الإضاءة تلعب دورًا هامًا في المشهد الزخرفي للمنزل
آخر تحديث GMT23:20:56
 العرب اليوم -

الإضاءة تلعب دورًا هامًا في المشهد الزخرفي للمنزل

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - الإضاءة تلعب دورًا هامًا في المشهد الزخرفي للمنزل

الإضاءة في الديكور
لندن - العرب اليوم

تتفوق الإضاءة في المشهد الزخرفي على كل العناصر، ليس فقط من حيث قيمها الجمالية والوظيفية، وإنما من خلال دورها العابر للعناصر.
والإضاءة في الديكور هي أصل كل هذه المقومات، وهي نفسها تهيمن على المشهد، وتدعم مكوناته وتمنح عناصره أسرارها، ولعل اللافت في الأمر أن الإضاءة هي نفسها، في لحظة ما، تتحول بكل أشكالها وخطوطها وألوانها وتفاصيلها إلى اللاعب الرئيسي في المساحات، لتضفي على طبائعها مسحة من الرومانسية حينًا، ومن الغموض حينًا آخر، وفي كل الأحيان تنشر الوضوح بكل تجلياته.
ويُعدّ مزج الإضاءة مع الديكور، من وجهة النظر المهنية ارتباطًا غير قابل للانفصال. فثمة حالة تبادلية يصعب ترسيم حدودها. ففي حين أن الإضاءة تتيح للمشهد ولادات غير محدودة لمظاهر حسية نادرة، نجد أن المشهد نفسه وبطريقة غرائبية يمنح الإضاءة شرعيتها وبهاءها. ودمج الضوء مع المادة والشكل واللون، يجعل كل العناصر تكتسب قيمها وتجدد أبعادها وتضخ في المكان رؤى جديدة تتجاوز المألوف.
ولعل المستويات المتقدمة التي وصل إليها التعامل مع الإضاءة، كمبتكرات وتصاميم واستثمار، تجعل منها عاملًا حاسمًا في الحالة الإبداعية. فهي لا تتوافر فقط كعناصر إضاءة حصرية، بل تقدم منتجات فريدة تعكس الجهود المبذولة في هذا المجال، من جانب صناعيين لا يتوانون عن خوض كل المغامرات التي تقترحها مخيلة المصممين والمبتكرين بكل فئاتهم ومراتبهم.
وبالرغم من أهمية الإضاءة في الديكور، إلا أن التركيز على مصادرها يعكس جمالها وأناقتها في المكان، وهنا لا بد من الأخذ في الحسبان، إلى جانب المصدر الصناعي، الكهرباء تحديدًا، المصدر الطبيعي والذي يتوافر من خلال الأبواب والنوافذ والفتحات الأخرى، أكانت مُسندة بالزجاج أم مفتوحة بشكل دائم من خلال الهياكل الهندسية.
وبدأ المعماريون، إلى جانب مهندسي الديكور، يصرفون اهتمامًا لافتًا في استنباط الأفكار الجديدة من أجل هياكل هندسية تتحلّى باقتصاد واضح في مواد البناء من خلال نوافذ وواجهات زجاجية بالغة الاتساع، إلى جانب إلغاء الكثير من الجدران والفواصل الداخلية والتي تشكل عبئًا ماديًا وحواجز مصطنعة تحجب الضوء المتسلل عبر النوافذ والواجهات، وتؤثر أيضًا في نمط الحياة الداخلية وشروطها الصحية. والإضاءة الطبيعية إلى جانب الوفر الاقتصادي الذي تؤمنه، نجد أنها تراعي الشروط البيئية والتي تعتبر توفير الطاقة أحد أهم متطلباتها. وفي الواقع أن النوافذ الكبيرة والواجهات، إضافة إلى ما تقدمه كمصدر مميز للإضاءة الطبيعية، فهي تسمح من ناحية أخرى بدعوة الطبيعة بكل عناصرها إلى الداخل، مما يضيف إلى مواصفات الحياة داخل المنازل والشقق مراتب جديدة.
أما الإضاءة الاصطناعية، فإن مروحة عناصرها تتسع وتتنوع باتساع وتنوع الرغبات والاحتياجات. بالطبع تأتي الكهرباء على رأس القائمة، والمنتجات من عناصر الإضاءة الكهربائية تتوافر في الأسواق المختصة بأشكال وألوان وخطوط لا يمكن حصرها، كما أنها تتناغم مع كل الطرز والأساليب الزخرفية. وسنجد التصميمات المختلفة، تتراوح بين الكلاسيكية والحداثة. وبين هذه وتلك مبتكرات تنطلق من العادي التقليدي لتصل إلى الطليعي الصادم. ولا شك في أن التقدم الصناعي الذي نشهده اليوم، أغنى مخيلة المصممين والمبتكرين بمساحات جديدة وإمكانيات تنفيذ بالغة التكلف والتعقيد، أتاحت لهم الذهاب بعيدًا في مجال التصميم.
 
وهذه الإمكانيات لم تقتصر على التصميمات البارعة، بل استثمرت المواد الطبيعية والاصطناعية. فلم تعد ثمة حدود للاستعانة بكل ما تتيحه الطبيعة من مواد تتوزع بين الأحجار بحالتها البدائية، مرورًا بالمعادن على أنواعها ووصولًا إلى الجلود والأخشاب بكل تصنيفاتها، ومع هذه اللائحة، يأتي المزج بين المواد في تشكيلات عناصر الإضاءة الكهربائية ليفتح أفاقًا جديدة. لذا نجد أن عناصر الإضاءة الكهربائية تعدّت وظيفتها الأصلية وأصبحت تشارك، من خلال تصاميمها، في صلب تكوين المشهد الزخرفي كعناصر جمالية بالغة الجاذبية والطواعية والالتزام. فهي في أحيان كثيرة تتصدر المشهد، ويعكس حضورها فيه حرفية باهرة تجعل منها حلية مرصعة على صدر المكان تتوهج بالنور وتشع بالبريق الأخاذ.
وينبغي ألا ينسينا هذا الأمر مصادر إضاءة داخلية لا تقل روعة وجمالًا، ونعني بذلك الشموع على أنواعها. وتوسعت صناعة الشموع كثيرًا بعدما أصبحت عنصرًا لا غنى عنه في المشهد الداخلي، ويضفي أجواء من الرومانسية تندر حيازتها بوسائل أخرى. فهي تطل هنا لرعاية الاحتفالات الخاصة والسهرات الحميمة. وسنجد منها الألوان والأشكال والأحجام التي تلبي كل الرغبات وتلائم كل الأذواق وتناسب كل المناسبات، بخطوطها المتنوعة، المحلاّة بمظاهر باذخة، ناعمة، وغامضة أيضًا، تشكل الوصفة السحرية لإنتاج أجواء لا مثيل لها تتناغم مع تفاصيل الديكور في كل مكان وزمان، ولن ننسى المدافئ التي أصبحت منتشرة في المنازل والشقق، فهي إلى جانب وظيفتها الأساسية في تأمين الحرارة والدفء، نجد أن بعض التصميمات منها يلعب دورًا هامًا في تأمين إضاءة نوعية لمواقف محددة.
والواقع أن الحديث عن التأثيرات الجمالية التي تقدمها الإضاءة لن ينتهي أبدًا، خصوصًا أن طبيعة الحياة المعاصرة تتطلب اليوم جهودًا مضاعفة من أجل الحصول على اختلاف جذري بين الحياة العملية في الخارج، والحياة العائلية في الداخل، وهو أمر توفره الإضاءة بامتياز ولا يتوافر لغيرها من أدوات المشهد الزخرفي وعناصره ومستلزماته. فالخيارات لا حدود لها، والمهم هنا أن نحاول تجنب المبالغة، ونحدد الاختيارات تبعًا للحاجة وبما يتناغم مع الأجواء التي نريدها. نريد إضاءة مباشرة أم غير مباشرة؟ إضاءة ظاهرة أم مخفية؟ إضاءة ساطعة أم معتدلة؟ ملونة أم عادية؟ نريدها معلقة في السقف أو على الجدران، أم في الزوايا والأرضيات، أم مدمجة مع بعض قطع الأثاث؟ كلها أسئلة جوهرية ينبغي أن نجيب عنها تبعًا لمقتضيات الضرورة الجمالية والوظيفية، وبالتأكيد تبعًا لطبيعة المكان والمساحة وتصنيفاتهما.
فإضاءة المطبخ أو إضاءة غرفة النوم أو إضاءة الصالون أو غرفة الطعام أو غرفة الأطفال وصولًا إلى صالة الحمام، وغيرها من المساحات في المنزل أو الشقة، لا بد من أن تراعي الوظائف المرعية لهذه المساحات. وتوفر بالتالي دعمًا لوجستيًا لمشغلي هذه المساحات والأمكنة وشاغليها، إضافة إلى عامل الأمان الذي ينبغي أن يشغل حيزًا كبيرًا من اهتمام أصحاب العلاقة والمهتمين.
 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإضاءة تلعب دورًا هامًا في المشهد الزخرفي للمنزل الإضاءة تلعب دورًا هامًا في المشهد الزخرفي للمنزل



GMT 23:11 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

النصائح المساعدة في تعزيز الإضاءة في الغرف المظلمة

GMT 21:13 2023 الأحد ,30 إبريل / نيسان

نصائح متنوعة للحصول على مطبخ مشرق

GMT 07:32 2022 الخميس ,21 إبريل / نيسان

نصائح لتصميم غرف نوم اطفال جذابة

GMT 16:36 2021 الخميس ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ديكورات فخمة من الجبس لغرفة النوم

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 15:37 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة
 العرب اليوم - أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة
 العرب اليوم - الأسد يؤكد قدرة سوريا على دحر الإرهابيين رغم شدة الهجمات

GMT 01:25 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

الأوركسترا التنموية و«مترو الرياض»

GMT 06:28 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة

GMT 00:18 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

قصة غروب إمبراطوريات كرة القدم

GMT 00:08 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

تحذير من عقار لعلاج الربو يؤثر على الدماغ

GMT 00:08 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ماذا يحدث فى حلب؟

GMT 01:36 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

عودة ظاهرة الأوفر برايس إلى سوق السيارات المصري

GMT 12:03 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

بدء أعمال القمة الخليجية الـ 45 في الكويت

GMT 02:12 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

السفارة الروسية في دمشق تصدر بيانًا هامًا

GMT 00:03 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

مي عمر أفضل ممثلة في "ملتقى الإبداع العربي"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab