محمد سلماوي
قال ألفا عمر كونارى، رئيس مالى السابق، رئيس الوفد الأفريقى رفيع المستوى: نحن فى منظمة الاتحاد الأفريقى لم نقل أبداً إن ما حدث فى مصر كان انقلاباً، ولا طالبنا بعودة مرسى، كل ما هنالك أن ما حدث لم يكن تغييراً دستورياً، لذلك لم نعرف كيف نوصفه.
قلت للرئيس: بل لقد وصفتموه بما ليس فيه، فالقول إنه غير دستورى هو توصيف خاطئ، إن الشعب المصرى فى تعبيره عن إرادته الجماهيرية سلك الطريق الدستورى منذ البداية، فقد طالب أولاً بانتخابات رئاسية مبكرة وهذا إجراء دستورى، لكن مرسى رفض، فجمع توقيعات تطالب برحيله وصل عددها إلى ضعف عدد من انتخبوه، وهذا إجراء دستورى يعرف باسم recall elction طبقته الولايات المتحدة وغيرها مئات المرات، فحين يصل عدد من يسحبون الثقة من المسؤول المنتخب إلى نسبة معينة ممن انتخبوه يكون عليه أن يترك موقعه، وهو ما رفضه مرسى أيضاً، لذلك لم يكن أمام الجماهير إلا النزول إلى الشوارع بتلك الملايين التى شاهدها العالم كله يوم 30 يونيو، مطالبة الجيش بتنفيذ إرادتها نظراً لغياب أداة التغيير الدستورية وهى البرلمان، فأين أخطأ الشعب فى ذلك ومن الذى رفض الإجراءات الدستورية منذ البداية؟
ثم قلت للرئيس والوفد المرافق له، خلال الجلسة التى استضافه فيها حزب الوفد: أرجو أن تسمح لى يا سيادة الرئيس بأن أتحدث إليك بصراحة، وإذا كنتم قد عبرتم عن انتقادكم لأسلوب التغيير الذى اتبع، فاسمح لى بأن أنقل لك انتقادات الشعب المصرى لكم وهو ما لن تسمعه فى اجتماعاتكم الرسمية مع المسؤولين المصريين، إن المشاركين فى هذه الجلسة لا يتقلدون مناصب رسمية، وإنما هم جميعاً ممثلون عن الشعب من خلال الأحزاب والحركات السياسية ومنظمات المجتمع المدنى والمرأة والمثقفين.
إن الشعب المصرى يشعر بخيبة أمل شديدة من أشقائه الأفارقة، فقد وقفت مصر مع الشعوب الأفريقية فى معركة الاستقلال، واحتضنت كل حركات التحرر الأفريقية، وواجهت بذلك قوة الغرب الاستعمارية ودفعت ثمن إعلائها إرادة الشعوب الأفريقية فوق كل اعتبار سياسى آخر، لكن حين عبر الشعب المصرى عن إرادته الشعبية لم يسمع من ممثلى أشقائه الأفارقة إلا ذلك الحديث الذى يعيد على أسماعنا ما يقوله الغرب، وقد تسبب ذلك فى جرح عميق بين الشعب المصرى ومن يمثلون شعوب أفريقيا.
واختتمت حديثى قائلاً: لقد قمتم بثلاث زيارات حتى الآن إلى القاهرة، لكن تعليق مشاركة مصر فى أعمال المنظمة مازال قائماً، ونحن نرحب بكم دائماً فى مصر التى كانت وستظل بلد الأفارقة، ونتمنى ألا تكون زيارتكم الرابعة لنفس الأسباب، وإنما ربما للتهنئة بأن مصر وأفريقيا قد عادت يداً واحدة تعبر عن إرادة الشعوب الأفريقية فى مواجهة جميع القوى التى تقف فى وجه الشعوب.
أرسل تعليقك