قال عُلماء حفريات إن المكان الأكثر خطورة في تاريخ كوكب الأرض، يُوجد في منطقة بالمغرب تُسمى "هضبة كمكم" الصخرية، التي تضم عددًا من الحفريات يعود تاريخها إلى ملايين السنين.
جاءت هذه الخلاصة في دراسة نُشرت في المجلة العلمية ZooKeys، إذ قام عدد من العلماء من المغرب وأوروبا وأمريكا بمراجعة الفقاريات الأحفورية لمجموعة هضبة "Kem Kem" التي تعود إلى العصر الطباشيري.
وهذه المنطقة عبارة عن هضبة صخرية شاسعة شبه صحراوية تقع في نفوذ جهة درعة تافيلالت، على الحدود المغربية الجزائرية، ويبلغ طولها 250 كيلومترًا وتضم عددًا من الحفريات القديمة جدًا.
وحسب بلاغ صادر عن جامعة بورنموث البريطانية، الجمعة 24 أبريل، فإن الدراسة تؤكد أن الحيوانات المفترسة، بما فيها الزواحف الطائرة والتماسيح، جعلت هذه المنطقة الصحراوية أخطر مكان على وجه الأرض.
ووَفقًا للمؤلف الرئيسي لهذه الدراسة، الدكتور نزار إبراهيم، أستاذ علم الأحياء بجامعة ديترويت ميرسي الأمريكية وأستاذ زائر بجامعة بورنموث البريطانية، فإن هذه الدراسة "توفر نافذة على عصر الديناصورات في إفريقيا، ويمكن القول إن هذا كان أخطر مكان في تاريخ كوكب الأرض".
وتشير الدراسة العلمية إلى أن منطقة "كمكم" المتواجدة في المغرب، كانت قبل حوالي 100 مليون سنة موطنًا لنظام نهري واسع، مليء بالعديد من الأنواع المُختلفة من الحيوانات المائية والبرية الضخمة والمفترسة.
وتشمل حفريات هذه المنطقة 3 من أكبر الديناصورات المفترسة المعروفة على الإطلاق، وهي ديناصور Carcharodontosaurus ذو الأسنان الصخرية، والديناصور Deltadromeus، إضافة إلى العديد من الزواحف الطائرة المفترسة المُسماة "التيروصورات".
وكانت مجموعة من الحيوانات المُفترسة في هذه المنطقة تعتمد على وفرة الأسماك. وحسب الأستاذ المشارك في الدراسة ديفيد مارتيل، من جامعة بورنموث، فإن هذا المكان كان مليئًا بالأسماك الضخمة، بما في ذلك أسماك السيلكانث العملاقة، التي كان حجمها أربع أو حتى خمس مرات أكبر من السيلكانث اليوم.
وأضاف مارتيل قائلًا: "تسليط الضوء على ماضي إفريقيا القديم أمر مهم؛ إنه العمل الأكثر شمولًا بشأن الفقاريات الأحفورية في الصحراء منذ قرن تقريبا، منذ أن نشر عالم الحفريات الألماني إرنست فرايهر سترومر فون آخر أعماله الرئيسية في عام 1936.
كما أوردت معطيات هذه الدراسة، غير المسبوقة في تاريخ الحفريات خلال قرن، أن المنطقة كانت تضم، أيضا، أسماك قرش ضخمة كانت تعيش في المياه العذبة تسمى Onchopristis، التي تتميز بأسنان مخيفة تبدو كخناجر شائكة.
ويضم فريق الدراسة العلمية كلًا من نزار إبراهيم، بول سيرينو، دافيد فاريشيو، دافيد مارتيل، ديدي دوتيل، دافيد إونوين، وهانس لارسون، إضافة إلى المغاربة لحسن بايدر وسمير زوهري وعبد الهادي كاوكايا.
وينتمي فريق العلماء، الذين شاركوا في هذه الدراسة، إلى جامعات ديترويت وشيكاغو ومونتانا في أمريكا، وجامعتي بورنموث وليستر البريطانية، ومتحف باريس للتاريخ الطبيعي، وجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، وجامعة مكغيل الكندية.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
علماء روس يدرسون الحفريات والبحوث العلمية في موقع دراهيب الأثري السوداني
اكتشاف حفريات رومانية يرجع تاريخها إلى القرن الأول الميلادي
أرسل تعليقك