بورما ـ عدنان الشامي
يمثل نهر "إيراوادي" في بورما والذي يعرف أيضًا باسم "إيياواردي" نوعية استثنائية خالدة، إذ كان شاهدًا على حقبة ملوك القرون الوسطى الذين توقعوا أنه ستكون هناك حياة يومًا ما على ضفاف هذا النهر الذي اتخذ مكانه بين الأنهار الجليدية في جبال الهيمالايا والتي تتدفق على مسافة 1348 ميلًا وصولًا إلى المحيط الهندي.
ويبقى نهر "إيراوادي" بمثابة الشريان التجاري وخط النقل الحيوي خصوصًا مع عدم وجود ما يمنع حركة المرور بطول النهر من سدود. وتبدأ غالبية الرحلات النهرية من ماندلاي وتبحر جنوباً حتى باغان أو شمالاً حتى كاثا.
وعندما يكون منسوب النهر مرتفعًا مع عدم وجود توترات عرقية بشكل قوي، فإن بعض السفن تتجه نحو باهامو الواقعة على مقربة من الحدود الصينية. وأياً كان اتجاه الرحلة فستكتشف طريقة مختلفة للعيش تتسم بالتقليدية إلى جانب أنها باتت متصلة بالعالم الخارجي
وكل يوم يبدأ على النهر يكون مصحوبًا بأصوات صادرة من الأديرة وهي بالتأكيد واحدة من أكثر نداءات الإيقاظ جمالاً في العالم. وفي منتصف الطريق يزداد عرض النهر بواقع نصف ميل مع عمق يبلغ بضعة أقدام وهو ما يسمح للمزارعين بزراعة الفول السوداني ونباتات أخرى بمساعدة زوجاتهم.
ويعتبر الامتداد ما بين ماندلاي وباغان غنيًا بالكنوز الثقافية بما في ذلك الكثير من العواصم الملكية السابقة. وعلى طول الطريق تتقابل داخل القرى والأسواق مع بعض الأشخاص الأكثر سخاء في العالم. كما أن موقع التراث العالمي في باغان يعد أحد أكثر المواقع المثيرة للإعجاب في آسيا وهو ""the grand finale الذي يضم أكثر من ألفي معبد ودير جرى تشييدها على يد ملوك القرن التاسع وغالبيتهم من المصابين بجنون العظمة.
أرسل تعليقك