تمتد بادية حمص على مساحة تتجاوز 3 ملايين هكتار وتشكل مخزونا كبيرا لآلاف الانواع من النباتات الطبية والعطرية وملجأ للحيوانات البرية المهددة بالانقراض إضافة لاحتوائها محميات بيئية طبيعية واصطناعية تسهم في الحفاظ على التنوع الحيوي الذي بات مهددا نتيجة ظروف الأزمة وتعرض المحميات للتخريب والسرقة على يد إرهابيين.
ويقول مدير فرع الهيئة العامة لإدارة وتنمية وحماية البادية بحمص المهندس لؤي سليمان “إن فرع حمص هو الوحيد الذي تمكن من الحفاظ على قسم من الحيوانات البرية المهددة بالانقراض وحماية المحميات بعد تعرضها لهجوم من قبل تنظيمات إرهابية مسلحة” .
ويشير سليمان إلى أن أهم الأنواع التي تم إنقاذها غزال الريم والمها العربي والنعام حيث قام الفرع بنقل قسم منها إلى مكان خاص تم إنشاؤه في مقر الهيئة في مدينة تدمر للحفاظ عليها والإبقاء على نواة لتشكيل قطيع في المستقبل وهي حاليا بصحة جيدة ويتم تقديم جميع الخدمات البيطرية والعلفية اللازمة لها
من قبل مجموعة من الأطباء البيطريين والفنيين”.
ويذكر المهندس سليمان أنه تم نقل كامل قطيع المها والبالغ عدده 29 رأسا والموجود حاليا 32 رأسا في حين تم نقل قسم من غزلان الريم والبالغ عددها 31 والموجود حاليا 25 رأسا ونقل كامل طيور النعام والبالغ عددها 6 رؤوس والموجود حاليا 5 رؤوس إضافة إلى 9 فراخ كما تم أيضا نقل كامل طيور الدجاج
الفرعوني والفازان والطواويس وقد تمت زراعة 6 دونمات قرب مشتل تدمر الرعوي لتأمين العلف الأخضر للغزلان.
وبادية حمص التي تشكل 33 بالمئة من مساحة البادية السورية تضم 5 محميات بيئية تتجاوز مساحتها الإجمالية أكثر من 109 آلاف و 300 هكتار وهي محميات التليلة والخضاريات وأبو منجل والطيور المائية وجزل.
وتضررت نباتات بادية حمص الطبية بشكل كبير نتيجة الظروف الراهنة التي حالت دون الوصول إلى مواقعها ومتابعة العمل فيها وفقا لمدير فرع الهيئة الذي يبين خطة لتحديد موقع بمساحة 10 دونمات في محمية التليلة و 10 دونمات في موقع قصر الحير الغربي في منطقة القريتين لتكون حديقة نباتية بهدف دراسة
وتنمية النباتات الطبية والعطرية ومتابعتها.
ويشير سليمان إلى أنه يجري حاليا إنشاء حديقة نباتية بمساحة 1 دونم في مشتل تدمر الرعوي لتكون نموذجا مصغرا عن بعض النباتات الشائعة في البادية السورية وتشكل مركزا تعليميا وارشاديا للمهتمين بعلوم النبات .
وحسب المهندس سليمان فقد بلغت مساحة الزراعات الرعوية المنفذة في السنوات الثلاث الماضية أكثر من مليوني هكتار وتم إنتاج نحو مليونين و600 ألف غرسة رعوية وتم جمع أكثر من خمسة آلاف بذرة رعوية.
ويذكر أنه تم إدخال زراعة الصبار الأملس على البادية بحمص وذلك لاستخدامه علفا مساعدا للمجترات اغنام و جمال ونجحت التجربة وسيتم التوسع بهذه الزراعات حيث يوجد العديد من الدراسات بهذا الخصوص وهو نبات خال من الاشواك ويمكن تقديمه كعلف عند عدم توافر المراعي اللازمة حيث تمت زراعة أكثر من 41 ألف كف صبار في مواقع مختلفة من بادية حمص.
ويضيف أنه تمت زراعة 15 ألف شجرة نخيل وسيتم إنتاج 5 آلاف غرسة نخيل بذري في مشتل تدمر الرعوي لتتم زراعتها مستقبلا في بعض المواقع في البادية نظرا لأهمية شجرة النخيل الاقتصادية وملاءمتها لبيئة البادية وتشجيع السكان المحليين على زراعتها وإعطاء منظر جمالي والمحافظة على التربة من الإنجراف.
أما في مجال حماية البادية والغطاء النباتي والمراعي الطبيعية فيها فقد تم السماح بالزراعات البعلية للموسم الزراعي 2012-2013 بهدف دعم الاقتصاد الوطني وقد نتج عنها كمية 1174 طنا من القمح سلمت إلى مركز الحبوب بتدمر.
وفي مجال البناء البيئي فقد تمت إقامة بيوت القبب من الحجر واللبن في الخضاريات بالقريتين لتعزيز الأبنية والسياحة البيئية في البادية وإقامة مركز توعية بيئية في محميتي الخضاريات والتليلة وتمت الاستفادة من الطاقة الشمسية في استجرار المياه من آبار التليلة ووادي الأحمر والفري والضليعات والإنارة في محمية التليلة وطاقة الرياح في توليد الكهرباء في 17 بئرا في سبخة الموح .
وفي مجال تنمية المجتمع المحلي يبين مدير فرع الهيئة أنه تم تأمين فرص عمل للسكان المحليين في مشاريع الهيئة حيث تم خلال عام 2011 تأمين فرص عمل كعقود موسمية لنحو 1071 عاملا وفي عام 2012 لنحو 1296 عاملا في حين بلغ عدد العمال الموسميين العام الماضي 934 عاملا واقتصر العدد خلال العام الجاري على 550 عاملا .
ويقوم فرع الهيئة بتحسين الغطاء النباتي من خلال تنمية الغطاء الطبيعي وحمايته وإعادة تأهيل المواقع المتدهورة والاستزراع الرعوي والنثر المباشر للبذور الرعوية لأنواع متحملة للجفاف وذات قيمة رعوية عالية ويتبع للفرع أربعة مشاتل رعوية لإنتاج الغراس الرعوية و11 محمية رعوية ويقول المهندس سليمان ” إن الظروف الراهنة أثرت سلبا على العمل ويتم التنسيق مع الجهات المعنية بهدف الاستمرار بالعمل ضمن الإمكانيات المتاحة” .
وتبلغ مساحة بادية حمص 3 ملايين و656 ألف هكتار وتقع في الجهة الشرقية من أراضي المحافظة ضمن منطقة الاستقرار الخامسة التي يقل معدل أمطارها عن 200 ملم سنويا ويبلغ عدد تجمعاتها السكانية 61 تجمعا تتوزع في أربع مناطق إدارية “تدمر والقريتين والمخرم والمركز الشرقي
أرسل تعليقك