البحثية التي نُشِرَت، في أغسطس/آب في دورية Geophysical Research Letters، كشفت ريبيكا وزميلها روجر بيلهام الجيوفيزيائي في جامعة كولورادو ببولدر عن وجود ارتباطٍ مثير بين مجموعةٍ من الزلازل وبين التقلبات الدورية في دوران الأرض. وربما يصبح العلماء قادرين على توقع السنوات التي يُحتمَل حدوث الزلازل فيها بشكلٍ أكبر عن طريق دراسة السجل التاريخي للزلزال ورصد هذه التقلبات.

وقالت ريبيكا، الإثنين الماضي، 20 نوفمبر/تشرين الثاني 2017، وفق موقع ScienceAlert "لطالما أمل الناس في الوصول إلى شيءٍ كهذا... مؤشرٌ رئيسي للنشاط الزلزالي يقدم لنا تحذيراً بشأن هذه الأحداث". وغير أنَّ هذا الاستنتاج ليس قطعياً بأي حالٍ من الأحوال. فلم يتم تأكيده معملياً أو من خلال دراساتٍ أخرى مشابهة. وقد صرَّح العديد من العلماء أنَّهم غير مقتنعين بما جاء في بحث كلٍّ مِن ريبيكا وبيلهام.

 حاول الناس التنبؤ بالزلازل على أساس سلوك الحيوانات. وقال الباحث الجيوفيزيائي كين هودنوت لمجلة Popular Science: "كان الشيء الرئيسي الذي فكرتُ فيه هو المبدأ العلمي العتيق: دعونا نتحقق مِن هذا النوع من الأفكار". ولم يشارك هودنوت -الذي يعمل على برامج مخاطر الزلازل في هيئة المسح الجيولوجي الأميركية- في الدراسة. وتتقبل ريبيكا رد الفعل هذا، وترى أنَّ هذه هي الطريقة التي يجب أن تسير بها الأمور، إذ قالت: "شخصٌ ما يقول شيئاً شاذاً وغريباً، فيبدأ الجميع في مراجعة عملهم، وهكذا يتقدم العلم". تاريخياً، شهد مجال التنبؤ بالزلازل بعض الادعاءات الغريبة بشكلٍ خاص.

فقد حاول الناس التنبؤ بالزلازل على أساس سلوك الحيوانات، وانبعاث الغاز من الصخور، والإشارات الكهربائية منخفضة التردد التي تصنع موجاتٍ عبر الأرض. وكل تلك الطرق لم تحقق نجاحاً يُذكر. لهذا السبب قالت ريببكا: "من المخيف قليلاً المشاركة في هذه اللعبة". لكنَّ الحصول على تنبؤٍ صحيح قد يعني الفارق بين الحياة والموت لعددٍ لا يُحصى من البشر، لذا فالرهانات عالية جداً لدرجةٍ تستحق المحاولة حقاً.

درس كلٌّ من ريبيكا وبيلهام في بحثهما الأخير في سجل الزلازل حول العالم خلال القرن، لمعرفة ما إذا كان بإمكانهما اكتشاف أي دلائل تشير إلى ارتباط الزلازل حول العالم. وفي البداية، ظهرت البيانات عشوائيةً تماماً.

ولكن بعد ذلك، أضافت ريبيكا وبيلهام رقماً جديداً إلى تحليلهما، وهو "فترة التجدُّد"، أو مقدار الوقت الذي تحتاجه منطقة زلازل معينة لتجميع الطاقة الكامنة اللازمة لحدوث زلزالٍ قوي حقاً. وقالت ريبيكا: "يمكنك بشكل أساسي أن تتصور الزلازل كشيءٍ مثل البطارية أو الخلية العصبية، فهي تحتاج قدراً مِن الوقت لتُشحَن".

ويبدو أنَّ فئةً معينة من الزلازل، تلك التي تبلغ درجتها 7 درجات أو أكثر وفترة تجدُّدها قصيرة ما بين 20 إلى 70 عاماً، تتجمع معاً في السجل التاريخي للزلازل، حسب موقع موقع ScienceAlert.

إذ يشهد الكوكب نحو 20 زلزالاً مِن هذه الفئة في السنة كل ثلاثة إلى أربعة عقود، بدلاً مِن ثمانية إلى عشرة زلازل كما يحدث في الحالة النموذجية. وهو ما يوحي بأن شيئاً ما تسبَّب في تزامن هذه الزلازل، على الرغم من أنَّها كانت تحدث في بقاعٍ متفرقة حول العالم.

وعلى عكس ما تُشير إليه بعض التقارير حول هذا البحث، تقول ريبيكا: "ليس شرطاً أن تحدث هذه السلسلة من الزلازل كل 32 عاماً بالضبط، فهذه ليست الحال دوماً. ولو كان الأمر كذلك، لاكتشفَ الناس هذا (النمط) منذ عصور، لأنَّه في هذه الحالة كان سيصبح جلياً في سجلات الزلازل".

"نحن علماء ولسنا سحرة"

بدلاً مِن ذلك أوضحت: "الزلازل التي تتجدد بهذا النمط احتمالية حدوثها معاً أكثر من حدوثها عشوائياً، وهذا النمط مُثبَتٌ إحصائياً".

وبالتأكيد هذه الحقيقة لن تكون بقدر إثارة قول: "إنَّنا نعرف متى ستحدث الزلازل"، ولكن هذا ما تعنيه الجيوفيزياء. وتابعت قائلةً: "نحن علماء ولسنا سحرة".

وبعدها، حاولت ريبيكا وبيلهام معرفة الآلية التي قد تفسر هذه المجموعة من الزلازل. فدرسوا مجموعةً واسعة من الظواهر العالمية التي تتكشَّف خلال نفس الفترات الزمنية، مثل تدفق الصخور المنصهرة من خلال طبقة الوشاح الأرضية (الطبقة الوسطى بين الكرة الأرضية واللُّب)، وتغيرات دورة مياه المحيطات، وانتقال المواد بين لُبِّ الأرض والغلاف الصخري (القشرة الخارجية الصلبة للأرض).

وكان أفضل توافقٍ حصلا عليه هو التغيُّرات الطفيفة الدورية في سرعة دوران الأرض. إذ يتباطأ دوران كوكب الأرض بصورةٍ متناهية الصغر كل 32 عاماً أو نحو ذلك. وبعد ما يقرب من 5 أعوام، تظهر مجموعةٌ من هذه الزلازل الشديدة قصيرة الفاصل الزمني.

وألمحت ريبيكا إلى أنَّ الجيوفيزيائيين الروسيين بوريس ليفين وإيلينا ساسوروفا قد أشارا إلى هذا الارتباط من قبل، لذا حاولت بصحبة بيلهام أن يخطوَا بالأمر إلى أبعد من ذلك: فوجدا آليةً قد تربط دوران الأرض ومجموعات الزلازل.

الأمر يتم على النحو التالي: عندما يتغير معدل دوران الأرض، ينحرف شكلها. فحين تزداد سرعة الدوران تتحرك الكتلة في اتجاه خط الاستواء، تماماً كما تتحرك تنورة الراقصة إلى الخارج حين تدور. وحين تتباطأ السرعة تعود هذه الكتلة مرةً أخرى متحركةً نحو القطبين.

وتقول ريبيكا: "هذا التأثير التراكمي طفيف، بفارق ملليمتر واحد في عرض الكرة الأرضية. ولكن إذا كانت الطاقة الكامنة قد تراكمت بالفعل في عددٍ من الصدوع الأرضية فهذا التغيُّر الطفيف يكفي لإيصال بعض هذه الصدوع إلى وضع الانهيار، وهو ما يعني حدوث الزلازل".

وأشارت ريبيكا إلى أنَّ الأرض حالياً في نهاية فترة التباطؤ، والسجل التاريخي للزلازل يشير إلى سلسلةٍ أخرى قد تكون في طريقها إلينا.

وتأمل هي وبيلهام أنَّ هذا النمط قد يساعد العلماء والمسؤولين على فهم الاهتزازات الأرضية التي لا يمكن التنبؤ بها. فإذا أمكن لمخططي التعامل مع الكوارث القول إنَّ الكوكب على وشك الدخول في فترةٍ يُحتَمَل حدوث الزلازل فيها بصورةٍ أكبر، قد يصبح لديهم متسعٌ من الوقت لاتخاذ التدابير اللازمة.

ولكن هذا لا يعني بالضرورة أنَّ عام 2018 سيكون عاماً مُدمِّراً بشكلٍ خاص. لسببٍ واحد، وهو أنَّ أنماط الزلازل التي قامت ريبيكا وبيلهام بتحليلها تحدث في مناطق بالفعل عُرضة للزلازل، كاليابان ونيوزيلندا والساحل الغربي للولايات المتحدة. وبالنسبة للأشخاص الذين يعيشون في هذه المناطق، هناك دوماً خطر حدوث زلزال، ومن الجيد دائماً أن يكونوا مستعدين.

وأكدت ريبيكا محذرةً أنَّ هذه الدراسة معنية بالاحتمالات وليس التنبؤات. فتباطؤ دوران الكرة الأرضية لا يعني بالضرورة أنَّ زلزالاً سيحدث خلال العام المقبل أو نحو ذلك، وإنَّما يعني فقط أنَّ احتمالية هذا الأمر قد ارتفعت.

الارتباط الزمني لا يعني السببية

علاوةً على ذلك حسب ما جاء في موقع ScienceAlert فإنَّ هذا النمط من حدوث الزلازل بالتأكيد ليس العاملَ الوحيد الذي يؤثر على سلوك الأرض. ولو كان الأمر كذلك لأمكن للعلماء ملاحظة هذا النمط منذ فترةٍ طويلة. وهناك بلا شك دورات زلازل أخرى على الكوكب مدفوعة بظواهر لم تُؤخَذ في الاعتبار في هذه الدراسة.

وقد حَظِيَ البحث بكثيرٍ من الاهتمام، بعد أن طرحه بيلهام في اجتماع الجمعية الجيولوجية الأميركية، في أكتوبر/تشرين الأول. وأشار العديد من النقاد إلى أنَّ هذا الارتباط الزمني لا يعني السببية. فقد تتزامن الزلازل والتغيُّرات في دوران الأرض، ولكن هذا لا يعني أنَّ بينهما علاقة سببية.

وقد اعترفت ريبيكا بأنَّ هناك دلائل أقل على الآلية المُقترحة مقارنةً بالنمط نفسه، لكنَّها واثقة من وجود النمط. وقالت: "أعتقد أنَّ هذا قد يُلهِم العديدين للنظر في هذا النمط، وربما يخرج شخصٌ ما لنا بتفسيرٍ أفضل".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ريبيكا بنديك توضح حقيقة التنبؤ بالزلازل في العام المقبل ريبيكا بنديك توضح حقيقة التنبؤ بالزلازل في العام المقبل



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 07:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا
 العرب اليوم - تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا

GMT 07:25 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية
 العرب اليوم - وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات
 العرب اليوم - كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات

GMT 08:12 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

التغذية السليمة مفتاح صحة العين والوقاية من مشاكل الرؤية
 العرب اليوم - التغذية السليمة مفتاح صحة العين والوقاية من مشاكل الرؤية

GMT 12:55 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

دينا الشربيني ورانيا يوسف تستعدّان للقائهما الأول على المسرح
 العرب اليوم - دينا الشربيني ورانيا يوسف تستعدّان للقائهما الأول على المسرح

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 08:12 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

التغذية السليمة مفتاح صحة العين والوقاية من مشاكل الرؤية

GMT 06:06 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

راجعين يا هوى

GMT 19:32 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا فريد شوقي تكشف سبب ابتعادها عن السينما

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 02:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 07:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا

GMT 13:18 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

قطر ترحب بوقف النار في لبنان وتأمل باتفاق "مماثل" بشأن غزة

GMT 01:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يستهدف مناطق إسرائيلية قبل بدء سريان وقف إطلاق النار

GMT 07:25 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab