ميدان سباق الخيل في بيروت مهدد في الذكرى المئوية لانشائه
آخر تحديث GMT02:24:10
 العرب اليوم -

ميدان سباق الخيل في بيروت مهدد في الذكرى المئوية لانشائه

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - ميدان سباق الخيل في بيروت مهدد في الذكرى المئوية لانشائه

ميدان سباق الخيل في بيروت
بيروت - أ.ف.ب

كان ميدان سباق الخيل في بيروت شاهدا على جميع الحروب التي عصفت بلبنان في تاريخه الحديث، ولكن مع اقتراب الذكرى المئوية على تأسيسه، بات هذا المكان مهددا بسبب ضعف الايرادات والتمويل.

انشىء الميدان في العام 1916، في العهد العثماني، وهو الآن احد آخر المساحات الخضراء المتبقية في بيروت التي يجتاحها العمران.

ويقول النائب والوزير نبيل دو فريج رئيس جمعية حماية وتحسين نسل الجواد العربي "سباركا" ان بلدية بيروت المالكة للميدان "ترفض الاستثمار فيه، مقدمة في كل مرة حججا مختلفة، وهذا الامر يقلقنا كثيرا".

ووفقا لنبيل دو فريج، يعني زوال الميدان ان كل تقليد تربية الخيول سيكون مهددا، علما ان لبنان يضم عددا كبيرا من الخيول الاصيلة.

ويضيف "يعتاش من هذا المكان مدربون، وفرسان، وموظفون، واطباء بيطريون، ومزارعون، ما يعادل الفا و500 عائلة..كل هذا قد ينتهي".

وبحسب جميعة "سباركا"، فإن ميدان سباق الخيل يعاني حاليا عجزا ماليا.

قبل اندلاع الحرب اللبنانية التي استمرت بين العامين 1975 و1990، كان مضمار سباق الخيل المكان الوحيد الذي ينظم المراهنات، وكانت السباقات التي تقام مرتين في الاسبوع تدر نصف مليون دولار اسبوعيا.

ولكن بسبب الحرب "تراجع عدد الخيول من الف و500 الى 350، ولم تعد السباقات تقام سوى مرة واحدة في الاسبوع، وانحسرت العائدات الى 150 الف دولار" اسبوعيا، وفقا للمدير العام لسباق الخيل نبيل نصر الله.

وهو مبلغ بسيط مقارنة مع ما يمكن ان تدره هذه المساحات الكبيرة الممتدة على 200 الف متر مربع في وسط العاصمة، في حال استثمارها عقاريا.

- من تراث بيروت -

يتخوف نبيل دو فريج من ان يؤدي اقفال ميدان سباق الخيل الى تحويل هذا الفسحة الخضراء الى مساحة مبنية.

ويرى نبيل نصر الله انه يجب على البلدية ان تستثمر في اعادة تأهيل البنى التحتية وانقاذ الميدان من الزوال.

ويقول "ينبغي ان نحصل على دعم، على غرار ما يجري في كل الدول التي تقام فيها سباقات الخيول".

يؤكد رئيس بلدية بيروت بلال حمد استعداد البلدية للاستثمار في هذا الموقع شرط ان يصبح "مساحة مفتوحة للجميع"، ويقول "ميدان سباق الخيل جزء من تراث بيروت، فلم يكون حكرا على المراهنين فقط؟".

ويبدو ان تحفظات دينية تحول دون تمويل مكان يقوم نشاطه على العاب الميسر.

تسعى البلدية الى تنفيذ مشروع اطلق عليه اسم "بيروت سنترال بارك"، يرمي الى تحويل الميدان الى ملعب للغولف مع بحيرة اصطناعية ومدرسة لتعليم ركوب الخيل.

لكن هذه الفكرة لا تروق كثيرا لمحمد ايوب رئيس منظمة "نحن" غير الحكومية، ويقول "ملعب غولف هو مشروع للاغنياء. اضافة الى ذلك، كيف يمكن انشاء بحيرة اصطناعية في الوقت الذي نعاني فيه من نقص المياه؟".

ويرى محمد ايوب ان "البلدية تريد اقامة مشروع تجاري مربح لتلزيمه الى شركة خاصة".

يشهد ميدان سباق الخيل على مراحل عدة من التاريخ اللبناني الحديث، فجدرانه ما زالت تحمل اثار  الحرب وشعارات كتبها في العام 1982 جنود القوات الفرنسية والقوات المتعددة الجنسية التي تمركزت في بيروت آنذاك.

وفي حال ازيل هذا الميدان، فان ذلك سيكون بمثابة طي صفحات من تاريخ البلد.

- خط تماس ومساحة تلاق -

يقع الميدان في منطقة كانت تشكل خط الفصل  بين المتقاتلين ايام الحرب، وهو اليوم على تماس مع حي سني كبير في بيروت هو "الطريق الجديدة"، ومع الضاحية الجنوبية ذات الكثافة الشيعية، ومع ما كان يعرف بالشطر الشرقي للعاصمة ذي الغالبية المسيحية.

في زمن الحرب، كان المقاتلون يتبادلون اطلاق النار خلال ايام الاسبوع، ثم يلتقون في مضمار السبق الاحد ليراهنوا على الخيول قبل ان يعودوا لاستئناف القتال، بحسب ما يروي المدرب علي احمد سيف الدين.

وتحت المدرجات، كانت احدى القاعات تستقبل لقاءات تجمع قادة الميليشيات المتناحرة.

في العام 1982 اجتاحت اسرائيل لبنان، ووصل جيشها الى تخوم العاصمة المحاصرة، وتمركز خلف ميدان سباق الخيل، فيما كان المقاتلون الفلسطينيون وحلفاؤهم من اللبنانيين من الجهة الاخرى، وصار الميدان واقعا تحت تبادل القصف واطلاق النار من الجهتين.

بسبب ذلك، اندلع حريق في الاسطبلات اسفر عن نفوق 17 حصانا. لكن نبيل دو فريج تمكن من اقناع الرئيس اللبناني آنذاك الياس سركيس والمبعوث الاميركي فيليب حبيب بوقف لاطلاق النار لانقاذ الخيول.

وبعد اجلاء الاحصنة من المكان، "دمر الطيران والدبابات الاسرائيلية المدرجات كلها"، دون سبب، بحسب دو فريج.

وبسبب نقص الاموال اللازمة لم تتم عملية اعادة تشييد المدرجات وتأهيل المضمار مجددا كما يجب.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ميدان سباق الخيل في بيروت مهدد في الذكرى المئوية لانشائه ميدان سباق الخيل في بيروت مهدد في الذكرى المئوية لانشائه



GMT 10:34 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
 العرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 13:32 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 العرب اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 10:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
 العرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 03:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 04:01 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 20:58 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الجيش الأميركي يقصف مواقع عسكرية في صنعاء

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

موسكو تسيطر على قرية بمنطقة أساسية في شرق أوكرانيا

GMT 14:19 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إلغاء إطلاق أقمار "MicroGEO" الصناعية فى اللحظة الأخيرة

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

وفاة جورج إيستام الفائز بكأس العالم مع إنجلترا

GMT 17:29 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

سائق يدهس شرطيا في لبنان

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إصابات بالاختناق خلال اقتحام الاحتلال قصرة جنوبي نابلس
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab