جدة - كريم ابوالعلا
عادة ما تشهد المؤتمرات الأخيرة للمدربين الراحلين عن أنديتهم، تفاصيل خاصة لم تعهدها المؤتمرات الاعتيادية قبيل وبعد خوض مباريات فرقهم، رسائل ونصائح ثم شكر قبل الرحيل وحزم الأمتعة.
كريستيان غروس، مدرب أهلي جدة، كان أحد المدربين الذين اختاروا المنبر الإعلامي لإعلان رحيله عقب تحقيقه لقب الدوري الغائب لأكثر من ثلاثين عاما عن خزينة النادي الجداوي، حينها قال: قررت الرحيل وعدم تجديد تعاقدي، بعد موسمين شاقين حققت خلالهما 3 بطولات كبيرة للنادي الأهلي، الآن حان وقت الراحة قبل مواصلة عملي في مجال التدريب.
وأردف المدرب السويسري: رشحت البرتغالي جوزيه غوميز لخلافتي في تدريب الفريق، مدرب رائع ويستحق ذلك.
ودع غروس محبيه وأنصار ناديه الجداوي الذين تبعوه حتى جنبات المطار قبيل مغادرته البلاد، بعد أن بات مدربا تاريخيا لا ينسى لدى الجماهير الأهلاوية.
علاقة غوميز مع الأهلاويين بدأت بتحقيق لقب كأس السوبر أمام الهلال في لندن، لكن سرعان ما ظهر بعض من التوتر والجفاء بين المدرب البرتغالي ومدرجه الأخضر، تعادلات عدة، ومستوى متواضع، كانا سببين رئيسيين في إقالته وإعادة الداهية السويسري إلى منصبه.
تجربة غروس الثانية بين أسوار القلعة الخضراء لم تكن كسابقتها، مختلفة حتى في علاقته مع مدرجه الذي أحب تفاصيله وردد بعضا من أهازيجه حال انتصاراته وفرحه.
وبعد عودته مجددا تحدث المدرب السويسري عبر المنبر الإعلامي ذاته وقال: عدت لأن رجالات الأهلي يريدون ذلك، أنا ممتن لهم حرصهم الشديد من أجل عودتي.
عودة غروس لم تكن كسابقتها، للمرة الأولى بدأت الأصوات الأهلاوية تطالب برحيله من منصبه، عقب أقل من عام على تتويجه بالثنائية المحلية.
خسائر أمام الاتحاد في كأس ولي العهد والهلال والقادسية والنصر دورياً، وتعادل مع الباطن، قبل السقوط أمام بونيودكور الأوزبكي في آسيا، كلها عوامل جعلت من عودة غروس مختلفة عن سابقتها، الأصوات الأهلاوية بدأت ترتفع مطالبة برأسه عقب أقل من عام على تتويجه بالثنائية المحلية.
فوز أهلي جدة الأخير على الرائد في الجولة قبل الأخيرة قبل أيام، وظهور الفريق بشكل مميز، أعاد بعضا من ثقة المدرج الأخضر لمدربه السويسري، فيما يواجه غروس في الجولة القادمة المدرب البرتغالي الذي اختاره لخلافته في منصبه قبل رحيله.
موسم بطل الثنائية في الموسم المنقضي لم ينته بعد، وصل إلى نصف نهائي بطولة كأس الملك، وينتظر خطف بطاقة العبور إلى الدور المقبل من البطولة الآسيوية، وبعد كل ذلك.. هل يستطيع غروس إعادة الود بينه وبين محبي النادي الجداوي وإسعادهم باللقب الغالي والتأهل الآسيوي؟ أم يغادر البلاد مجددا بشعور آخر مختلف عن سابقه، مفتقدا الكثير من محبيه وربما دون عودة؟
أرسل تعليقك