الإعلامية وفاء الكيلاني تسرد سيرة عاصي الحلاني وتقلّب صفحاتها
آخر تحديث GMT12:47:16
 العرب اليوم -

الإعلامية وفاء الكيلاني تسرد سيرة عاصي الحلاني وتقلّب صفحاتها

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - الإعلامية وفاء الكيلاني تسرد سيرة عاصي الحلاني وتقلّب صفحاتها

النجم اللبناني عاصي الحلاني
بيروت ـ العرب اليوم

يختم عاصي الحلاني الموسم الثاني من برنامج «السيرة» مع وفاء الكيلاني بسرد يختار له عنوان «سيرة فارس لن يسقط عن صهوة جواده». في مكتب داخل مكتبة، حيث نوستالجيا الداكتيلو والغراموفون، يعود طفلاً في التذكُر والحكايا. تفتح محاورته كتابه، وتواجهه مع صفحات العمر. وقد كان شيّقاً، مكثّفاً بالتجارب. فردٌ في عائلة تتكوّن من 13 أخاً وأختاً، اسمه الحقيقي محمد، حلم بين سنابل القرية بنجومية ظنّ بلوغها مستحيلاً. تكلّف والده براتب شهر ليشتري عوداً له، هو المتأكد منذ الصغر بأنّ الأحوال ضيّقة لكن الأحلام بحجم الكون.
ضيفها لاعب ماهر مع الظروف، تحاول التسديد فيصدّها. سكن 15 فرداً في منزل من غرفتين، فتعلّم محمد القناعة خارج معزوفة التذمر والشكوى. باكراً تحمّل المسؤولية وراح يبحث عن مصدر دخل. بلمعان الأسئلة وذكاء التمهّل أمام المحطات، تنقّب الكيلاني في أعماق الحلاني. يردّ بابتسامة على أكثر فصول الحياة مرارة، كالخطف في الحرب الأهلية أو خسائر الأحبة في العائلة. كأنّ بعض أثقال الماضي تستعيد خفّتها لمجرد تحوّلها درساً في الصلابة وأمثولة في القوة.
تقلّب أمامه الصفحات، منها خفقان القلب وشعور الأبوّة وسُلّم الفن وقسوة الصعود حين تخذله الظروف. الكيلاني فنانة تفاصيل، تلاحق الصغيرة والكبيرة. لا تهدأ حتى تتسرّب وتتشرّب. ولا تغفل عن جانب في الضيف، أكان معتماً أم مضيئاً، متوافراً أم يتطلب التنقيب والحفر. بدا الحلاني كتاباً مفتوحاً أمامها. وتقريباً، سلّمها نفسه لاختراقها والتنزّه في صميمها. تحضّه على النطق حيث بعض الصمت، وعلى قصّ الحكايا للمرة الأولى. لم يطل عاصي الحلاني ليقدّم «سيرة» مثالية. فهو ابن اللحظات الفقيرة والعمل في سن مبكرة. يفتح كتابه ليفاخر بما خطّه بعرق جبينه منذ عمله مساعداً لحلواني ولم ترقه الحرفة، فاستبدلها بعد ثلاثة أشهر بعمله مساعداً لنجار في «منشرة» جعلته يحصل على راتب يؤكد إحساسه بالرجولة. لا تطرح محاورته سؤالاً لتنال جواباً. تطرحه لتطوي صفحة بعد المداواة بالبوح. وهذه هوايتها المفضلة أمام الكاميرا: أن تقتحم الطابق المستور، ثم ترتّب دواخل الضيف بعد محاولات تفكيك غالباً ما تنتهي بالإبهار والتفرُّد.
إن أعاد مشاهدة الحلقة («دي إم سي») سيقف مذهولاً أمام فصول حافلة بالوصول. علّمت على وجهه صفعة الأب الأولى حين شعر بأنّ الابن يتقاعس في الدراسة. وعوض مصارحته بحقيقة الرسوب، باغته بأكذوبة النجاح، فاكتشف الأمر وسدّد «الكف»، أو «القلم» باللهجة المصرية. أراده، كبراءة الآباء في مصادرة شغف الأبناء، أن يصبح مهندساً أو طبيباً. لم يخطر له أن يصبح «فارس الأغنية»، بالفولكلور الذي ميّزه في «استوديو الفن» والأغنية الشعبية اللبنانية وصدى المواويل في حقول السنابل: «كلما السنونو فارقت قرميدها بغيب من عمري سنة... وكلما العريشة بكيت عناقيدها بترحل دِني بتبقى دِني».
تحدّثه طويلاً في الحب والزواج والعائلة، وعلى طريقتها في «المكر» الإعلامي، تسأله لِمَ أبقى زواجه من ملكة جمال لبنان السابقة كوليت بولس سراً لسنة؟ هل لأنها المراهقة التي يرغب في امتداد فصولها؟ أم لأنها «ضرورات» الشهرة لإرضاء خفقان المعجبات؟ يتجنّب افتعال أي جواب، وفي الحلاني كثير من العفوية. 25 سنة مرت على زواجه، ووفق الكيلاني: «قمر أنجبت ثلاثة أقمار»، اثنان ميّالان للفن وفسحاته وثالثة اختارت باريس لاحتراف الطبخ بدعم من الوالد المُدرك أنّ النصيحة تنفع والإرشاد ينفع، لكن إرغام الأبناء والاستبداد بخياراتهم سيؤول إلى الفشل.
ابن مِزْين الحلاني الذي رفض المجيء بضرّة لمريم المتـأخرة في إنجاب الذكور. تلك الأم التي باعت سلسلة ذهبية لتساند الابن الموهوب في تسجيل أغنية. يستوقف محاورته وجود اسمين في الرجل: «متى تكون محمداً ومتى تكون عاصياً؟ ولِمَ يغلب عاصي محمداً؟». يردّ بفرح على أسئلتها، وإن استنكر «تهماً» توجّهها إليه لتُخرج منه حقيقة صورته عن نفسه. يرفض أنه تخلّى عن محمد ونزعه منه، وإن احتل عاصي مساحة أوسع. محمد الذي عمل باكراً لتدبير أقساط المعهد، والذي سعى بجهد خلف الفرص الأولى، يعتزّ به ولم يُرد له اسما آخر. لكنها موضة تلك الأيام، تجلّي النجومية بأسماء أخرى، فاختار عاصي تيمّناً بعاصي الرحباني المتوفّي في اليوم نفسه لولادة محمد باسم عاصي الحلاني.
برغم بساطتها، اتخذت الأم قراراً صارماً بمنع شبابها الثلاثة من الالتحاق بميليشيات الحرب الأهلية اللبنانية. جنّبتهم الاقتتال الطائفي وروائح الذبح على الهويات. ومع ذلك، لم يسلم محمد المراهق، فاختطفه مسلّحون مع رفيق له كانا يصطادان في الجبال، وأرغموهما مع تكبيل الأيدي على الإجهار بالانتماء لحزبهم. «إنه أصعب أيام الحياة»، يقول ابن الحلانية في مدينة بعلبك البقاعية. وينعت الطائفية بالجرثومة. هي اليوم، كالأمس، علّة الوجود اللبناني وخرابه.
وسرد الذكريات الطريفة كمشاغبات الطفولة وسرقة البطيخ في الليالي. وماذا أيضاً؟ «الذرة» ونسمّيها في لبنان «العرانيس» والحمّص الأخضر ونسمّيه «أم قليبانة». ابنه الوليد على خطاه في مغامرات الليل على الحقول المجاورة. وفي الغناء والموهبة، ابن أبيه.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

عاصي الحلاني يكشف عن مهنته قبل الفن والسبب وراء ضرب والده له

عاصي الحلاني يعلق على تكريمه فى مهرجان نجم العرب

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإعلامية وفاء الكيلاني تسرد سيرة عاصي الحلاني وتقلّب صفحاتها الإعلامية وفاء الكيلاني تسرد سيرة عاصي الحلاني وتقلّب صفحاتها



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف
 العرب اليوم - دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 08:50 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
 العرب اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 08:28 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية
 العرب اليوم - واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 15:39 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا يوسف تخوض تحديا جديدا في مشوارها الفني

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 14:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 17:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

حماس تعلن مقتل رهينة بقصف إسرائيلي شمالي غزة

GMT 08:28 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية

GMT 08:16 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"حزب الله" يعلن استهداف قوات إسرائيلية في الخيام والمطلة

GMT 08:32 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 22:49 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

غارة إسرائيلية على معبر حدودي بين سوريا ولبنان

GMT 17:46 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الشيوخ الأميركي يطالب بايدن بوقف حرب السودان

GMT 23:03 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة كاميلا تكسر قاعدة ملكية والأميرة آن تنقذها
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab