يوم الشهيد
آخر تحديث GMT09:46:56
 العرب اليوم -

يوم الشهيد

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - يوم الشهيد

عمرو الشوبكي

بالأمس مرت 45 عاما بالتمام والكمال على استشهاد البطل عبدالمنعم رياض، كواحد من كبار القادة العسكريين فى تاريخ الجيش المصرى، ونموذج لم يتكرر كثيرا فى تاريخنا الحديث، فكرّس لمعنى القيادة التى لا تقود من الغرف المغلقة، إنما تكون فى المقدمة مهما كانت المخاطر والتضحيات. فى يوم 9 مارس من عام 1969 سقط الفريق أول عبدالمنعم رياض، رئيس أركان الجيش المصرى، شهيدا بنيران إسرائيلية غادرة حين كان فى أحد المواقع العسكرية المتقدمة شرق القناة، ويقود بنفسه معركة شرسة ضد قوات الاحتلال الإسرائيلى، وسطر بدمائه الزكية يوم الشهيد على أرض مصر. وجاء صعود عبدالمنعم رياض بعد نكسة 67 حين عرف الجيش المصرى أكبر عملية تجديد فى تاريخه بإقصاء كل القادة المسؤولين عن الهزيمة وتحوله من جيش يتدخل مباشرة فى السياسة إلى جيش مهنى محترف، فاختير الشهيد الراحل فى 11 يونيو 1967 رئيسا لأركان حرب القوات المسلحة المصرية، وبدأ مع وزير الحربية، القائد العام للقوات المسلحة الجديد، الفريق أول محمد فوزى، إعادة بنائها وتنظيمها. وحقق الرجل انتصارات عسكرية فى المعارك التى خاضتها القوات المسلحة المصرية خلال حرب الاستنزاف، مثل معركة رأس العش التى منعت فيها قوة صغيرة من المشاة سيطرة القوات الإسرائيلية على مدينة بورفؤاد المصرية، الواقعة على قناة السويس، وتدمير المدمرة الإسرائيلية إيلات، وإسقاط عدد من الطائرات الحربية الإسرائيلية خلال عامى 1967 و1968، إلى أن جاء يوم 9 مارس من عام 1969، وجرت اشتباكات عنيفة بين القوات المصرية والإسرائيلية على امتداد الجبهة من السويس جنوبا إلى القنطرة شمالا، وأصر الفريق عبدالمنعم رياض على زيارة الجبهة، رغم ما فى ذلك من خطورة، ليرى سير المعارك عن كثب ويكون بين جنوده، وذهب إلى إحدى وحدات المشاة الفرعية التى لم تكن تبعد عن مرمى النيران الإسرائيلية سوى 250 مترا، والتى كانت فى اشتباكات معه طوال اليوم الفائت وتقع تحت سمعه وبصره، وما إن وصل إلى تلك الوحدة حتى وجهت إليها إسرائيل نيران مدفعيتها، واستمرت المعركة التى كان يقودها الشهيد الراحل بنفسه حوالى ساعة ونصف الساعة، إلى أن انفجرت إحدى طلقات المدفعية بالقرب من الحفرة التى كان يقود المعركة منها، ونتيجة للشظايا القاتلة وتفريغ الهواء توفى عبدالمنعم رياض بعد 32 عاما قضاها عاملا فى الجيش متأثرا بجراحه. وقد نعاه الزعيم الراحل جمال عبدالناصر ومنحه رتبة الفريق أول ونجمة الشرف العسكرية التى تعتبر أكبر وسام عسكرى فى مصر. قد يكون من أجمل ما كُتب عن الشهيد عبدالمنعم رياض مقال للأستاذ هيكل أعاد الأهرام نشره وحمل عنوان: «الجنود القدامى لا يموتون»، وما أدهشنى فى هذا المقال أنى تصورت فى البداية أن الأستاذ كتبه فى الوقت الحالى فى ذكرى الفقيد، ولكنى اكتشفت فى نهايته أنه كُتب بتاريخ 14 مارس 1969. إن سحر الأسلوب ورونق الكاتب يشعرانك بأنه مقال عابر للزمن والتاريخ، وكأنه كُتب اليوم، فكما أن الفريق أول عبدالمنعم رياض هو الشهيد الحى والخالد، فإن مقال هيكل هو أفضل ما كُتب عنه، وهو علامة أخرى باقية فى تاريخ هذا النوع من الكتابة الصحفية.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

يوم الشهيد يوم الشهيد



GMT 08:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

التوافق بين الأبراج والشهور الميلادية والهجرية

GMT 08:08 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

الحوت والحمل والأسد من الأبراج الأكثر سعادة

GMT 06:21 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

أفكار لأزياء الهالوين مستوحاة من علامة كل برج

GMT 19:52 2024 السبت ,19 تشرين الأول / أكتوبر

توقعات برج القوس لشهر أغسطس 2024

GMT 19:36 2024 السبت ,19 تشرين الأول / أكتوبر

توقعات برج العقرب لشهر أغسطس 2024

GMT 06:32 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

توقعات برج الميزان لشهر أكتوبر / تشرين الأول 2024

GMT 23:25 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

توقعات برج الميزان لشهر أكتوبر 2024

GMT 18:56 2024 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

توقعات برج العذراء لشهر أكتوبر 2024

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:51 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أشرف حكيمي يمدد عقده مع باريس سان جيرمان حتي عام 2029

GMT 18:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 09:37 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ثوران بركاني جديد في أيسلندا يهدد منتجع بلو لاجون الشهير

GMT 22:00 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

GMT 11:06 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

مستشفى كمال عدوان بدون أكسجين أو ماء إثر قصف إسرائيلي مدمر
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab