طهران ـ الروسية
تراهن حكومة ناريندرا مودي جديا على توريدات الغاز الإيراني. فقد اقترحت وزارة النفط الهندية العودة إلى مشروع مد أنبوبة الغاز من إيران إلى الهند مرورا بأراضي باكستان.
خلال شهرين من وصول ناريندرا مودي إلى السلطة تمكن فريقه من إبداء الدعم القوي لفكرة مد خط أنابيب الغاز من تركمانيا إلى الحدود الهندية عبر أفغانستان وباكستان وكذلك من إدراج مسألة مد خط أنبوبة الغاز من روسيا إلى الهند في جدول الأعمال العاجل الخاص بالعلاقات القائمة بين موسكو ونيودلهي.
وقياسا إلى هذين المشروعين الأخيرين يبدو أن مشروع توريد الغاز الإيراني إلى الهند عبر باكستان حقق تقدما أكبر. فقد جرى بحثه خلال 15 سنة إلا أنه تم تجميده عمليا جراء فرض العقوبات الدولية على إيران.
كما أن الفتور الذي أصاب العلاقات الباكستانية الهندية أدى إلى وقف العمل على المشروع، وذلك على الرغم من مصلحة كلا البلدين في الحصول على الغاز الإيراني. وكانت الهند لا تتورع عن اتهام باكستان كل مرة أثناء تفاقم الأزمة في علاقاتهما بأنها تقيم عراقيل سياسية على طريق بناء أنبوبة الغاز في أراضيها. ولم تقبل إسلام أباد هذه الاتهامات وأوضحت موقفها بأنها غير قادرة على تحمل الأعباء المالية الناجمة عن هذا المشروع.
ونرى أن الخلفية الدولية أصبحت مواتية لتحقيقه اليوم. فقد خفف الغرب بعض الشيء من شدة العقوبات المفروضة على إيران. وجاء حضور رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف مراسيم تنصيب ناريندرا مودي رئيسا للحكومة الهندية دليلا على إمكانية حلول الربيع في العلاقات الهندية الباكستانية. فقد أصبح أول زعيم باكستاني قام بزيارة إلى الهند. ومن جهة أخرى، لا يستبعد أن تقوم العلاقات بين نيودلهي وطهران على أساس جديد بعد مجيء فريق ناريندرا مودي إلى السلطة، كما يعتقد المحلل السياسي أندري فولوشين:
كانت العلاقات الهندية الإيرانية تبدو ممتازة دائما إلا أنها لم تخل من بعض الشوائب، والسبب – عدم رضا طهران عن موقف الحكومة الهندية السابقة غير المستقل في بعض الأحيان إزاء طهران نتيجة ضغوط أمريكا. غير أنه يصعب عليها اليوم إثارة مثل هذا الضغط لأن ناريندرا مودي يعتزم السير على النهج الذي رسمه أتال بيهاري فيجباي، مع العلم أن سياسته كانت مستقلة. ولا بد أن يغدو مشروع مد أنبوبة الغاز من إيران إلى الهند استمرارا للسياسة التي صوت دعما لها الناخبون الهنود.
لقد بنت إيران قطاعا من خط أنابيب الغاز في أراضيها يبلغ طوله 900 كيلومتر. وفي شهر أبريل (نيسان) أعلن وزير النفط والموارد الطبيعية الباكستاني شهيد خاقان عباسي أن ليست هناك اليوم عوامل تعرقل تنفيذ المشروع. وأكد أنه سينجز نحو نهاية سنة 2014 بناء 700 كيلومتر من أنبوبة الغاز تمر في أراضي باكستان.
بيد أن خبير معهد التقييمات الإستراتيجية والتحليل سرجي ديميدينكو يعتقد أن تنفيذه سوف تعترضه صعوبات كبيرة من جديد. فقال:
سوف تعارض الولايات المتحدة بعناد تعزيز وضع إيران الاقتصادي. وسوف تواصل التمسك بهذه السياسة في حالة رفع العقوبات الدولية عن إيران أو بقائها. ولن تسلم أبدا بحقيقة وجود دولة شرق أوسطية تمارس سياسة مستقلة عنها. ولن تغير أمريكا التي ترى في إيران مشكلة مزمنة لها رؤيتها هذه مهما يكن. ولذا سوف تعارض على الدوام تنفيذ المشروع المذكور.
أرسل تعليقك