القاهرة – العرب اليوم
اكتشف العلماء أن الجليد في القطب الشمالي أصبح أكثر رقة، ويتوقّع أن يستمر ذلك حتى شهر مارس/ آذار، عندما تكشف البحوث الأميركية عن الحد الأقصى لفصل الشتاء، وفي سبتمبر/ أيلول عند الكشف عن الحد الأقصى للصيف، وكشف باحثون أن الجليد السميك الذي تحمّل الذوبان في عدة مواسم للصيف يتم استبداله سريعًا بجليد أكثر رقة وأكثر سرعة في الزوال خلالل عام واحد ويتكون خلال فصل شتاء واحد، ويجعل هذا التغيير المنطقة القطبية أكثر عرضة إلى العواصف التي يمكنها شق طريقها خلال الجليد الرقيق ما يزيد من احتمال خلو الصيف تمامًا من الجليد في القطب الشمالي.
وأوضحت دراسة غير منشورة عن التغيرات الجليدية على مدى العقود القليلة الماضية أن جزء من القطب الشمالي الذي ينبغي أن يكون حاضنا للجليد السميك في السنوات الأخيرة تحوّل إلى مقبرة، فبدلا من تشكيل الجليد السميك خلال Beaufort Gyre وهي حركة دائرية ضخمة من الجليد قبالة سواحل ألاسكا وكندا إلا أنه يذوب الأن بعيدًا خلال هذه المنطقة الحساسة، وينتج عن ذلك تقلّص نسبة الجليد السميك التي كانت 20% من البحر القطبي الشمالي في فترة الثمانينات لكنها أصبحت حاليا 3% فقط، ما ترك الجليد المتبقي محطمًا وأكثر عرضة إلى الذوبان، وكشف متخصص الجليد في مركز "Goddard Space Flight" القضائي التابع إلى ناسا، والد مير، أن فقدان طبقة الجليد السميكة يعد مهما لأنه يشكل حصنًا هامًا ضد المزيد من فقدان الجليد مع دفء المنطقة، ومشيرًا إلى أنه "في الماضي كان من الممكن وقف فقدان الجليد الموسمي في الصيف مع الجليد المتكون لعدة سنوات لأن سمكه بلغ حوالي 3 أو 4 أمتار ولا يمكن أن يذوب المزيد منه في فصل الصيف، كان بمثابة جدار صلب مكون من عدة سنوات حيث يمكن للمياه الدافئة إذابة القليل منه من الحواف، ولكن الآن لدينا قطع كبيرة من الجليد طافية وتحيط بها المياه الدافئة بفعل أشعة الشمس، وبالتالي أصبح الجليد أكثر رقة ويمكن للرياح أن تكسّره، وعند كسره يمكن للرياح تحريكه بسهولة".
ويعتبر جليد البحر القطبي منصة الصيد الرئيسية للدب القطبي، ويعدّ هامًا بالنسبة للمناخ لأنه يعكس أشعة الشمس مرة أخرى إلى الفضاء، وعندما يذوب الجليد بشكل أكبر تمتص مياه المحيطات أشعة الشمس ما يؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة الإقليمية إلى ما هو أبعد من ذلك، ويوضح مير أن "Beaufort Gyre" توجد حيث يتكوّن الجليد لعدة سنوات وتدور الرياح الدائرية فيها في اتجاه عقارب الساعة وتحافظ على إبقاء الجليد البحري محصور في المنطقة القطبية الشمالية الباردة وتمنعه من الانزلاق والخروج إلى شمال الأطلسي الدافئ عبر مضيق فرام الذي يفصل غرينلاند و سفالبارد، وأصبحت الحركة الدائرية للجليد البحري أكثر سرعة منذ منتصف عام 2000 ما يشير إلى تجزئة وذوبان الجليد بشكل أكبر، وفي الوقت نفسه ذاب الجليد الكبير في "Beaufort Gyre" بعد أن هاجمته المياه الدافئة من اتجاهات عدة .
وأفاد مير أن "Beaufort Gyre"، كانت بمثابة حاضنة للجليد لكنها أصبحت حاليا بمثابة مقبرة للجليد الذي يدور محاطا بالمياه الدافئة"، وتنبأت نماذج الكمبيوتر أن يأتي أول صيف خال من الجليد في بحر القطب الشمالي في منتصف القرن، لكن هذه النماذج افترضت خسارة سلسلة للجليد مع ذوبانه بدلا من تفككه بشكل كارثي، وحاليا يتوقع العلماء أن يأتي أول صيف للبحر القطبي الشمالي خاليا من الجليد خلال 10-15 عاما مقبلًا، وبيّن مير أنه "مع تفكك الغطاء الجليدي يصبح النظام أكثر عرضة للصيف الشديد، حيث أصبح الجليد أكثر حساسية للطقس، وبالتالي تغيّرت الأمور وأصبحت أقل قابلية للتنبؤ، ولم يعد في الإمكان التنبؤ بمتى أو أين ستضرب العاصفة، ومن الواضح أننا نتجه إلى قطب شمالي خال من الجليد في مرحلة ما، ولكن السنة التي سيتحدث فيها ذلك تتوقف على عاصفة كبيرة بما يكفي ستحدث في العام والتوقيت المناسب".
أرسل تعليقك