بغداد – نجلاء الطائي
كشف قيادي عراقي، عن توافق سابق بين جميع الأطراف المهتمة بالشأن العراقي على تقسيم العراق إلى دولتين كردية وإقليم سني وما تبقى يكون دولة بغالبية شيعية.
وقال النائب السابق طلال الزوبعي في تصريح "للعرب اليوم": إن بعض الكتل موافقة على مشروع التقسيم وتعمل به في الخفاء وفق اجتماعات "سرية " مع الولايات المتحدة الأمريكية، لافتا إلى عدم بوح ذلك أمام جماهيرها، لأنه ليس من المنطقي أن تتكلم ضد الوجود الأمريكي وفي الوقت ذاته تدعو إلى التقسيم علانية.
وأضاف الزوبعي أن المادة 116 من الدستور تنص على أن العراق عبارة عن أقاليم لا مركزية، مؤكدا أن هناك مواد أخرى تنص على ضرورة أن يكون هناك حرس للإقليم.
وتابع النائب السابق أن الأقاليم تفرض اليوم فرضًا من خلال الأوهام التي أصابت حالة الجسد العراقي وأوصلت البلاد إلى ما هي عليه الآن، مبينًا أن الأمريكان جاؤوا لتقسيم العراق.
وأشار الزوبعي إلى أن مشروع رﺋﯿس ﻟﺠﻨﺔ اﻟﻘﻮات اﻟﻤﺴﻠﺤﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﻨﻮاب الأميركي اﻟﻨﺎﺋﺐ اﻟﺠﻤﮭﻮري ﻣﺎك ﺛﻮرﻧﺒﯿﺮي لم يكن مفاجئاً لساسة عراقيين شيعة وسنة وكرد، مؤكدًا على مناقشة التقسيم خلف جدران مغلقة قبل أشهر في واشنطن .
وأوضح الزوبعي أن ثمة اتفاقا أميركيًّا وإيرانيًا سابقًا بهذا الشأن، نال موافقة دول الجوار العراقي كافة، لافتًا إلى تنفيذه بعد طرد التنظيمات المتطرفة من العراق.
واسترسل الزوبعي آلية التقسيم التي تقضي بانفصال إقليم كردستان الحالي بدولة كردية تشمل نينوى بموافقة كبار قادتها وجزء من كركوك، وتأسيس إقليم سني في محافظة الأنبار.
وأكد النائب أن قضاء تلعفر الواقع في الحدود الإدارية لمحافظة نينوى وتسكنه التنظيمات المتطرف على المحافظة، سيستبدل بكركوك التي ستكون ذات غالبية تركمانية.
وأشار الى أن الدولة الكردية ستكون مرتبطة استراتيجيا مع تركيا والولايات المتحدة الأميركية، مبيناً أن الجانب الكردي قدم كل الضمانات المطلوبة للجانب الكردي بأن لا تكون الدولة المجاورة لهم مأوى أو تساعد أي حركة تمرد كردية ضد تركيا.
وبين القيادي أن محافظة صلاح الدين ستكون ضمن الدولة المركزية وفق اختيار قادتها ولوجود المزارات الشيعية في سامراء التابعة للمحافظة، مشيراً إلى أن الإقليم السني سيكون على كل أرض محافظة الأنبار التي تشكل ثلث مساحة العراق، وستكون عاصمته الرمادي ويضم محافظة عدة أبرزها الفلوجة، دون أن ينفي احتمال استقلاله بدولة في المستقبل، ما تبقى من محافظات ذات غالبية شيعية إضافة إلى أن العاصمة بغداد ستكون هي دولة العراق.
ولم يستبعد النائب السابق أن يكون إقليم الأنبار مصدر قلق وصداع للدولة العراقية الجديدة مشابهًا لما يجري من العلاقة بين الحكومة المركزية في بغداد وإقليم كردستان.
وكشف أن النية الآن تكمن في تحرير محافظة نينوى التي ستتحرك قوات البيشمركة بمساعدة تركية في تحريرها.
وحول الاعتراضات التي أثيرت ضد المشروع في العراق، قال: "إنها قد تؤخر تنفيذه لكنها لن تلغيه".
وختم الزوبعي حديثه بالقول: "إن مشروع رﺋﯿﺲ ﻟﺠﻨﺔ اﻟﻘﻮات اﻟﻤﺴﻠﺤﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﻨﻮاب الأميركي يدخل ضمن اتفاق التقسيم الذي يتعامل مع قوات الحشد الشعبي كجيش للدولة العراقية المتبقية والبشمركة كجيش للدولة الكردية وقوات الحرس الوطني كجيش للإقليم السني الذي قد ينفصل في دولة لاحقاً، مؤكداً أن هذا المخطط نال رضا جميع الأطراف المهتمة بالشأن العراقي مثل تركيا وإيران ودول الجوار العراقي جميعاً، إضافة لقادة بارزين من سنة وشيعة، حسب وصفه.
أرسل تعليقك