أكد سعيد محمد الطاير العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي أن الهيئة وضعت الاستدامة في صلب رؤيتها حيث تعمل لأن تصبح مؤسسة مستدامة على مستوى عالمي ..مشيرا الى التحديات التي تواجه الاستدامة نتيجة للإعتماد على الطاقة التقليدية التي تتمثل في نضوب الموارد غير المتجددة للطاقة في المستقبل وإعتماد قطاع توليد الطاقة بشكل كبير ومستمر على هذه الموارد وتزايد الاستهلاك بشكل مستمر وعدم استقرار الاسعار والأثر البيئي.
جاء ذلك خلال مشاركة الطاير في جلسة نقاش حول "الطاقة والاستدامة" ضمن منتدى دبي العالمي لإدارة المشاريع الذي تنظمه هيئة الطرق والمواصلات بالتعاون مع هيئة كهرباء ومياه دبي وشركة إعمار العقارية في مدينة جميرا- دبي وبمشاركة دولية واسعة تضم نخبة من أهم الخبراء العالميين المتخصصين في هذا المجال الحيوي الذي يمثل عصب استراتيجيات التنمية وإحدى الركائز الأساسية في علم الإدارة الحديث لما له من تأثير في إيجاد الأطر والمحددات الضامنة لنجاح جهود التطوير في مختلف المجالات.
وحول الإجراءات التي تساعد على مواجهة هذه التحديات أكد الطاير ان إمارة دبي أدركت هذه التحديات الخاصة بالاستدامة وقامت بوضع استراتيجية دبي المتكاملة للطاقة 2030 لدعم النمو الاقتصادي للإمارة من خلال تأمين إمدادات الطاقة ورفع كفاءة الاستخدام والمحافظة على استدامة البيئة ..
كما قامت دبي كذلك بوضع استراتيجية دبي المتكاملة للغاز 2030 من اجل تامين وإدارة إمدادات الغاز.
وحول مستقبل الطاقة المستدامة في إمارة دبي قال " إنه وفقا لاستراتيجية دبي المتكاملة للطاقة 2030 يتم تنويع منظومة الطاقة لتصبح 71 في المائة غاز و 12 في المائة فحم نظيف و 12 في المائة طاقة نووية و 5 في المائة طاقة شمسية بحلول عام 2030 " .. مشيرا إلى أن الإستراتيجية ترمي وفق برامج إدارة الطلب على الطاقة إلى خفض الطلب بنسبة 30 في المائة بحلول عام 2030 من خلال تنفيذ مبادرات كفاءة الطاقة ".
وأوضح العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي أن الهيئة حققت نتائج منافسة تفوقت بذلك نخبة الشركات الأوروبية والأمريكية في الكفاءة والموثوقية وتجلى ذلك بخفض نسبة الفاقد في نقل الكهرباء وشبكات التوزيع إلى 3.46 في المائة مقارنة مع نسبة 6 - 7 في المائة في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية .
ولفت إلى أن نسبة الفاقد في شبكات المياه انخفضت إلى 10.4 في المائة مقارنة مع 15 في المائة في أمريكا الشمالية لتحقق بذلك معدلات عالمية رائدة على صعيد خفض الفاقد المائي وتمكنت الهيئة من تحقيق أفضل النتائج العالمية في معدل الدقائق المفقودة لكل مشترك سنويا والذي بلغ 5.62 دقيقة مفقودة للمشترك قياسا مع 15 دقيقة المسجلة لدى نخبة شركات الكهرباء في دول الاتحاد الأوروبي.
ونوه سعادته بأنه يجري العمل على مواصلة تطوير ورفع كفاءة وإعتمادية وأمن إمدادات الطاقة وتطبيق أحدث التقنيات مثل أنظمة الشبكات الذكية وغيرها إلى جانب إجراء التوسعات المستقبلية لمجمع محمد بن راشد للطاقة الشمسية لإنتاج 1000 ميجاوات بحلول عام 2030 ليصبح أحد أضخم مجمعات الطاقة الشمسية في المنطقة وتوصيل ألواح الطاقة الشمسية على أسطح المباني وربطها بشبكة التوزيع وتطوير برنامج خفض انبعاثات ثاني اكسيد الكربون.
وأعلن الطاير عن طرح مناقصة المشروع الثاني من "مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية" والذي ستصل قدرته الإنتاجية إلى 100 ميجاوات وفق نظام المنتج المستقل " آي بي بي " للمطورين المؤهلين .. مشيرا إلى أن الهيئة قد استلمت تسع وأربعين "49" طلبا من المتقدمين للمناقصة من خلال طلب التأهيل المسبق الذي أعلنت عنه في شهر مايو من العام الحالي وصل منهم أربعة وعشرين "24 " متقدم للمرحلة الثانية من المناقصة.
وحول كيفية ترسيخ الهيئة ودمجها للاستدامة في تنفيذ مشاريع الطاقة الخاصة بها أشار سعادته إلى أنه وتماشيا مع رؤيتها لأن تصبح "مؤسسة مستدامة على مستوى عالمي" قامت الهيئة بتعديل استراتيجيتها وتبنت التوجه الثلاثي الذي يؤكد على دعم التنمية المستدامة للإمارة والحد من البصمة الكربونية وزيادة الاستثمارات والارتقاء بالعمليات.
جدير بالذكر أن استراتيجية الهيئة ترتكز على خمسة محاور تتيح لها تحقيق تطلعاتها طويلة الامد نحو الاستدامة تتمثل في النمو المستدام والتميز في عمليات التشغيل وتقديم الخدمات الذكية وضمان مشاركة كافة المعنيين وتشجيع الإبتكار الاستراتيجي واستقطاب القدرات الكفء والتوطين الفعال.
شارك في الجلسة سعادة محمد محمد صالح مدير عام الهيئة الاتحادية للكهرباء والماء وسعادة الدكتور أحمد بلهول الرئيس التنفيذي لشركة مصدر والدكتور كلاوس جريلمان العضو المنتدب والرئيس التنفيذي في مجموعة "آر.
أرسل تعليقك