الرياض ـ وكالات
نفى المهندس علي البراك، الرئيس التنفيذي في الشركة السعودية للكهرباء، وجود اعتراض من شركته على دخول منافس مستقل لها في مجال توليد الكهرباء بالسوق السعودي. وقال البراك لـ"الاقتصادية" إن شركة الكهرباء لم تمنع ولا تستطيع منع وجود منافسين لتقديم الخدمة، وزاد "نحن هنا في خدمة البلد وأي منافس يريد أن يأتي ولا يوجد لديه مانع للبيع بخسارة فأهلا ومرحبا به لينافس شركة الكهرباء".
وأضاف "وضع السوق السعودية للكهرباء غير مجد ربحيا ولا يشجع على وجود المنافسين؛ فإنتاج الكهرباء يكلف أكثر من سعر البيع، ولن يأتي منافس إلا بعد أن تضمن له الشركة البيع بسعر مربح له، وهذا ما يقدمه برنامج الإنتاج المستقل، مشيرا إلى وجود أربع مشاريع ضمنتها الشركة لمن يريد أن يبني محطات توليد الطاقة وفي الوقت نفسه بسعر مربح لهم. وزاد البراك ردا على سؤال "الاقتصادية" حول ما ذكرته هيئة تنظيم الكهرباء في تقريرها السنوي الأخير أمام مجلس الشورى عن وجود اعتراض من قبل الشركة بخصوص فتح السوق أمام المنافسين، وأنها تضع العراقيل أمام استثماراتهم لتقديم خدمة الكهرباء قائلا: غير صحيح ما قيل عن وضع الشركة للعراقيل أمام المنافسين، ومن يريد الرخصة فهيئة تنظيم الكهرباء ترحب بذلك، ولم تمنع أحد من قبل.
وكانت شركة الكهرباء قد وقعت أمس في فندق الفورسيزونز في العاصمة الرياض اتفاقية تعاون علمي رائدة ومذكرة تفاهم مع شركة آلستوم الفرنسية وجامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية ولدعم أبحاثها الهادفة إلى جعل زيت الوقود الثقيل HFO خيارا أكثر كفاءة ونظافة لتوليد الطاقة الكهربائية. وسيرتكز البحث على دراسة مركبات زيت الوقود الثقيل وتحليل مكونات السينوسفير، وهي قطيرات متطايرة من الوقود تترافق مع الاحتراق غير الكامل الأدنى كفاءة. وستقوم شركة آلستوم من خلال هذا البحث بدراسة الانبعاثات الصادرة عن مكونات الوقود والخلطات الإسفلتية بالتركيز على انبعاثات آكاسيد النتروجين وثاني أكسيد الكربون وأول أكسيد الكربون والجسيمات الدقيقة الناتجة من حرق زيت الوقود الثقيل.
وتزداد أهمية هذه الدراسة بعد ازدياد استخدام زيت الوقود الثقيل (HFO)، ومن المتوقع أن تقتصر نسبة احتراق زيت الوقود الثقيل مستقبلا على التصدير مقابل زيادة كفاءة احتراق الوقود. وكشف المهندس علي البراك بعد توقيع الاتفاقية عن أن الشركة تعمل مع وزارة الكهرباء والجهات المختصة في الحكومة لعمل برامج لترشيد استخدام الطاقة، وبخاصة الاستهلاك المنزلي في ظل ارتفاع معدلات الاستهلاك بشكل كبير جدا، مشيرا إلى أن الشركة تنتج الآن ما يعادل (52 ألف ميجاواط) خلال الصيف، لكن بالنسبة للطاقة كميجاواط/ ساعة تنتج الشركة 260 مليون ميجاواط/ ساعة، وهو معدل كبير جدا قد يعادل استهلاك عشرة دول عربية.
وأفصح أن هناك خطوات سيتم البدء فيها قريبا لترشيد استهلاك الكهرباء من أبرزها إلزام كل من يريد إخراج فسح بناء بوضع العزل الحراري، مبينا أن هذا القرار سيكون مطبقا خلال منتصف نيسان (أبريل) المقبل، إضافة إلى تحسين كفاءة بعض الأجهزة والمعدات الكهربائية المنزلية التي يتم استيرادها، وهو ما تقوم عليه جهات حكومية عدة. كما نفى البراك وجود خلاف مالي بين "الكهرباء" و"أرامكو"، ووصف ما يحدث بالاختلاف في وجهات النظر، مضيفا "علاقة شركة الكهرباء بأرامكو أكبر بكثير من مسمى خلاف ولو كان هناك مشكلة لتم حلها في وقتها، فأرامكو تعد مساهما كبيرا في الشركة السعودية للكهرباء و80 في المائة من شركة الكهرباء مملوكه للدولة، في حين "أرامكو" مملوكة للدولة بالكامل، فبالتالي الشركتان ليستا بعيدتين عن بعض ليحدث بينهما خلاف".
وعن استخدام شركة الكهرباء للطاقة النووية لتوليد الطاقة قال البراك "هذا الأمر ليس من اختصاص الكهرباء، بل من اختصاص مدينة الملك عبد الله للعلوم والتقنية وهي المعنية بذلك، أما شركة الكهرباء فهي معنية في بناء المحطات التقليدية المركبة والبخارية، في حين للطاقة النووية استراتيجية مختلفة، وإذا أتيحت الفرصة لشركة الكهرباء المشاركة فيها في المستقبل فلن تتأخر. وحول توقيع الاتفاقية مع شركة آلستوم وجامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية قال البراك" شركة الكهرباء كما هو معروف تحرق عدد من أنواع الوقود من بينها الغاز والزيت الخام والزيت الثقيل، فالزيت الثقيل يستخدم لتشغيل المحطات البخارية الموجودة على البحار، ونهدف من هذا البحث للوصول إلى تحسين كفاءة هذا الوقود ومعالجة بعض السلبيات التي توجد فيه، والسعي إلى خفض كميات الوقود المستهلكة.
أرسل تعليقك