الرياض – العرب اليوم
أدى تمركز العاصفة الثلجية هدى على مناطق الشام لليوم الثالث أمس الجمعة إلى انخفاض درجات الحرارة إلى تحت الصفر على مناطق حائل والجوف والحدود الشمالية، وستكون ذروة الموجة اليوم السبت لتصل الحرارة إلى عشر درجات تحت الصفر.
كما تساقطت الثلوج على طريق الشمال الدولي بين طريف والقريات على جنبات الطريق بعد أن قدم "الزائر الأبيض" بشكل متقطع وغير متواصل، وتجمد الماء في مناطق الشمال خاصة المكشوفة، وأدى ذلك إلى توقف المياه عن الجريان في عدد من الصنابير في الصباح الباكر بمحافظة طريف بعد أن تجمدت فيها وفي الخزانات العلوية مع وصول درجات الحرارة إلى أربع تحت الصفر، ولم تتحرك المياه في كثير من المواسير الخارجية إلا بعد طلوع الشمس بساعات.
واستدعى ذلك أيضا قيام بعض خطباء المساجد بهذه المناطق بجمع صلاة العشاء مع المغرب، نظرا لبرودة الجو واستنادا لفتوى شرعية سابقة تجيز جمع الصلاة في حالة البرد. وفي ظل هذه الأجواء، رفع الأهالي استعداداتهم للبرد خاصة ذروته أمس واليوم، حيث ازدحمت محطات الوقود بهم لتعبئة الكيروسين، وسط تخوف من نفاده من المحطات، مع ارتفاع الطلب عليه كونه وسيلة التدفئة الأكثر انتشارا في الشمال.
وأوضح مصدر لـ"الوطن" أن شركة أرامكو زادت مخصصات محطات الوقود والشاحنات من الكيروسين عن معدلها المعتاد نظرا لارتفاع الطلب عليه، بعد توقفها عن ضح الكيروسين عن بعض محطات التوزيع نظرا لسوء الأحوال الجوية في مناطق ومنها طريف.
من جهته، أوضح المواطن نايف الشمري من سكان إحدى القرى شمال حائل بأن درجة الحرارة منخفضة بشكل حاد، مما استدعى الأخذ بفتوى شرعية لجمع صلاة العشاء مع المغرب، منوها بأن الكثير من المساجد قامت بذلك. وأبان أن البرد ألزم الأهالي منازلهم وحد من الشبات في المساء وأجل بعض الارتباطات الاجتماعية.
كما خفت حركة الأسواق وحرمت هذه الموجة الباردة عددا كبيرا من المواطنين من التنزه في البر بالمخيمات في إجازة عطلة الأسبوع خوفا من أمراض البرد، وتجمدت الحركة المرورية وتثاءبت المحال التجارية والأسواق هربا من البرد القارس، وعاد الأهالي مجددا إلى الملابس الثقيلة طمعا في الدفء، وفضل البعض ارتداء "الفروة" التي تعد من أهم الملابس التي تقي البرد القارس في المنطقة الشمالية.
من جانبها، شددت إدارة التعليم في منطقة الحدود الشمالية على عدم إجراء أي تعديل على مواعيد الاختبارات اليومية وساقت أسبابا عدة، منها أن تأجيل الاختبارات لمدة ساعة لن يكون له تأثير كبير في تغيير درجة الحرارة، وأنه من خلال الجولات الميدانية للاختبارات تمت ملاحظة أن جزءا كبيرا من الطلاب والطالبات يأتي إلى قاعة الاختبارات وهو مرهق وتأخير الاختبار سيؤثر سلبا على أدائهم.
ورأت الإدارة أن أولياء الأمور دوامهم الساعة الثامنة صباحا وسيكون القرار مربكا لهم بعد ذهابهم إلى مقر أعمالهم والاستئذان بعد نصف ساعة ليتمكنوا من توصيل أبنائهم وبناتهم إلى المدارس.
ومن المبررات التي تخص المعلمات تأخر عودة المعلمات إلى منازلهن بسبب ارتباطهن بعمليات التصحيح لوقت متأخر سواء داخل المدينة أو المعلمات اللاتي يعملن بمدن أخرى غير مقر إقامتهن، وختمت بيانها بأن قوة الموجة ستكون في فترة الإجازة الأسبوعية يومي الجمعة والسبت، مشيرة إلى أن التكييف في قاعات الاختبارات جيد وتمت تهيئة المدارس لذلك.
إلى ذلك، توقعت الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة وجود كتلة هوائية شديدة البرودة على شمال وشمال غرب المملكة تمتد حتى مناطق القصيم والرياض والشرقية ونجران مع رؤية غير جيدة بسبب العوالق الترابية والأتربة المثارة، في حين تكون السماء غائمة جزئيا إلى غائمة مع فرصة لتساقط الثلوج على منطقة تبوك، ومنها جبال اللوز وعلقان وعلى منطقتي الجوف والحدود الشمالية.
أرسل تعليقك